وضع استراتيجيات التعليم العالي رهن مدى التطور التكنولوجي
آخر تحديث GMT 14:17:25
المغرب اليوم -

وضع استراتيجيات التعليم العالي رهن مدى التطور التكنولوجي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وضع استراتيجيات التعليم العالي رهن مدى التطور التكنولوجي

وضع استراتيجيات التعليم العالي رهن مدى التطور التكنولوجي
لندن - المغرب اليوم

أفاد أحدث تقرير صدر عن اتحاد شركات وسائل الإعلام الحديثة آفاق 2016 في التعليم العالي “هوريزون 2016” بأن مطالب الطلاب في السوق العالمية تطورت بشكل سريع، وتأثرت بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم. ويتناول التقرير التحديات المطروحة في مسألة التكنولوجيا في التعليم ويخلص إلى أنه “ما دامت التكنولوجيا التعليمية تتقدم وتتطور بسرعة، فإنه من الصعب أن نتبيّن متى وكيف يتم تطبيقها بشكل صحيح لتعزيز التحول الحقيقي”.

واعتمد تقرير آفاق التعليم العالي لعام 2016 على بحوث ودراسات لـ58 خبيرا في التعليم العالي في خمس قارات و16 بلدا، وهي دراسات انطلقت منذ 14 عاما وتستمر إلى اليوم حول كيفية استغلال التقنيات الحديثة ودرجة استيعاب الناشئة لها في مجال التعليم في العالم.

ولا شك أن الجامعات والكليات في جميع أنحاء العالم تعودت على الطرح المتواصل لهذا التحدي، لذلك فإنه من المثير للاهتمام تحديد الجدول الزمني لإدخال التكنولوجيات المختلفة في مناهج وطرق التعليم، بدءا بمبادرة اصطحاب الطالب لجهازه الشخصي “برينغ يور أون ديفايز” وصولا إلى مبادرة التعليم المزدوج والحقيقة الافتراضية التي من شأنها أن تغير شكل التعليم العالي.

وعلى المدى القصير، يعتبر المزج بين التعليم الرسمي وغير الرسمي اتجاها رئيسيا ينبغي اتباعه. فعلى سبيل المثال، يتطرق التقرير إلى الحالات التي يتم فيها السماح للطلبة من ذوي الخبرة بالعمل، والذين لهم تجارب في الحياة بالتأثير في تصميم المناهج الدراسية.

وبالمثل، يرى التقرير أن هذه الابتكارات التكنولوجية يمكن أن يكون لها تأثير على نظم التعليم العالي، حيث مكنت مبادرة “احضر جهازك الخاص”، من دمج الأجهزة الخاصة بالطلاب (وخاصة الأجهزة النقالة) كي تكون أدوات للتعلم في الفصول الدراسية.

ويقدر الخبراء أن الحوسبة العاطفية أي التقنيات التي تحاكي ما هو إنساني وتأثر على العواطف إلى جانب الروبوتات، قد تشكّل تيارا تعليميا خلال الخمس سنوات المقبلة.

ومن الأمور المشتركة بين جميع الابتكارات التكنولوجية أنها سبّبت تغييرات في المفاهيم، لأن التعليم العالي في الطريق إلى إعادة هيكلته بسبب الطلبات المتزايدة للطلاب على التعليم من أجل تمهيد الطريق لفرص العمل الثابتة، ويرتبط ذلك برغبتهم المتزايدة بالنظر إلى الخيارات خارج ما تتيحه البكالوريوس التقليدية ودرجة الدراسات العليا. وأيضا بسبب ضعف القدرة المادية في بعض البلدان لاستيعاب الطلب على التعليم العالي، ما يدفعه إلى انتهاج طرق التعلم عن بعد.

من جهة أخرى لاحظ التقرير تزايد عقلية الريادة بين العديد من الطلاب الذين يستعدون لمواجهة اقتصاد يتغير بشكل سريع، حيث يتطلب العدد المتزايد للوظائف “مهارات متوسطة” لحاملي للشهادات ذات المسلك الدراسي قصير الأمد، والذي غالبا ما يكون ذا طبيعة مهنية. ويشير التقرير إلى مسح أجرته شركة “جي.إيه.أس.سي” المتخصصة في التكنولوجيات الموجهة للتعليم يؤكد أن 32 بالمئة من الطلاب كشفوا أن اختيارهم للجامعة يتأثر بتوفر التكنولوجيا.

كما لاحظ التقرير أن اعتماد التكنولوجيات الناشئة في التعليم العالي سيؤدي إلى تفاعل بين ثلاث نقاط وهي: السياسة التعليمية والقيادة، أي صنع قادة المستقبل والممارسة أو التطبيق في التعليم والعمل، على سبيل المثال، حذر المحللون والخبراء في مجال التعليم العالي منذ سنوات من أن النموذج الجامعي التقليدي لا يمكنه أن يستمر.

وذكر تقرير اتحاد شركات وسائل الإعلام الحديثة هوريزون لعام 2016 “أن إعادة النظر في كيفية عمل المؤسسات هو توجه سوف يكون له تأثير على المدى الطويل، وعلى الحكومات إعطاء الأولوية للإصلاحات التعليمية التي تساعد الكليات والجامعات على إعادة الهيكلة بما يتماشى مع زيادة فرص توظيف طلابها”.

وبالنظر إلى أهمية القيادة، يشير التقرير إلى أن القدرة على توفير نهج أكثر عمقا في التعلم يمكنه أن يمنح الأفضلية للتدريب العملي، وهذا يعتمد على المؤسسات التعليمية إذ يجب أن تكون قادرة على “إعداد مدربين للقيام بأدوار جديدة”.

ويشير التقرير إلى أن أكثر المجالات الواعدة في التشغيل والقيادة التي يمكن للجامعات إدخالها في برامجها هي “ثقافة الابتكار” التي تطلب الخروج عن عمليات صنع القرار الهرمية لتعزيز الاستراتيجيات التعاونية ودمج آراء الطلاب وتوجهاتهم.

ومن ناحية أخرى يكشف التقرير أن النماذج التعليمية الجديدة مثل التعلم الهجين والتعليم القائم على الكفاءة يمتلكان القدرة على منح فرص للطلاب على أساس كفاءاتهم وعلى التأثير بشكل كبير على استدامة المؤسسات. وذلك لأنهما يسمحان للمؤسسة بتلبية طلبات المستهلكين المتغيرة، وبتصميم برامج من شأنها أن تقدم مقترحات قيّمة للمتعلمين في جميع المراحل.

وبما أن هناك مؤشرات على أن التوجه الجديد في التعليم العالي نحو نموذج “التعليم كخدمة” (وهو نظام يقسم مكونات التعليم العالي بما يتيح للطلاب خيار دفع ثمن الدورات التي يحتاجون لتعلمها فحسب)، سوف يكون سائدا في المستقبل.

ويبدو أن البحث في آفاق التغير التكنولوجي وتأثيره على التعليم العالي وكيفية استغلاله في تكوين أجيال المستقبل وإكسابهم قدرات تقنية وتطبيقية تؤهلهم لخوض معركة سوق الشغل، يمكن أن يساعد مؤسسات التعليم العالي في رسم استراتيجياتها في هذا المجال. غير أن السؤال الذي يطرح هنا هو: كيف يمكن للتعليم العالي العربي الاستفادة من هذه البحوث في الوقت الذي مازال فيه خريجو بعض الجامعات العربية يفتقدون للجانب التطبيقي ولا يتماشى تكوينهم مع آخر تطورات التقنيات الحديثة؟

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وضع استراتيجيات التعليم العالي رهن مدى التطور التكنولوجي وضع استراتيجيات التعليم العالي رهن مدى التطور التكنولوجي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib