عوامل سياسية ورهانات انتخابية تقلص حضور الثقافة في البرامج الحزبية
آخر تحديث GMT 03:46:16
المغرب اليوم -

عوامل سياسية ورهانات انتخابية تقلص حضور الثقافة في البرامج الحزبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عوامل سياسية ورهانات انتخابية تقلص حضور الثقافة في البرامج الحزبية

وزارة الثقافة
الرباط - المغرب اليوم

على نحو جد محتشم تحضر الثقافة في البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية، بينما تولى الأهمية للقطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة والشغل، وهو ما ينعكس أيضا على أجندات الحكومات المتعاقبة؛ إذ ظلت الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة على الدوام أضعف بكثير من ميزانيات باقي القطاعات الحكومية.الكاتب والصحافي عبد العزيز كوكاس أرجع ضعف اهتمام الأحزاب السياسية بالشأن الثقافي إلى وجود إشكال مركزي مرتبط بالتطور السياسي في المغرب يجعل الثقافة “مجرد عربة في القطار السياسي”.وقال كوكاس، إن هذا الوضع الذي جعلت فيه الثقافة في مرتبة دنيا، كان قائما حتى في أزمنة كان فيها زعماء الأحزاب مثقفين قبل أن يكونوا سياسيين، حيث تم الانزياح عن النهج الذي سلكته الحركة الوطنية التي أولت للثقافة أهمية كبرى.وأوضح أن الحركة الوطنية اعتبرت الثقافة أداة من أدوات التحرر من ربقة الاستعمار، “لكن بعد الاستقلال، هيمن السياسيون ذوو الأفق المحدود على الأحزاب السياسية، وجرى استبعاد المثقفين من الأجهزة التقريرية. ومن ثم، احتلت الثقافة هامشا صغيرا في المشروع الوطني لهاته الأحزاب”.تهميش الثقافة في مشاريع الأحزاب السياسية بدأ منذ أواخر سبعينات القرن الماضي واستمر إلى اليوم، “حيث تراجع الفعل الثقافي في تصورات ومشاريع الأحزاب السياسية، ولم تعد الثقافة سوى نقطة صغيرة في جدول أعمال الأحزاب”، يقول كوكاس.

ولفت المتحدث إلى أنه حتى اللجان الحزبية المكلفة بالثقافة تظل قليلة، ونشاطها داخل الأحزاب ضعيف، على خلاف اللجان الأخرى، مثل لجان القانون الداخلي والقانوني التنظيمي التي تعمل بشكل مكثف، وهو ما يفضي إلى تغييب الشأن الثقافي في البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية.وأبرز كوكاس أن هناك معطى آخر يزكي عدم اهتمام الأحزاب السياسية بالثقافة، يتعلق بعدم ترشيحها للأطر والنخب في الاستحقاقات الانتخابية، معتبرا أن إهمال الجانب الثقافي يظل مطروحا في جميع الأحزاب، “وهو ما أوصلنا إلى حياة سياسية بدون روح”.انطلاقا من الاطلاع على البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة والاستحقاقات المقررة شهر شتنبر المقبل، يلاحظ أن الثقافة لا تزال “مهمشة”، بينما يتم التركيز على مجالات أخرى، في مقدمتها الشغل والتعليم والصحة.ماجدولين العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية مكلفة بالقضايا الثقافية ومنتخبة مفوضة في الثقافة، عزت ضعف اهتمام الأحزاب بالثقافة في برامجها الانتخابية إلى كونها تعتبر الثقافة شيئا ثانويا لا يمكن المراهنة عليه لكسب أصوات الناخبين.وقالت العلمي، وهي أيضا أستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، في تصريح لهسبريس، إن الأحزاب السياسية تراهن على الشغل والصحة والتعليم لكسب أصوات الناخبين، “بينما الثقافة هي الأساس وتتقاطع مع جميع القطاعات وتغذيها”.

ونبهت العلمي إلى العواقب الوخيمة لانتفاء الاهتمام بالثقافة، قائلة: “إذا همشنا الثقافة، فهذا يؤدي إلى انحسار الحس الوطني والانتماء الثقافي. ولكي نتفادى الانزياح في هذا المطب، ينبغي أن نجعل النهوض بالثقافة أولوية، لأنها السبيل الوحيد لترسيخ قيمنا الثقافية والحفاظ عليها”.وأشارت العلمي إلى أن الثقافة هي أيضا رافعة للتنمية، لما تتيح من فرص لإنعاش الشغل وتوفير مداخيل من خلال موارد متنوعة، كالسياحة الثقافية وغيرها، موردة أن حزبها وضع الثقافة ضمن أولويات البرنامج الانتخابي للاستحقاقات المقبلة.وأكدت العلمي أن المغرب يزخر بجميع المؤهلات والإمكانيات التي من شأنها أن تجعل من الثقافة محركا قويا للتنمية، نظرا لما يتوفر عليه من تراث ثقافي مادي ولا مادي.وتوقفت الفاعلة السياسية والثقافية عند إحدى الإشكاليات التي تعاني منها الثقافة في المغرب، وتتمثل في إنشاء مراكز ثقافية ومسارح تظل بدون جدوى، ذلك أن عدم توفير موارد بشرية لتسييرها يجعلها فضاءات إسمنتية مغلقة لا يستفيد منها أحد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أيمن بنعمر يؤكد أن دعم وزارة الثقافة المغربية يشجع الإبداع الفني

فاس تودّع الأديب المغربي المهدي حاضي الحمياني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عوامل سياسية ورهانات انتخابية تقلص حضور الثقافة في البرامج الحزبية عوامل سياسية ورهانات انتخابية تقلص حضور الثقافة في البرامج الحزبية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib