بقلم: مصطفى حامد
(إلى روح زوجتى- رحمها الله- إذ غادرتني فجأة 27/1/2012 الجمعة)
وحيداً أمرُّ على الذكرياتِ
يُصافِحُني وجهَ بيتٍ قديمِ..
على سطحهِ جمَّعَتنا فصول الشتاء
أمُرُّ..
يُهَدهِدُني صوتُها بالغناء!!
( أمس انتهينا فلا كُنَّا ولا كانَ..
ياصاحب الوعدِ خَلِّ الوعدَ نسياناَ )
امُرُّ...هُنا قد وقفنا طويلاً ...
تُغَلِّفُنا الثَّرثراتُ ..
الحِكَاياتُ حيناً..
وحيناً نُلَوِّنُ ما قد تبقى منَ العُمرِ بالأُمنيات!!
ونمضي...
ويمضي بنا العُمرُ حُلواً ومُرَّاً..
وَمَنْ كانَ يَدري بِأنِّي ...
وحيداً أمُرُّ على الذِّكرَياتِ
أُخَبِّئُ سُندُّسَها بين حُزنَينِ..
صمتي..
وبوحِ الكَمَانِ الذي يَعصِرُ القلبَ!!
والقلبُ يهفُو الى بوحهِ المُستبدُّ..
أهل كانَ بُد..!؟
تُعاتِبُني عينُ أروي !
وتبكي أريجُ على أُمِّها فى المساء!!؟
وتسأَلُني أينَ أمِّي!!؟
يَغُوصُ السُّؤَالُ كما النَّصلِ..
فى القلبِ أصنَعُ فى الوجهِ بَسمةَ ثكلَى!!
أقُولُ غداً سوفَ تأتي..
وتعرِفُ أروى بأنِّي أكذِبْ!!
تبكي!!
فيا عينَها والأريجَ الذي يعبُرُ الارضَ
يسكُنُ فى المُستقرْ..
ويا لحظةً لاتمُرْ!!
أُخَبِّئُني عن عيونِ الذينَ ..
يَلُومُونَنِي في البكاءْ!!
وإنِّي صبُورٌ إذا قيلَ مَنْ..
ليسَ يصبِرُ في النَّآئِباتِ قليلُ الرَّجاء
وهل يمنعُ الصَّبرُ أن تدمعَ العينُ او ..
يحزنَ القلبُ أو..
يستريحَ ببعضِ الرِّثَاء!؟
فَيَا عَزَّةً فجأَةً تذهبينْ..!
لِمَن تَترُكينَ الذي شَرَّدتهُ المَنَافي!!؟
وكيفَ لأَنفاسكِ الطَّيِّباتِ
ارتَضتْ بالرَّحيلِ المُبَاغِت...!؟
وكيفَ ارتَضت أنْ تُغَادِرَ روحي!!؟
أُغَادِرُنِي حيثُ أنتِ ...
أُغَادِرُني حيثُ أروى...
على شُرفَةٍ ..
تمر بِإصبِعِها فى الهواءِ وتَكتُبُ أُمي..
وتمحو..!
أبي ثم تمحو..!
وتَرقُبُ سربَ العصافِيرِ كيما تَمُرْ ..
أُغَادِرُني ...
ثُمَّ اصرُخُ فِيَّا !!
فلا شيئَ يُصغِي ولا مَنْ يَرُد..!
أَهل كانَ بُد!!؟
أَيَا وجهَ بيتٍ قديمٍ ..
على سطحهِ..
جمَّعَتنَا فصولُ الشتاء!
وأَلقَى بِنَا الصَّيفُ صَوبَ المنافي!!
فيا كُلَّ هذِي المنافي التي لا تُحَد..!
أهل كان بُد..!؟
أغَادِرُني ..
ثُمَّ يَبقَى الذي كانَ طفلاً ..
يُعَانِقُ لهوَ المدِينةِ سَهواً ..
يَحِنُّ الى روحهِ كُلَّ حِينٍ
ويبكي!!
أُغَادِرُني ثُمَّ أبكي ...
وابكي!!
ـــــــــــ
أروى: ابنتى الكبرى
أريج : ابنتى الصغرى
أمس انتهينا: اغنية لفيروز
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر