الجزائر - عمّـار قـردود
يبدو أن الغش وانتهاج تسريب مواضيع الإمتحانات في الجزائر، لم يعد يقتصر فقط على الطلبة والتلاميذ، بل امتد ليصل إلى الأساتذة فقد طفت على السطح فضيحة تسريب جديدة في الجزائر، صباح الخميس، بمناسبة تنظيم مسابقة توظيف الأساتذة، والتي تقدّم لها أكثر من 700 ألف مترشح من مشرفي التربية والمقتصدين، والأساتذة في الطورين المتوسط والثانوي.
ورغم أن فضائح امتحانات بكالوريا 2016 و 2017، لم تخبو بعد حدث هذا التسريب، ليزيد من متاعب وزارة التربية الجزائرية، و لكن هذه المرة، جاء الدور على مسابقة توظيف كوادر القطاع التربوي في الجزائر، حيث كشف رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في الجزائر إنّ امتحان، الخميس عرف تسريب مواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات فقط قبل انطلاق الإمتحانات الرسمية.
و قد أجمع المختصون لـــ"العرب اليوم" على أنّ مثل هذه التصرفات غير أخلاقية بتاتًا ولا تمت للتربية و الأخلاق بأي صلة، لأنه من المفروض على هؤلاء المترشحون للحصول على منصب أساتذة، أن يكونوا مثالًا يحتذى به و ليس العكس، وأنه طالما يعتمدون على أساليب الغش و الاعتماد على الغير لتحقيق النجاح، فإن مشوارهم الدراسي برمته مشكوك فيه، وأن بلوغهم الجامعة وحصولهم على الشهادات الجامعية المختلفة غير مستحق، وعلى الجهات المختصة إعادة النظر في ذلك، لأن مهنة الأستاذ النبيلة لا بدّ أن تتسم بالشفافية والمصداقية.
وأوضحوا أنه إذا كان الأساتذة يعتمدون على الغش، فمن الطبيعي أن يعمد الطلبة والتلاميذ إلى ذات الفعل والتصرف تطبيقًا للبيت الشعري المأثور:"إذا كان ربُّ الدار للدُف ضاربًا...فشيمة أهل البيت الرقص و الطرب"، هذا و قد بلغ عدد مناصب الشغل المحددة بأكثر من 14 ألف منصب بينها 10 آلاف منصب، خصص للأساتذة في الطورين المتوسط والابتدائي، كما قُدّر عدد المناصب في الطور المتوسط بـ5250 والثانوي بـ4759 منصب، مع استبعاد الطور الابتدائي الذي ستبقى الاستعانة فيه بالقوائم الاحتياطية للناجحين في مسابقة توظيف 2016 قائمة إلى غاية برمجة مسابقة جديدة.
ويضاف إلى ما تقدّم، فإنّ 4617 منصب إجمالي للإداريين، يشمل: المقتصدون (488 منصبًا)، نائب مقتصد (667 منصبا)، مشرف تربوي (2783 منصب)، مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي المهني (245 منصبا)، ملحق رئيسي بالمخابر (435 منصبًا)، وسيتم الإعلان عن نتائج هذه المسابقة الاثنين المقبل، على مستوى مديريات التربية عبر كامل ولايات الوطن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر