قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس
آخر تحديث GMT 22:00:12
المغرب اليوم -
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

قبر "للا عائشة البحرية" اشتهر بقدرته السحرية على طرد "التابعة" وجلب العريس للعوانس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قبر

قبر "للا عائشة البحرية"
الرباط-المغرب اليوم

على بعد كيلومترات من أزمور، يقع قبر "للا عائشة البحرية"، التي ساد الاعتقاد بقدرتها السحرية على طرد "التابعة" وجلب العريس المثالي للعوانس، ما جعل ضريحها قبلة للباحثات عن الزواج من مختلف ربوع المملكة، إلا أن هذا المكان سرعان ما فقد قدسيته بعد أن طالته أيدي المشعوذين التي دنست حرمة الولية المقصودة لأهداف "خيرة" منذ عقود، ليتحول الضريح إلى وكر علني للشعوذة، تحرسه عصابات تتهجم على كل من يهدد وجودها.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا حينما بدأت أول أفواج النساء بالتوافد على الضريح، بعضهن يأتين رفقة أزواجهن وأطفالهن في سيارات تستقبلها "الباركينغات" العشوائية، مقابل تذاكر وقوف لا تقل قيمتها عن 5 دراهم، والبعض الآخر تلفظه قوارب العبور القادمة من الضفة الأخرى لوادي أم الربيع، ليكملن رحلتهن المرفقة بالزغاريد على متن عربات مجرورة بالحمير والبغال.

بين البركة والسحر
عند مدخل الضريح، يصطف فوج من "النقاشات" اللواتي يلازمن الزوار إلى أن يغنمن بحصتهن من الزيارة مقابل "بركة" من النقش بالحناء، ليأتي دور سماسرة «الشوافات» الذين يعرضون خدماتهن المختلفة، بدءا من "ضرب الفال" وقراءة الطالع، إلى إنجاز "القبول" وأعمال "التفرقة" بين الزوجين، نزولا عند رغبات عاشقات الرجال المتزوجين، بيد أن "المقصد واحد (هو الزواج) والأساليب متعددة (بين بركة الولية الصالحة وشطارة الساحرات)"، على حد قول إحداهن.

"مجدوبون" و"مجدوبات"
أمام مركز الدرك الملكي تصطف خيام المشعوذين الذين يمارسون أعمال السحر بشكل علني، تحت قناع "الجدبة"، إذ يشهرون بنشاطهم المشبوه من خلال لافتات تحمل أرقام هواتفهم وأسماءهم المقرونة بلقب "المجدوب"، من قبيل "المجدوب عبدو الشريف" و"المجدوبة للا فاطمة" و"المجدوبة السعدية" والحقيقة أن هذا اللقب يكسبهم مزيدا من المصداقية، باعتبارها حالة روحية تقرب صاحبها من الجن، وتسمح له بتسخيره لقضاء أغراض خاصة، من بينها التنبؤ بالمستقبل وجلب الحبيب، أو زرع البغض بين الزوجين، والتفرقة بين الحبيبين، وغيرها من الخدمات التي تعرض على الزبون بتدرج، بعد اقتناع أصحابها بصدقه ونيته في بلوغ مقصده مهما كلفه الثمن.
وتختلف أغراض الزبائن المترددين على هذه الخيام حسب أوقات عملها، إذ تخصص صباحا للمقبلين على مختلف أشكال السحر والدجل، وتنقلب مساء إلى كاباريهات تقليدية تستقطب عشاق "القصاير"، والباحثين عن متعة جنسية عابرة، منكهة بطعم البيرة و"الشقوفة".
والمثير أن الوعاء العقاري المخصص لهؤلاء الدجلة، تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ما جعلهم يشهرون ورقة "القانون" في وجه كل من يتساءل عن مدى شرعية ما يقومون به، لكن هذا لم يمنع من الرضوخ لمداهمات عناصر الأمن بين الفينة والأخرى، إذ أسفرت آخر عملية مداهمة عن اعتقال المسمى "المجدوب عبدو"، وحجز مئات الصور المستعملة في أغراض السحر، من بينها صور شخصيات معروفة وخليجيين ومسؤولين بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، بالإضافة إلى مبالغ مهمة بالدرهم والعملة الصعبة.

"هميزات" سوق الوهم
لم يكن من السهل علينا اختراق عالم الدجل المحيط بقبر الراحلة، إذ قوبل فضولنا بالتشكيك والحذر، وظلت نظرات المتربصين ترافقنا طيلة الوقت، والأصعب من ذلك أن تمثيليتنا الصحافية التي حرصنا من خلالها على الظهور كأفراد من الجالية، لم تسعفنا في الحصول على جميع المعلومات التي كنا بحاجة إليها، وذلك أن زبناءهم من "الزماكرية"، كانوا على علم بأمور السحر والشعوذة، عكسنا، وكانوا يأتون لقضاء غرض معين لا يناقشون كلفته، ما جعل منهم "هميزات" في سوق الوهم.
ولعل ما زاد الطين بلة، محاولتنا أخذ صورة لإحدى "الشوافات" وهي تنقض على رأس ديك مذبوح قربانا للولية، وتسرع به إلى خيمتها حيث غطسته بوعاء كبير يحوي سائلا أصفر وأعشابا غريبة، إذ سرعان ما وجدنا أنفسنا محاصرين بأزيد من ستة رجال متعطشين للعنف، وقد طلب منا إدخال الرمز السري لهواتفنا عنوة، قصد الاطلاع على محتواها ومسح الصور التي ادعينا أنها للذكرى، إلا أننا تمكنا، بعد جولات من الأخذ والرد، من إقناع مهاجمينا أن الأمر يتعلق ب"سيلفيات" عابرة لا أكثر، لنجد أنفسنا مراقبين من قبل مخبرين يتابعون تحركاتنا بدقة خلال ما تبقى من زيارتنا.

أطقم الزيارة
لم يكن الغرض الأساسي من "الشوهة" التي أحدثها "المخبرون" منعنا من التقاط الصور، بل إشعار المشعوذين القابعين بخيامهم بوجود دخيل قد يهدد تجارتهم، وإنذارهم بالتحفظ على طبيعة الممارسات التي يقدمونها بغرض "الأذية"، ما جعلهم يخرجون كالفئران من جحورهم، قصد الاطلاع على ما يجري والتعرف على هؤلاء الأشخاص "غير المرحب بهم" في فضائهم.

ولتلطيف الأجواء المشحونة، ارتأينا الجلوس بفضاء إحدى المقاهي المقابلة للضريح، وتابعنا حركة الزوار المتجمعين حول المحلات التي تبيع أغراض الزيارة. ولأن أصحاب هذه الحوانيت يعرفون أدق التفاصيل، ويخمنون ما يحتاجه كل نوع من الزبائن حسب مظهره وأسلوب كلامه وقدرته الشرائية، فهم يقترحون أطقما خاصة بالزيارة لقاصدي الولية الصالحة، وأعشابا مختلطة ببقايا حيوانات مجففة لزوار "المجدوبين"، إذ تتراوح قيمة المشتريات بالنسبة إلى زوار "للا عائشة البحرية" بين 10 دراهم و 700 درهم، بما فيها قراطيس الشموع البيضاء والخضراء، وعلب الحناء والحليب والعسل الحر، وبخور "الجاوي" والقرابين التي تقدم إما على شكل "فتوح" أو ذبيحة لديك أو اثنين.

طقوس

لا تختلف طقوس زيارة قبر "عائشة البحرية" كثيرًا عن باقي الأضرحة و"السادات"، إذ يفرض الدخول إلى الضريح خشوعا وتضرعا لـ"أهل المكان"، إلى جانب توفير الواجب المالي الخاص بالزيارة، أو ما يسمى "الفتوح"، هذا القربان المالي الذي يقدم للقائمتين على غرفة الضريح، يحول إلى صندوق خشبي يملكه "أولاد حميدة"، باعتبارهم حفدة عائشة والمشرفون على الضريح، حسب ما أفاد أحد بائعي الديكة المخصصة للذبيحة. داخل غرفة الضريح تجتمع النساء حول امرأتين في الخمسينات، يظهر من سلوكهما أنهما المكلفتان باستقبال أطباق الزيارة، إذ تستلمان ما تجود به الزائرات من نقود وشمع وحليب وعسل وزهر وأثواب حريرية خضراء، ثم تغرف إحداهما كمية من الحناء المخلوطة بالقرنفل في وعاء خشبي، وتضعها في يد كل فتاة جديدة، موصية إياها بتمريرها في مفارق يدها وتمتمة دعوات تيسير الزواج وتبييض "السعد"، قبل أن تثقب قنينة الزهر التي أتت بها وتطلب منها رشها على باقي النساء الجالسات بالغرفة، مع أخذ كمية من الحناء لكتابة اسمها واسم حبيبها على حائط الضريح، الذي يبدو كلوحة تشكيلية.

قبلة العوانس
عند سؤالنا عن باقي الطقوس التي تقام بالضريح، أخبرتنا إحدى القائمتين على الضريح أن أغلب الزائرات يكتفين بتقديم أطباق الزيارة وأخذ "فالهن" من الحناء فقط، أما "المؤمنات" الحقيقيات بقدرة للا عائشة الاستثنائية، فينجزون باقي الطقوس "على حقها وطريقها"، كي يتحقق مرادهن ويحظين بفارس أحلامهن المنتظر، مشيرة إلى أن الطقوس تشمل التبخر عن طريق تخطي المجمر جيئة وذهابا سبع مرات، والاستحمام في "الخلوة".
وقالت محدثتنا، البالغة من العمر 62 سنة، "يجب أن تقتني العانس مشطا وتؤدي ثمن الاستحمام بماء البئر الموجود قرب قبة الضريح الخضراء، ثم تنزع ملابسها في غرفة صغيرة (الخلوة) وتسكب الماء على جسدها، مع الحرص على تمرير المشط الذي اقتنته بين خصلات شعرها، لتقوم بعد ذلك برميه ورمي ملابسها الداخلية خلف ظهرها في ركن غير بعيد عن الشاطئ، كي تتخلص من التابعة التي ألصقت بها"، والحقيقة أن الأمشاط والملابس الداخلية التي يتم رميها، تباع من جديد في سوق خاص، كما هو الحال بالنسبة للديكة التي يتم ذبحها قربانا للولية، وبيعها لأصحاب المقاهي العشوائية المحيطة بالضريح، أما الأرباح فيتم اقتسامها بين "أولاد احميدة"، دون أن تستفيد جماعة سيدي علي بن حمدوش شيئا من هذا الإرث التاريخي الموجود على ترابها.

بين الحقيقة والخرافة
اشتهرت عائشة البحرية بشجاعتها وإخلاصها ومروءتها خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، إذ ظل اسمها راسخا في مخيلة المغاربة إلى غاية اليوم، كرمز للمقاومة ضد الاستعمار، و الوفاء للزوج، و القدرة على الصبر. وكان سبب دخولها مغامرة المقاومة اغتيال زوجها من قبل قوات الاحتلال الفرنسي، لتقرر الانتقام وتبدأ بالتربص بالجنود الفرنسيين الذين قتلت المئات منهم، دون أن تتمكن القوات الفرنسية من التعرف عليها بفضل اللثام الذي كانت تضعه أثناء عمليات التصفية. ويروى أنها أثارت متاعب جمة للمعمرين الفرنسيين في منطقة دكالة عبدة، خاصة بعد انضمام عدد من الفارسات الأرامل لها، وقيادها لهم في مقاومة الاحتلال إلى حين وفاتها.
أما الحكاية الشعبية المتداولة، فتقول إن أصل هذه الشخصية التاريخية من بغداد، وإنها كانت على علاقة روحية بمولاي بوشعيب الدكالي، الولي الصالح الموجود ضريحه بأزمور، إلى درجة أنهما كانا يلعبان الكرة ، فتمر الكرة من بغداد لتصل إلى آزمور، بعد أن تقول له "هاك أبوشعيب في جنب الواد"، ليرد عليها "هاكي أعايشة في بغداد". 
وتضيف الأسطورة أن العاشقة قصدت المغرب لزيارة حبيبها بوشعيب، لكن الموت فاجأها وهي على مرمى حجر من آزمور، ليتم دفنها في المكان ذاته الذي توفيت فيه، ويقام فوق قبرها ضريح ظلت النساء تزرنه للتبرك والنزهة. 
ورغم تعدد الحكايات التي امتزج فيها التاريخ بالأسطورة، فإن واقع هذه الشخصية اليوم، حولها إلى قبلة للفتيات الراغبات في الزواج، أو العاشقات للرجال المتزوجين، لاعتقاد بعضهن بقدرتها على تزويج العوانس، وإيمان البعض الآخر بقدرات المشعوذين المحيطين بقبرها.

قد يهمك ايضا:

رجل غني يعرض جائزة مُثيرة لمن يُغري حبيبته

جيوتي جامبيل مراهقة من "مينيسوتا" ولدت بدون أعضاء تناسلبية تتمنى الارتباط

المصدر :

واس / spa

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس قبر للا عائشة البحرية اشتهر بقدرته السحرية على طرد التابعة وجلب العريس للعوانس



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib