أدب الواقع أولى من الخيال المزيج المميز لمهابط الحياة
آخر تحديث GMT 03:31:10
المغرب اليوم -
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

"أدب الواقع أولى من الخيال" المزيج المميز لمهابط الحياة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

أنطونيو مونيوز مولينا
الرباط _ المغرب اليوم

 

قيل عن الكاتب الإسباني حاصد الجوائز أنطونيو مونيوز مولينا: إنه متسكع معاصر، وقد سار على درب مؤلفين من أمثال توماس دي كوينسي وشارل بودلير ووالتر بنجامين، وجاب على غير هدى مدن مدريد وباريسونيويورك حاملاً دفتر ملاحظاته وقلم رصاص كأداتين لخّص بهما ذاك المزيج المميز لمهابط الحياة وارتفاعاتها.وقد كتب يوماً يقول: «إن دفق الحياة العادية يحيك جدلياتها وأوجه تشابهها وأصداءها، دون أن نضطر لأن نخترع شيئاً تماماً كما ترتسم تموجات مياه الأنهار».

يعتبر مونيوز أن الحياة تتحلل وفق توقيتها الخاص ووفقاً لإيقاعاتها الطبيعية الغامضة. وهكذا فإن «الرواية تكتب نفسها أيضاً».وتتبدى رواية «كظل متلاشٍ» التي احتلت مكاناً على اللائحة القصيرة لجوائز «مان بوكر» العالمية أشبه بنوع هجين من خيال السيرة الذاتية. ويبدو أن مونيوز من خلال الإغداق البياني والتحريري حول طبيعة الرواية وكأنه يحاول بناء واحدة تكتب ذاتها بذاتها مستقياً من مواد خام من التاريخ ومن حياته الشخصية الخاصة.

ويخلص مونيوز إلى أن «الأدب يوازي الرغبة في احتلال عقل شخص آخر، كما السارق الذي يسطو على المنزل، ويحاول رؤية العالم من منظار الآخر». لكن أحياناً ما يكون الكاتب أشبه بالسارق الذي يصنف محتويات المنزل ويقيّم كلاً منها مستبعداً غير الثمين مكتفياً بالنفيس في جعبته. يصف مونيوز علاقته بأدب الخيال بالمتينة، ويؤكد أنه يقرأ الأعمال ويعيد قراءتها، لكنه يجزم في الوقت عينه بأنه إن لم يشبع ذاك النوع نهمه فإنه يفضل العودة إلى أدب الواقع.

وقد عمد مونيوز إلى حياكة خيوط التاريخ في نسيج قصصي مبهر، كيف لا والتاريخ برأي مولينا يعطي نفحة من القدسية للرواية ويهبها نوعاً من المصداقية والارتباط بعالم الواقع. وتتمخض نظرية مونيوز حول التاريخ بأن أي شيء قد يكشف عن أمر آخر؛ «فليس هناك من مجرد صورةٍ ظلّية أو شخصية إضافية ملحقة في قصص الآخرين»، حسبما يقول.ومن هذا المنطلق فإنه لا بدّ لكل واقعة أن تسمى، وتوصف وتعدّ لصالح الكشف. ففي النهاية «كلما كانت تفاصيل الموقع والوقت دقيقة ومحددة، بدت بداية القصة ونهايتها أكثر جزماً». ويلتزم مولينا بهذا المبدأ أولاً بأن يعطينا نهاية واحدة يدعوها بـ «النهاية الممكنة إذا نظرنا للرواية عبر مجهر الحقائق المتجهم».

مساحاتويشكل وصف مونيوز ربما للطريقة التي أفضت لجمع مكونات الرواية الإضاءة الأكبر للعمل. وقد ناقش في حديث له «لتوني ريدينغ ليست» كيف اتخذ القرارات بشأن موضوعات الرواية وطريقة استقاء الشخصيات من الواقع.

استناداً إلى أشخاص التقاهم فعلاً، وأماكن قام بزيارتها ذات مرة.وقد وجد نفسه في بداية الأمر غير قادر على تجميع العناصر إلى أن أدرك الأخطاء التي كان يقترفها. وقال في هذا الصدد: لكني لم أكن أختبئ، بل كانت تلك مجرد أشياء لم أعرفها، أو أعلم بأنها قد تكون ذات أهمية للرواية، وكان خطأي طوال الوقت يكمن في محاولة ملء كل الفراغات بتفاصيل غير ضرورية، وملء المساحات الفارغة عبر الرواية على غرار رسام ذي موهبة متواضعة يغرق لوحته كاملة بالألوان أو موسيقي مدّعٍ لا يترك أي مساحة للصمت. لقد كنت أرسم الشخصيات عموماً عبر التفاصيل الضائعة وكانت الرواية تتفتح أمام ناظريّ كسلسلة ومضات أو ضربات ريشة سريعة في الفراغ.

وقد تمكن من كتابة الجزء الأول من الرواية، قبل أن يصطدم بعائق مفاجئ يمنعه من المواصلة. لكنه توصل إلى أن المخرج الوحيد الممكن الذي يخوله التحرك مجدداً يكمن في الانتقال إلى العاصمة البرتغالية لشبونة بالفعل. أما واقع أن زوجته كانت قد أنجبت مولودهما حديثاً فلم يكن بالنسبة إليه إلا تفصيلاً جانبياً.ملاذ آمنلا تعدّ أحدث روايات مونيوز مجرد إعادة سردٍ نموذجية للحظة حاسمة من التاريخ؛ ذلك أن الرواية باتباعها عن كثب مسار راي وحبكه داخل عملية الكتابة إنما تخطّ عملاً يتأرجح بدقة بين سعي الكاتب وراء الحقيقة وبحث المجرم عن ملاذ آمن. ويسبر مونيوز عبر جمل سردية قصيرة لكن مكثفة دهاليز عقل القاتل ويقارنه بعقله، في مساق ينسجم مع ما كتبه حول أن «الرواية حالة ذهنية، وبيئة داخلية دافئة تلوذ بها أثناء الكتابة، شرنقة تحاك من الداخل وتحبسك بين قضبانها فتريك العالم الخارجي من خلال خيوط تجويفها شبه الشفاف. الرواية عمل اعتراف ومخبأ في آن».ويجري مونيوز ككاتب تحقيقاً مع الذات في روايته كما ينطلق في رحلة استجواب حول المشروع الأدبي الذي شرع العمل عليه، وليس حول المجرم الموجود في القصة.

أما مردودات ذلك فجمّة، إذ جاءت «كظل متلاشٍ» تتراوح بين التوظيف المقتّر للتقنيات الروائية واستجواب جنائي لأدب الخيال نفسه. أما نوع القَصّ الماورائي الذي غالباً ما يظهر بطريقة بعيدة عن الاحتراف، فتبلور بأبهى صوره على يد مونيوز.رومانسيةوتذكِّر رواية «كظل متلاشٍ» القارئ بالأعمال الكبيرة وتؤكد في الوقت عينه تفّردها. وقد سبق للتهجين الذي اعتمده مونيوز أن أوحى بمقارنات مع «ليبرا» التي تناول من خلالها دون دي ليللو هارفي أوزوالد واغتياله لـ«جيه إف كيندي» والتي قاوم فيها على نحو مماثل إضفاء العامل الرومانسي أو التحليل النفسي على بطله، لكن روايته ظلت تفتقر لذاك الطموح الملموس لدى مونيوز.

لم يكن مولينا مهتماً بتحويل قاتل تافه إلى شخصية أسطورية تحيط بها الألغاز، ولا سعى لأن يجعل من نفسه بطل قصته. بل تركز مرماه بشكل جوهري ولمسوغات رائعة، حول إظهار أن معاني القصص الواردة في الرواية، سواءً أكانت حقيقية أم خيالية، أفضل ما تقال عبر السرد.يعتاش الروائيون بطبيعتهم على الحتات يقول مونيوز، إنهم أشبه بمخلوقات خيار البحر في قعر المحيط، وإن ما يجمع بين الكاتب والقاتل في روايته «كظل متلاشٍ» اتكالهما على الآخرين سواء أكانوا ضحايا أم مادة فنية. وليست كتابة الرواية بالنسبة له سوى فعل استهلاك فني بقدر ما هي عملية خلق إذ يقول: الخيال السردي لا يتغذى على ما هو مختَرَع بل على الماضي.

إضاءةأنطونيو مونيوز مولينا كاتب إسباني من مواليد أوبيدا في العاشر من يناير 1956، وعضو في الأكاديمية الملكية الإسبانية منذ العام 1996 حاصل على جوائز عدة وتكريمات أبرزها جائزة أمير أستورياس الأدبية. مونيوز حائز على إجازة في تاريخ الفنّ من جامعة غرناطة. صدرت أولى رواياته عام 1986، وبدأت شهرته العالمية مع روايته الثانية «الشتاء في لشبونة» التي تُرجمت إلى لغات عدّة.

صدر له أكثر من 30 كتاباً، منها 20 رواية. يعيش متنقلاً بين مدريد ونيويورك، وهو متزوج من الكاتبة إلفيرا ليندو.
«كظل متلاشٍ».. رواية منسوجة بخيوط التاريختجسّد رواية «كظلٍّ متلاشٍ» لأنطونيو مونيوز مولينا عملاً متقن التفاصيل ذا خيوط سردية متداخلة محبوكة. وتسير في آن واحد على خطى قصة جيمس إيرل راي القصيرة والمزرية في لشبونة كهارب من القانون، وسرد كتابي مهووس يدفع المرء لإضفاء طابع درامي على حياة القاتل البائس. ويخبر مونيوز بمزيج من الخيال والمذكرات والسيرة الذاتية قصتين تفصّل الأولى الأيام العشرة التي أمضاها راي في لشبونة فارّاً عقب اغتيال مارتن لوثر كينغ الابن، عام 1968، ورحلة الكاتب البحثية إلى المدينة ذاتها عام 1987، أثناء كتابة روايته الأولى «شتاء في لشبونة».يعيش بطل القصة، راي تحت أسماء مستعارة ويسافر مستخدماً جواز سفره الكندي إلى لشبونة بالصدفة. ويعيش أيامه كشخص عادي، معتقداً أن إحدى الحركات سترحّب به.

وبعد 20 عاماً تقريباً يسافر مونيوز الأب الحديث إلى المدينة ذاتها للمرة الأولى بحثاً عن إلهامٍ أدبي. إلا أن زواجه سرعان ما يتفكك فيتخذ شريكة جديدة ويصبح مهتماً بحكاية راي. تعيد الرواية بناء الماضي بتفاصيل مذهلة، ويحيك مونيوز عدداً من الاحتمالات للحظات بدت فيها تصرفات راي غير أكيدة. فأسفرت النتيجة عن صورة ثنائية ساحرة لكاتب ينظر داخل عقل مجرم مريض.مزجت رواية «كظلٍ متلاشٍ» بين أدب الخيال والمذكرات والتقرير التاريخي والخيال التأملي معتمدة أساليب ووجهات نظر عدة، بحيث يتشجع القارئ تارة على متابعة سير الأحداث من منظور راي، وينشدّ تارة أخرى عائداً لآراء مونيوز.

ويتبدى الفارق واضحاً في طريقة عرض المعلومات، حيث الجمل القصيرة تتخصص في عرض الحقائق تاركة المجال لجمل أكثر طولاً وحدسية مع غوص الكاتب في بحر التأملات.ويبقى الأمر اللافت أن مونيوز لم ينشغل بمحاولة إضفاء الطابع الإنساني على راي، بما يجلب الطمأنينة لبعض القراء، لكنه ركّز بالمقابل على فهم الرواية كفكرة يمكن أن تتداخل حيثياتها مع حياة أشخاص آخرين أو تخضع للتهجين بما يخلق عملاً قادراً على «إخضاع الحياة نفسها لحدودها الخاصة وأن ينفتح في الوقت عينه على إمكانية سبر أعماق الإنسان».

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدب الواقع أولى من الخيال المزيج المميز لمهابط الحياة أدب الواقع أولى من الخيال المزيج المميز لمهابط الحياة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib