الرباط _ المغرب اليوم
تفاجأت فئة عريضة من الأسر المغربية المنتمية إلى الطبقة المتوسطة بالزيادات الكبيرة التي طبقتها مجموعة من المؤسسات التعليمية التابعة للقطاع الخاص، في ظل معاناة هذه الأسر من التبعات السلبية لتفشي فيروس “كورونا” والتي أثرت بشكل واضح على مداخيلهم المالية. ولجأت نسبة كبيرة من هذه الأسر إلى تأجيل موعد تسجيل أبنائها في المدارس إلى نهاية شهر غشت الجاري، في انتظار مراجعة هذه المؤسسات التعليمية الخصوصية لقرار الزيادات التي تراوحت ما بين 10 و15 في المائة، في وقت تتراوح فيه كلفة تدريس التلميذ الواحد ما بين 600 و800 درهم شهريا كحد
أقصى. وتفادت المدارس الخصوصية المتوسطة والصغيرة مجاراة توجه هذه المؤسسات، مكتفية بتطبيق زيادات رمزية على الواجبات المالية المدرسية التي تظل في متناول مرتاديها. وأكد عبد المالك عبابو، رئيس فيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بإقليم مكناس، أن هناك مدارس خاصة تفرض أسعارا مرتفعة جدا؛ وهو ما يتيح لها تحقيق رقم معاملات يتجاوز نسبة 300 في المائة من سعر الكلفة، بالنسبة إلى عدد كبير من هذه المؤسسات خاصة الراقية منها. وأكد رئيس فيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بإقليم مكناس أن القطاع يتطلب تدخلا عاجلا من لدن الوزارة
الوصية قصد تقنين الأسعار القصوى التي يجب على المدارس الخاصة ألا تتجاوزها، على غرار قطاعات أخرى من قبيل قطاع الاتصالات على سبيل المثال؛ وهو ما سيساهم في تخفيض الأرباح المرتفعة جدا التي تحققها المؤسسات التعليمية الخصوصية الكبرى، من خلال تطبيق أسعار لا تتماشى مع مستوى الخدمات التعليمية. من جهته، قال فؤاد بنشقرون، رئيس الهيئة الوطنية لمؤسسات التعليم والتكوين الخاص بالمغرب، إن الكلفة القصوى لتدريس التلميذ الواحد في المدارس الخصوصية لا تتعدى 800 درهم؛ وهو ما يدفع المؤسسات التعليمية الخصوصية إلى تطبيق أسعار
معقولة، تتماشى مع القدرة الشرائية لفئة عريضة من الأسر المنتمية إلى الطبقة المتوسطة بجميع أصنافها وكذا الطبقة الغنية. وأوضح رئيس الهيئة الوطنية لمؤسسات التعليم والتكوين الخاص بالمغرب، في تصريح لهسبريس، أن المدارس الخاصة تواجه حاليا ارتفاع كلفة التدريس نتيجة فرض معايير جديدة ترتبط بالإجراءات الصحية التي فرضتها السلطات لمحاصرة تفشي فيروس “كورونا”؛ وهو ما تسبب في رفع نسبي لسعر الكلفة. وتفادى بنشقرون الخوض في الأسعار المرتفعة جدا التي تطالب بها المدارس الخصوصية الكبرى، حيث صرح لهسبريس بأن “المدارس الخاصة من فئة خمس نجوم لا يمكن أن أعلق عليها؛ لكن فيما يخص المدارس المتوسطة والصغيرة، فهي تطبق أسعارا في المتناول”.
قد يهمك ايضا
مدارس خاصة تخشى عودة "التعليم عن بعد" وتهدد بتسليم المفاتيح
مدارس خاصة تعتمد "التعليم داخل المنزل" لإنقاذ مداخيلها المالية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر