الرباط - الدار البيضاء
أثارت تصريحات الأمينة العامة الحزب الاشتراكي الموحّد (المعارض)، نبيلة منيب، بشأن رفضها ما تسمّى “تامغرابيت” الكثير من الجدل وسط نشطاء مغاربة، امتدّ ليشمل أعضاء في الحزب اليساري رأوا في “خرجة” القيادية “إقصاء لمكوّنات ثقافية وهوياتية عديدة في المغرب”، وفقا لتعبيرهموصرحت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، خلال لقاء إعلامي بمدينة تنجداد، بأنها لا تؤمن بما تسمى “تامغرابيت”، وبأنها تطمح إلى المغرب الكبير، وفي الإطار ذاته قالت إن موقفها هو “تازة مع غزة”، وفقا لتعبيرها.
ومصطلح “تامغرابيت” يؤشر على مجموعة من الطقوس والعادات التي تميّز المغاربة، بينما يعتبر البعض أنه يعكس انسجام جل الأطياف الثقافية والهوياتية والاجتماعية في أرض المغرب؛ بينما ترى منيب أنه “يجب أن ننظر إلى ما هو أشمل من هذا، من خلال بناء صرح المغرب الكبير”.ولم تلق تصريحات منيب ترحيبا لدى العديد من النشطاء المغاربة، خاصة من المنتمين إلى الطّيف الأمازيغي، الذين اعتبروا خرجتها “إقصائية ولا تتجاوب مع آراء معظم المغاربة وتنم عن تشدد من أجل المعارضة”، موردين أن “تامغرابيت” قبل المغرب الكبير وقبل العروبة، “بل وقبل أي تجمع كيف ما كان”.
وفي هذا الصّدد، أورد الناشط السياسي والقيادي اليساري البارز عبد الرحمان بنعمرو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “نحن مغاربة، عرب وأمازيغ، ولا يمكن التفرقة بيننا، فالأمر يتعلق بدولة لها تاريخ وتتمتع بسيادة واستقلال سياسي وثقافي ولا يمكن أن نقبل بأي إقصاء لأي مكون من مكونات المجتمع”.وفي ما يشبه الرّد على تصريحات منيب قال بنعمرو إن “المغاربة قدموا تضحيات جمة حتى ننعم بوطن حر وسيادي ليست فيه مساحة للإقصاء”، مشيرا إلى أنه يتفق مع منيب في نقطة رفضها للتطبيع، “لأن الكيان الإسرائيلي شرد الناس واحتل أراضي الغير، ولم ينفذ القرارات الأممية”.
وكانت منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، قالت في وقت سابق: “حذار حذار من التطبيع..ونحن نؤمن بأنه خيانة”، مضيفة في السياق ذاته: “لا ثقة في ترامب، ونحن من سيحرر الصحراء”. وعن القضية الأمازيغية، اعتبرت الأمينة العامة للحزب اليساري أن “الأمازيغية قضية محورية في نضال الحزب، وتدريسها يتم إفشاله، لأن هناك مستبدين يريدون التفريق بين المغاربة”.من جانبه، قال الناشط السياسي السابق خالد الجامعي، في تصريحات لهسبريس، إن “وصف الخيانة الذي جاء في تصريح منيب غير موفق ولا يتماشى مع توجهات الدولة”، مبرزا أنه “لا يمكن للدولة أن تخون الوطن والمغاربة”، وأنه يرفض استعمال مصطلح “الخيانة”، وتابع: “أؤمن بأن المغرب دولة لها سيادة ويجب التشبث بها في إطار ‘تامغرابيت'”.كما قالت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد: “لو تمت كتابة الأمازيغية بالحرف العربي أو اللاتيني لكنت اليوم أقرؤها”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “التعريب ليس ما خرب شمال إفريقيا، بل الاستبداد”، وزادت: “نحن ضد سياسة التلهيج حرصا على التواصل، خصوصا أن رائدها ليس عالما ولا مفكرا”.
قد يهمك ايضا
نبيلة منيب تتمسك بالتشكيك في كورونا وتُحذّر المغاربة من اللقاح الصين
"لابريكاد 36" يُحقّق مع نبيلة منيب لتشكيكها في كورونا واللقاح
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر