بعد أربع سنوات من توليه المسؤولية الفنية لمنتخب الولايات المتحدة الأميركية لكرة القدم، أصبحت الشكوك تحوم حول المدير الفني الألماني يورغن كلينسمان.
وأكدت الهزيمة 3 - 2 أمام المنتخب المكسيكي، السبت الماضي بمدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا المسيرة المتراجعة للمنتخب الأميركي الذي بات يتعرض لمعوقات كبيرة في مسيرته البطيئة نحو القمة.
وأصبح مونديال البرازيل في عام 2014 في طي النسيان، بعد أن أطلق عليه كلينسمان "عام التحول"، فقد منح المدير الفني في ذلك العام الفرصة للعديد من اللاعبين الصاعدين بدون أن يلجأ في أي مرة للعب بتشكيل ثابت وواضح.
وقال المدرب الألماني مؤخرا في تصريحات لشبكة "إيه إس بي إن" التلفزيونية متحدثا عن تجاربه المستمرة مع المنتخب الأميركي: "سأخاطر بإشراك البعض ممن ليس لديهم قدرة على اللعب في هذا المستوى ولكنني أثق بأنهم سيعطون نتائج بعد عامين".
ورغم ذلك، راهن كلينسمان في مباراته أمام المكسيك على فريق تقليدي جمع جميع اللاعبين المخضرمين ولكنه لم يفلح.
وستمثل المكسيك بطل الكأس الذهبية في تموز/يوليو الماضي بعد أن حققت الفوز في مباراة السبت، اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف" في بطولة كأس القارات بروسيا 2017 لتعود مرة أخرى لموقع الريادة في كرة القدم في هذه المنطقة من العالم.
وفي المقابل، تجرعت أميركا التي احتلت المركز الرابع في الكأس الذهبية، هزيمة ثقيلة أمام المنتخب البرازيلي في المباراة الودية التي جمعت بين الفريقين في أيلول/سبتمبر الماضي، كما تلقت هزيمتها الأولى أمام غريمها التقليدي، المنتخب المكسيكي، منذ قدوم كلينسمان إلى موقع المدير الفني عام 2011.
وردا عن سؤاله عن الانتقادات والمطالبات برحيله إذا ما خسر في مباراة المكسيك، أجاب كلينسمان السبت الماضي قبل المباراة قائلا: "العالم أجمع بإمكانه التعبير عن رأيه ولكنك لن تستطيع أن تنال إعجاب كل العالم .. أنا لست هنا لكي أنال الإعجاب .. أسعى إلى القيام بعمل جيد".
يذكر أن كلينسمان يشغل أيضا منصب المدير الفني للاتحاد الأميركي لكرة القدم.
وفي هذا الإطار، لم يحمل السبت الماضي الكثير من الخير للاعب الألماني السابق، حيث خسر أيضا منتخب أميركا تحت 23 عاما أمام هندوراس في التصفيات المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حيث يلزمه لتحقيق هذا الهدف، الذي يعتبره كلينسمان أساسيا، تحقيق الفوز على كندا غدا الثلاثاء ثم الفوز على كولومبيا في مباراة فاصلة في أذار/ مارس المقبل.
وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت بطولة كوبا أمريكا المقرر إقامتها العام المقبل احتفالا بمرور مائة عام على تأسيس اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، والتي ستمنح المنتخب الأميركي فرصة المواجهة مع منتخبات أمريكا الجنوبية القوية، في مهب الريح بعد الفضيحة الأخيرة التي ضربت الفيفا وكونكاكاف.
ولذلك، من المحتمل أن تظل الولايات المتحدة بعيدة عن التجارب الدولية الكبيرة حتى مونديال 2018، لتخوض مباريات ودية أو رسمية محصورة في منطقة الكونكاكاف وأهمها التصفيات المؤهلة للمونديال التي تنطلق في تشرين ثان/نوفمبر المقبل والتي تستعد لها بمواجهة ودية الثلاثاء أمام كوستاريكا ثم المشاركة في بطولة الكأس الذهبية 2017.
وأسفرت الهزيمة التي تلقاها المنتخب الأميركي في 2011، أمام نظيره المكسيكي في الإطاحة ببوب برادلي وفي التعاقد مع كلينسمان الذي لم يحصد إنجازات طوال السنوات الأربع الأخيرة أكثر من سلفه أو غيره من المدربين، حيث توج بلقب الكأس الذهبية مرة واحدة وتأهل إلى دور الستة عشر من المونديال.
وبعيدا عن النتائج، كان يجب على كلينسمان أن يقوم بتحديث طريقة اللعب وتطبيق فسلفة محددة تعتمد على منح دور أكبر لمفهوم "الفريق" وهو الأمر الذي غاب عن مباراة السبت التي ظهرت خلالها المكسيك أكثر حسما وتحكما في مجريات اللعب مع الاستحواذ على الكرة وأكثر تفوقا على المنافس الذي يثير حاليا العديد من علامات الاستفهام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر