الأبعاد الجمالية والفلسفية لأهداف اللاعب ميسي في كتاب
آخر تحديث GMT 10:01:44
المغرب اليوم -
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

"الأبعاد الجمالية والفلسفية لأهداف اللاعب ميسي" في كتاب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

واشنطن - المغرب اليوم

أشهر هدف في الأعوام الأخيرة هو ذلك الذي حققه اللاعب الشهير ليونيل ميسي في مرمى فريق خيتافي. هدف أسطوري كما يوصف عادة. اللاعب الشهير ينطلق بالكرة من منتصف الملعب، ويتجاوز ببراعة عددا كبيرا من لاعبي الفريق المنافس، ويواجه الحارس، ويراوغه بطريقة ماكرة، ومن ثم يقذف الكرة في المرمى تماما فوق اللاعب الذي حاول أن يعترضها بجسده. ينطلق بعدها فرحا والجماهير مندهشة، والمعلقون يصرخون ويكادون يفقدون أعصابهم. بدا وكأن اللاعب يرقص على إيقاع موجود بعقله. من هنا يبدأ أول الدروس الجمالية والفلسفية التي يمكن أن نتعلمها من ذلك الحدث الذي تجاوز بُعده الرياضي. ماذا يعني أن يرقص على الإيقاع الذي يعزف داخل عقله؟ هذا ما يخبرنا به الكتاب الفلسفي «كل الأشياء مشرقة» للفيلسوف الأميركي هربرت درافيس، ولتلميذه شون كيلي، حيث يؤكدان أنه في لحظة من اللحظات، وبشكل غير مفهوم ولا متوقع، يبزغ بين نمط الحياة العادية عمل مشع، يتجاوز صاحبه نفسه، ونقوم نحن بدورنا بالانجذاب له. كأن قوانين الفيزياء تتوقف، والرتم العادي ينكسر، وتخرج الأشياء منا بشكل لا إرادي. هذا الالتحام في تلك اللحظة هو الشيء المشع، كما يشرح بتوسع الكتاب. لو سألت اللاعب كيف فعلها سيقول لا أعرف، لو سألت المشاهد الذي تلاشى عن نفسه مع كل لاعب يتخطاه ميسي سيقول لم أشعر بنفسي. الكل في لحظة ما انجذب لحدث ما وشعر بأنه جزء منه. هذا الغموض، وأوقات الانجذاب التي تملأ الحياة، هو ما يجعلها - بحسب المؤلفين - مثيرة ولطيفة ومشعة. بالطبع ليست المسألة متعلقة بالرياضة بل بكل جوانب الحياة تقريبا، وبحياة كل شخص منا. بين فترة وأخرى يشع شيء ما في حياة الإنسان: يدخل في علاقة حب، يتزوج، يرزق بطفل، يبدع في امتحان دراسي كان يخشاه، يحصل على عمل وينجح فيه، أو يرى شيئا جميلا من دون ترتيب، أو يضحك على موقف مربك. كل هذه أشياء مشعة على الإنسان عليه أن يفهم مكامنها الجمالية كي يشعر بقيمتها، ولكي ينتبه للمعنى الكامن في الحياة، والأهم لكي يطرد الإحساس الرهيب الخانق بأن الحياة باتت رتيبة ومن دون أسرار ومفاجآت. الهدف الأساسي هو إعادة المعنى الجمالي للأشياء التي فقدت معناها. لم يعد هناك مزاج عام للحياة يندمج فيه الجميع، بل فكرة المزاج نفسها باتت شخصية وداخلية ولا تخص الأفراد الآخرين. تأكيدا على هذا الإحساس بالغموض يشرح الكتاب دافع الذين يسعون لأن يصنعوا من أنفسهم شخصيات مختلقة هم فعلا لا يملكون أعماقها ومواهبها الدفينة. هم في الواقع يحاولون أن يجبروا أنفسهم قسرا على تمثلها، لكنهم في العادة يفشلون، لأن نهر الموهبة لا يتدفق منهم بشكل طبيعي. لا توجد بداخلهم أي موجات إلهامية ينسون معها أنفسهم ويندفعون معها بنعومة. هذا على عكس الفرد الموهوب في شيء ما (كل أحد لديه موهبة أو مواهب)، تخرج منه الأشياء بسلاسة وسهولة كميسي وغيره. لماذا لدينا صيادلة أو مهندسون أو رجال أعمال أو شعراء بارعون؟.. لأنهم يملكون الموهبة في أعماقهم ويتركون أنفسهم تسبح في تيارات الغموض. في تلك اللحظات التي تتحد فيها ميولهم ومواهبهم يتفوقون على أنفسهم، وينجزون عملا بارعا يشعرون من خلاله بجمالية الكون. من الخطأ الذهاب في الاتجاه الآخر. في الوقت مثلا الذي تقوم فيه صحافية أو مهندسة معمارية أو معلمة بالوقوف أمام هذا الاندفاع التلقائي رغبة منها في عمل أمر آخر.. هنا ينطفئ الإشعاع وتنكسر الموهبة ويشعر الإنسان بوحدته وعدمية الأشياء من حوله. هذا الإحساس بالإشعاع، والالتحام بطريقة جمالية وفلسفية للكون، هو الهدف الأساسي للكتاب. والسبب يعود إلى شعور الكثير من الناس بأنهم وحيدون أمام ثقل الاختيار. الواقع أصبح يضغط بشكل عنيف على البشر لدرجة تدفع بعضهم للاكتئاب والانزواء أو أحيانا الانتحار. في الواقع هذه هي المشكلة التي واجهها واحد من أشهر الروائيين الشباب الأميركيين واسمه ديفيد فوستر والاس. رغم نجاحه المذهل، ورواياته المقروءة، فإنه لم يستطع أن ينقذ نفسه من الإحساس الثقيل بأن الواقع يضغط عليه بقوة. يشعر بأن الوجود كله يرتمي على كاهله، وأن عليه أن يكتب دائما رواية رائعة معتمدا فقط على نفسه من دون مساعدة من أحد. المؤلفان يقولان إن هذا الروائي، على الرغم من ذكائه وبراعته، لم يفهم الفكرة التي يريدان توصيلها في الكتاب، وهي عندما تكتب شيئا ما فكأن شيء ما يتحد فيك ويُخرج أجمل ما في داخلك. تخرج منك الأشياء بطواعية وتلقائية. هذا الروائي كان يرى العكس، وبات لديه من العناد ما دفعه ليشرع في كتابة رواية في غاية الملل والرتابة، هدفه منها أن يهشم هذا الإيقاع الممل للحياة والعالم. يحاول أن يخرج الأشياء من ذاته من دون مساعدة خارجية تعينه على تنشيط الإلهام أو التعلق بالشخصيات الروائية أو حب الكتابة نفسها. كان يريد أن يختبر ويدفع مواهبه وإمكانياته إلى أقصى مدى أو كأن «تقوم بابتلاع الشمس» كما يقول كدليل على استحالة المهمة التي يجد الإنسان نفسه أمامها اليوم. لا يحدث ذلك إلا بأكثر الأساليب صعوبة وإملالا كما كان يرى. لم يستطع أن يكمل الرواية، وانتحر وهو في عمر الـ46 (هو في الواقع كان قبل ذلك يعاني من الاكتئاب لذات السبب: ثقل الاختيار!). والاس كان يعاني من الضغط الرهيب الذي يقع على عاتق الكاتب بأنه عليه دائما أن يكتب مقالا أو كتابا هو أفضل من المقال أو الكتاب الذي سبقه. محاولة الإتقان جميلة ولكنها قاتلة في الوقت نفسه، وهي تدفع كثيرا من المبدعين للتوقف تماما عن العمل لأنهم لا يشعرون بأهمية ما يقدمون. وقفوا أمام مواهبهم ولم يتركوا الأشياء تخرج بسلاسة منهم. لكن الكتاب يقول بأن على الإنسان أن يخفف من هذا العبء، لأنه ليس الوحيد الذي يتحكم في مصيره. الإنسان مشغول دائما بفكرة الإنجاز، وأن عليه دائما أن ينجز اليوم أفضل مما أنجزه بالأمس. كل هذا يثقله بإحساس الذنب والقلق الذي يتضاعف مع معرفة الشخص أن وقته محدود على الأرض خصوصا أنه، على عكس الحيوان، يسعى لتخليد نفسه قبل أن يغادر. يرى تلك المفارقة القاتلة بعينيه. الجسد الذي يموت وينهار تدريجيا والروح تجول الآفاق وتريد أن تبقى للأبد. كل ذلك يخلق هذا التوتر العالي الذي بحاجة إلى فهم جديد جمالي للحياة يهدئ ويخفف منه. لكن كيف وصلنا إلى هذه المرحلة التي يشعر الإنسان فيها بالوحدة وأن الوجود لا يمنحه أي إشارات لما عليه أن يفعل أو يختار؟ من هنا يبدأ الكتاب في دراسة تاريخ الحضارة الغربية التي مرت بتحولات جذرية فكرية وروحية. لم يكن الحال هكذا لدى الإغريق بل على العكس تماما. في ذلك الوقت كان البشر يقرأون الكون من منظور أسطوري شاعري تحركه القوى الخفية. عندما يحدث للشخص أمر جيد يشعر وكأن قوى ناعمة اهتمت فيه ورعته. يشعر بأنه ليس وحيدا وأن هناك أيادي غير مرئية تدفعه للاتجاهات السعيدة. مثلا كانوا يرون النوم كقوى خفيه تزور الفرد، وتغسل روحه وترتب أفكاره، وتهدئ من قلقه وتنعش رغباته. عندما يصحو يشعر بأنه إنسان جديد يعرف أهدافه التي لم يكن يدركها قبل أن ينام. لذا ينظر الفرد للكون ويشعر بالامتنان لهذه القوى السرية التي تحبه وتعطف عليه. لا يشعر بأنه محظوظ لأن الحظ يحدث من دون تخطيط، لكنه يؤمن بأن هناك من اعتنى به. هناك أيضا تفسير للإنسان الكاريزماتي الذي يضيء المكان ويجذب الناس حوله. بالنسبة لهم لقد تحصل على هذه الموهبة والألق غير المفهوم من هذه القوى السحرية التي تحبه وتميزه عن غيره. لكن هذا السحر والغموض تلاشى مع تطور العقل البشري. دخلت أوروبا في المسيحية التي سيطرت فيها الكنيسة على عقول الناس بالقوة والخوف، وأتى مارتن لوثر بعد ذلك وأعاد الحرية الفردية الروحية للإنسان. لكن التحول الجذري حدث مع فلاسفة التنوير الذين ثوّروا وقلبوا صورة العالم بالكامل. مع ديكارت تحولت فكرة الإنسان من شيء تابع إلى صانع للأحداث. هو الفرد الحر محور الحياة، الذي يعطى الأشياء معانيها. الفيلسوف الألماني كانط أيضا عمق هذا التصور للعالم، وأصبح من علامات نضج الإنسان أن يكون هو وحده المسؤول عن تصرفاته. وبالطبع من هنا بدأت كل الاكتشافات والاختراعات العظيمة التي حققتها الحضارة الغربية عندما أصبح الإنسان هو محور الكون، وعليه أن يكتشف نفسه، والعالم المحيط به. الكتاب يفصل طويلا في شرح هذا التحولات المهمة في الحضارة الغربية من الإغريق إلى الوقت الحالي. الآن اختفى كل السحر القديم وأصبح الإنسان هو وحده مسؤولا عن خياره. الكتاب يقول إن هذا التصور المرهق خاطئ، وإن على الناس أن يروا الأشياء الجمالية والساحرة تحدث حولهم. لا يطالب بالعودة إلى أيام الإغريق التي توجد فيها الكثير من الأفعال الهمجية أيضا، لكنه يلتقط منها فكرة الإحساس بالغموض التي تحيط بهم، ويحاول أن يطورها، من أجل أن يتصل بها الناس من جديد. ولكن هذه بحاجة أولا إلى عقول متحررة مؤمنة بقيم الحضارة الحديثة يمكن لها أن تتصل مع الماضي بطريقة جمالية وفنية وليس فكرية. أحيانا الشعور بأن هناك من هو أقوى منك قد يدفع الشخص لارتكاب الحماقات. وهذا ما كانوا يفعله البشر قبل آلاف السنوات عندما كان يسمعون ويصدقون أصواتا في عقولهم تأمرهم بالقتل أو ارتكاب المجازر، لأن عقولهم كانت مغموسة تماما في هذا العالم السحري. الفكرة كما يقول مؤلفا الكتاب ساعدت الكثيرين على تغيير وفهم حياتهم بشكل أفضل وأعمق. كيف يمكن أن يعيشوا في الحياة الحديثة ويستمتعوا فيها، ويخففوا من ضغط الواقع عليهم، ويدعوا أنفسهم تندفع بانسيابية لينتجوا ويبدعوا وفي الوقت ذاته يندمجوا في ألق هذا العالم الفسيح الجميل بأشفاقه النارية التي تخط الآفاق ونجومه الساطعة ورياحه الباردة، وموسيقاه القادمة من أعماق المجهول.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأبعاد الجمالية والفلسفية لأهداف اللاعب ميسي في كتاب الأبعاد الجمالية والفلسفية لأهداف اللاعب ميسي في كتاب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib