أنقرة - المغرب اليوم
تعد تركيا من أفضل المناطق التي تتوفر فيها جميع المقومات السياحية الشتوية في العالم، وتوفر الوسط الملائم لغالبية الباحثين عن السكينة وكأن هناك إجماعا على اعتبار منطقة شرق البحر الأسود ومحيطها هما العنوان، فالأسباب كثيرة.
أولها ما يتمتع به هذا المكان من جمال طبيعة حيث يستطيع الزائرون مشاهدة المناظر الثلجية الرائعة من غابات الصنوبر ذات الحلل ناصعة البياض، وكذلك رؤوس الجبال المكسوة بالغابات التي جثم الثلج على أرجائها والتمتع بمشاهدة تساقط الثلوج.
وتتميز مرتفعاتها بدفء الشمس وسطوعها بالإضافة إلى نوعية الثلج وسمكه الذي يصل أحيانا إلى ثلاثة أمتار خلال موسم التزلج.
وما يزيد في رصيد المواقع السياحية الشتوية في تركيا أن موسم التزلج يمتد فيها لأربعة أشهر وتقع بين شهر ديسمبر وأواخر شهر أبريل وتوازي هذه الفترة بامتدادها فترة موسم التزلج في جبال “زيجانا وكاتشكار”.
إضافة إلى أن هذه المنتجعات تشهد إقبالا على الحجوزات من المتزلجين وراكبي ألواح التزلّج وهواة ركوب العربات الثلجية ومحبي التزلج العميق القادمين من مختلف أنحاء العالم.
ويمكن التمتع بمياه الينابيع المعدنية الحارة المتواجدة في "أيدر ومنتجع ريدويس" وشواطئ السواحل البحرية الدافئة التي يمكن السباحة بها.
أما الذين يرغبون في قسط من الراحة بعد التزلج، فبإمكانهم أن يجدوا ضالتهم في كثير من النشاطات الخاصة والرحلات التي تنظمها المؤسسات التي تختص بالتزلج هناك.
وعندما يسدل ستار الليل، تفتح المصابيح الملونة المجهزة على هذه المنحوتات الجليدية وتضيف لها ألوانا باهرة متباينة كأنها قصر بلوري ساحر ويعجب السياح بها إعجابا كبيرا، فالتزلج ليس هدف الزائرين الوحيد، إذ أن الجلوس حول المدفأة مع العائلة والأصدقاء عندما يكون المنزل محاطا بالثلوج يولد لديهم إحساسا لا مثيل له.
كذلك فإن كثافة الثلوج التي تغطي جميع المواقع المحيطة بهم ترسم لوحة طبيعية خلابة، وتدفع بالجالسين أحيانا إلى الاندفاع نحو الخارج لرؤية الثلوج تتساقط ، لكن الإحساس يبقى متميزا لدى الذين لم يشاهدوا الثلوج وهي تتساقط ومعظمهم يأتي من دول الخليج العربي، فالمناظر الرائعة التي تحيط بهم تمتع أعينهم كما أن المناخ الجبلي البعيد عن تلوث المدينة يمدهم بالصحة والسرور.
بورصة تنافس الألب
تعد منطقة بورصة بجبالها وتعدد مقومات السياحة واحدة من مراكز الجذب للزائرين القادمين من الدول العربية، خاصة أنها توفر بتنوع مزاراتها السياحية المتعة لمراحل العمر المختلفة، ومن هنا كانت السياحة العائلية هي السمة البارزة لزوار بورصة.
وتشتهر بورصة بالعشرات من الآبار التي تحتوي على المياه الساخنة والتي تجذب من يرغب في السياحة العلاجية من خلال العشرات من الحمامات الصحية، إلى جانب كونها مركزا عالميا لصناعة السيارات لأسماء معروفة يجذبها رخص الأيدي العاملة التركية ومهارتها، وخاصة السيارات الفرنسية والإيطالية، كما توجد فيها أفضل معامل الحرير في تركيا والعالم.
وتشتهر بورصة أيضا بالعديد من الآثار التاريخية التي تعود إلى عصور الرومان والبيزنطيين والأتراك السلاجقة وحتى إلى حدود عام 6000 قبل الميلاد، والمساجد التاريخية والخانات ذات الطرز المختلفة والحمامات، والأسواق المغلقة، والنوافير وينابيع المياه والبيوت العثمانية القديمة.
"أوليمبوس" أو "جبل الراهب"
تقع أولوداغ مركز الرياضات الشتوية في جنوب بورصة، وتتميز بطبيعتها الخلابة، وأعلنت حديقة وطنية لغناها بالثروة الحيوانية والنباتية، حيث يمكن التمتع في متنزّه أولوداغ الوطني على مدار العام، سواء لممارسة الرياضات الشتوية شتاء أو التخييم والاستمتاع بالرحلات اليومية وجمال الطبيعة والخضرة صيفاً.
ويشتهر جبل أولوداغ الذي تكسوه الثلوج طوال فصل الشتاء والخضرة الدائمة على مدار العام، بقدرة أجواء الجبل على تجديد خلايا الدم في أجساد الذين يقيمون فيه لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
ويشكل أعلى قمة في منطقة شمال غرب الأناضول، ويمتد عرضه بين 15 و20 كيلومترا، وكان يطلق عليه اسم "اوليمبوس" قبل العهد البيزنطي، وكان يعرف أيضا بجبل الراهب بسبب وجود عدد كبير من الأديرة فيه.
أما في العهد العثماني فأصبح مكاناً يعتكف فيه الدراويش المسلمون، وأطلق عليه اسم أولوداغ منذ عام 1925، وبعدها بثماني سنوات بني أول فندق وطريق معبّد ليتحول المكان بمرور السنوات إلى مركز للرياضة الشتوية ومتنزّه وطني وأكبر مراكز التزلج في تركيا، علما أن الطول الإجمالي لحلبات التزلج في الجبل يبلغ 25 كيلومترا.
وقد يصل ارتفاع الثلج إلى ثلاثة أمتار في أشهر الشتاء العادية، بينما ينتشر في الجبل 30 مرفقا سياحيا وأكثر من 3500 غرفة فندقية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر