بنيامين نتنياهو مرتدياً بدلة رسمية سوداء عليها دبوس علم إسرائيل ودبوس آخر للتضامن مع الرهائن الإسرائيليين وربطة عنق حمراء
و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد، إن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول بسيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل سكانه، هو "ثوري"، مشيراً إلى أن ترامب "عازم على تنفيذ خطته".
وأوضح نتنياهو عقب عودته من واشنطن أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي على "ضمان ألا يشكل قطاع غزة مجدداً تهديداً لإسرائيل، مشيراً إلى أن ترامب "خرج الرئيس برؤية مختلفة تماماً وأفضل بكثير لإسرائيل، في مقاربة ثورية وخلاقة"، ومشدداً على أن الزيارة حقّقت "إنجازات هائلة".
يأتي ذلك فيما جددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان صباح الأحد، رفضها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
وقالت الوزارة في بيانها: "تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
وأضاف البيان: "هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساساً؛ فقد دمرت قطاع غزة بالكامل، وقتلت وأصابت ما يزيد على 160 ألفاً، أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية".
وقالت الخارجية السعودية في بيانها إن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً، ولن يستطيع أحد سلبه منه، مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية في السعودية عبر القناة 14 الإسرائيلية، يوم الخميس، ردود فعل رسمية وشعبية رافضة في العالم العربي، من أبرزها رد الفعل الرسمي الأردني والمصري.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن نتنياهو قوله في المقابلة "إن السعوديين قادرون على إنشاء دولة فلسطينية في السعودية، فهم يملكون الكثير من الأراضي هناك".
وبحسب ما نقلته الصحيفة أجاب نتنياهو على سؤال حول التطبيع مع السعودية بشرط الموافقة على مطلب المملكة بإقامة دولة فلسطينية، بأنه "لن يتوصل إلى اتفاق من شأنه تعريض دولة إسرائيل للخطر".
يشار إلى أن الأمم المتحدة تعتبر الأراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب عام 1967، محتلة بموجب قرار مجلس الأمن 242؛ مبادئ السلام العادل والدائم.
أدانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان صدر عنها الأحد 9 فبراير/شباط 2025، تصريحات نتنياهو، ووصفت التصريحات الإسرائيلية الداعية لإقامة دولة فلسطينية في السعودية بـ "الدعوات العدوانية".
وقالت وزارة الخارجية الأردنية إنها تدين "بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية المعادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني، والدعوات العدوانية لإقامتها على أراضي المملكة العربية السعودية، باعتبارها دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول".
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة إن "الحكومة الإسرائيلية تواصل سياساتها وتصريحاتها الاستفزازية التي تمس بسيادة الدول وقواعد القانون الدولي، مشدداً على رفض الأردن المطلق لهذه التصريحات الاستفزازية، التي تعكس فكراً إقصائياً تحريضياً معادياً للسلام وتدفع نحو مزيدٍ من التصعيد في المنطقة"، وفق ما نقل البيان.
وأضاف أن الأردن يعلن "وقوفه وتضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة إدانة واستنكار هذه التصريحات غير المسؤولة". وأن "الحكومة الإسرائيلية لن تنجح في تغطية حقيقة أن استمرار الاحتلال وخرق حقوق الشعب الفلسطيني أساس الصراع في المنطقة".
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أدانت السبت التصريحات الإسرائيلية بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، ووصفتها بـ "المنفلتة" و"المتهورة".
وقالت الخارجية المصرية في بيان صدر عنها إن "هذه التصريحات الإسرائيلية المنفلتة تجاه المملكة العربية السعودية تعد تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة...". وشدد البيان على حقوق "الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة...".
وأكدت الوزارة في بيانها أن "أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به".
كما دانت مملكة البحرين وأعربت عن استنكارها بشدة للتصريحات الإسرائيلية التي وصفتها بـ"غير المسؤولة" و"انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وشددت البحرين في بيان صادر عن وزارة خارجيتها على تضامنها الكامل مع السعودية، والوقوف إلى جانب أمنها واستقرارها وسيادتها.
وأكدت في البيان أن "السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط يعتمد على صيانة حقوق الشعب الفلسطيني، وعدم تهجيره من أراضيه، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة، بما يسمح بالتعايش السلمي مع إسرائيل وفقاً للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية".
يشار إلى أن كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية أصدرتا تصريحات تدين ما جاء على لسان نتنياهو وأعلنتا في بيانين منفصلين دعمها للمملكة العربية السعودية ورفضهما لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وقالت الجامعة العربية الدولة الفلسطينية لن تقوم إلا على الأرض المحتلة منذ عام 1967
كما استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "بأشد العبارات" تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في السعودية، مؤكداً أن المنطق الذي تستند إليه هذه التصريحات، هو "منطق مرفوض، بالإضافة إلى أنها تعكس انفصالا تاماً عن الواقع"، على حد تعبيره.
وأشار بيان صدر الأحد عن المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية إلى تأكيد أبو الغيط على أن الدولة الفلسطينية "لن تقوم سوى على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة، بلا انفصال بينهما".
وأوضح أبو الغيط أن أي أفكار أخرى حول التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية لا تعدو أن تكون "أضغاث أحلام، أو أوهام، لا وجود لها إلا بأذهان من ينطقون بها".
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بـ"أشد العبارات التصريحات المرفوضة وغير المسؤولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي"، معتبرة ذلك تحريضاً على المملكة العربية السعودية ومساساً بسيادتها وأمنها القومي ووحدة أراضيها، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بحسب بيان لها.
كما أكدت المنظمة، في بيان لها، أن "هذه التصريحات العنصرية تأتي في إطار مواصلة إنكار إسرائيل للحقوق التاريخية والسياسية والقانونية للشعب الفلسطيني الأصيل في وطنه".
قد يهمك أيضا:
المحتجزون الإسرائيليون المفرج عنهم يطالبون نتنياهو بالمضي قدماً في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة
حماس تتحدى إسرائيل بلافتة "نحن اليوم التالي" ونتنياهو يؤكد أن مشهد التسليم لن يمر مرور الكرام
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر