اقتحم متظاهرون، الاثنين، حاجزاً أمنياً يفصل حديقة "578" عن مقر انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، مما دفع قوات الأمن للإسراع إلى دفع المحتجين خارج المنطقة، واعتقال عدد من المتظاهرين، فيما انتهت مسيرة تحالف الزحف على مؤتمر الحزب الديمقراطي بشكل سلمي.
وتسلق متظاهرون الحاجز وشرعوا في هزه عدة مرات سعياً لإسقاطه، في حين تمكن بعضهم من اختراقه والدخول إلى الشارع المؤدي إلى مقر انعقاد المؤتمر.
وطلبت الشرطة التي كانت ترتدي خوذات مكافحة الشغب وتحمل هراوات، من المتظاهرين الذين اخترقوا الحاجز المغادرة، وفيما غادر عدد منهم إلا أن عشرات آخرين رفضوا المغادرة، بحسب شبكة NBC NEWS.
كما أخرت التظاهرات وصول الحافلات التي تقل مندوبي الحزب الديمقراطي إلى مقر انعقاد المؤتمر الوطني في قاعة "يونايتد سنتر".
وقال متحدث باسم مدينة شيكاغو ، إن "أفراد وكالات إنفاذ القانون موجودون حالياً في مكان الحادث، وسنقدم المزيد من المعلومات عند توفرها".
وأعلنت متحدث آخر أن الشرطة اعتقلت 4 أفراد بعد اختراق الحاجز الأمني.
واحتشد محتجون مؤيدون للفلسطينيين في حديقة "يونيون بارك" القريبة من مقر انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، للتنديد بموقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل في حربها على غزة.
وانتهت مسيرة تحالف الزحف على مؤتمر الحزب الديمقراطي بشكل سلمي حيث بدأت في حديقة "يونيون بارك"، بعد الاشتباكات التي وقعت في حديقة 578.
وبعد أن بدا واضحاً ان مجموعة منفصلة من المتظاهرين تنوي اقتحام السياج الأمني، حض منظمو المسيرة المتظاهرين على الخروج من حديقة 578، ومواصلة السيرة في المسار المتفق عليه.
واتبع أغلب المتظاهرين تعليمات المنظمين، وساروا لمدة 45 دقيقة منادين بهتافت مؤيدة لفلسطين، وانتهت مسيرتهم حيث بدأت في حديقة يونيون بارك، في حدود الساعة 5:45 مساءً، وأنهوا المسيرة بكلمات.
ورغم الفوضى في حديقة 578، إلا أن المنظمين قالوا إنهم كانوا سعداء بسير الأمور.
وقال حاتم أبو ضياء أحد منظمي المسيرة "نحن سعداء للغاية"، وأشار إلى أنه لا يعرف من هؤلاء الناس الذي اقتحموا السياج الأمني.
واعترف بأن عدد المشاركين في المسيرة تقلص بعد أحداث حديقة 578، وأنهم فقدوا أعداداً من الناس بعد تفرقهم، و"لكنهم عادوا مرة أخرى إلى حديقة يونيون بأعداد كبيرة".
وحتى الساعة 6:45 مساءً بالتوقيت المحلي كان لا يزال عدة مئات من المتظاهرين في الحديقة، يحتفلون وينظفون المكان.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن رسالة المتظاهرين الموجهة إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس كانت واضحة وهي: "إذا كنتِ تريدين أصواتنا، أنهي الدعم العسكري لإسرائيل".
وقال يوسف خاشو (56 عاماً) الذي ولد في الضفة الغربية ويعيش حالياً في ضواحي شيكاغو : "في الوقت الحالي، لن أصوت لأي من الحزبين. لقد سئمت من مشاهدة شعبي يتعرض للتفجير. يجب أن يتوقف القتل".
ولفت خاشو الذي كان يرتدي كوفية ويحمل علم فلسطين، إلى أنه "غير متفائل بأن هاريس ستستجيب لمطالب المحتجين، والتي تشمل حظر الأسلحة على إسرائيل ووقف إطلاق النار الدائم"، لكنه أضاف: "قد تكون هناك عواقب انتخابية".
وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أن عدداً من المتظاهرين رفضوا فكرة أن الاحتجاج ضد هاريس وغيرها من الديمقراطيين من شأنه أن يساعد منافسها الجمهوري دونالد ترمب على الفوز بالبيت الأبيض.
لكنهم أكدوا أن الديمقراطيين بحاجة إلى كسب دعمهم. وقال جاي نيكسون (70 عاماً)، إنه "شعر بالراحة من بعض خطابات هاريس التي تتطرق فيها للحرب"، ووصفها بأنها "أكثر تعاطفاً مع معاناة الفلسطينيين من الرئيس جو بايدن" لكنه أشار إلى أنه "لم ير أي مقترحات سياسية لدعم ذلك".
ووفقاً لشرطة في شيكاغو، فإن أقل من 2000 متظاهر مؤيد لغزة شاركوا في مظاهرات في "يونيون بارك"، لافتة إلى أنها أحصت عددهم بمسح بطائرة مسيرة.
وتوقع منظمو المظاهرة أن الآلاف سيشاركون في المظاهرات، صباح الاثنين، مشيرين إلى أن حافلات ممتلئة بالمتظاهرين وصلت من خارج الولاية.
وقال متظاهرون إن التغيير على رأس بطاقة الحزب لانتخابات نوفمبر بعد انسحاب جو بايدن، وترشيح نائبته كامالا هاريس لمنصب الرئيس "لم يغير رأيهم"، بشأن دعم الحزب.
وقال حاتم أبوضياء من "تحالف الزحف على مؤتمر الحزب الديمقراطي": "لقد أوضحنا منذ البداية أنه لا يوجد أي فارق بين هاريس وجو بايدن".
وذكر أن "الزحف على المؤتمر سيكون مسيرة لأجل فلسطين، والمطلب الأساسي هو وقف الدعم الأميركي لإسرائيل".
وذكرت شبكة CNN أنه رغم تأييد المرشح الجمهوري دونالد ترمب للحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن المحتجين قالوا إنهم لا يعتقدون أن دعم الديمقراطيين سوف يساعد الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم التحالف فاياني أبوما ميجنا: "لا يوجد شر أقل من شر حين يكون الشر الأقل هو مساعدة وتمكين الإبادة الجماعية".
وأضاف: "لن نتحمل أي مسؤولية إذا خسرت كامالا هاريس الانتخابات".
ويحتج المؤيدون للفلسطينيين منذ شهور على الدعم العسكري والمالي الذي تقدمه إدارة بايدن لإسرائيل خلال حربها على حركة "حماس" والتي يقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إنها أودت بحياة ما يزيد على 40 ألف فلسطيني.
وكانت احتجاجات متفرقة قد بدأت بالفعل، الأحد، في منطقة وسط مدينة شيكاغو الخالية نسبياً. كما تجمع مساء السبت، نحو ألف محتج مؤيد للفلسطينيين في وسط شيكاجو.
تشمل القضايا التي يثيرها المحتجون تغيّر المناخ وحقوق الإجهاض والمساواة العرقية، من بين أمور أخرى، لكن الكثيرين يتفقون على أن الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في حرب القائمة بين إسرائيل و"حماس" هو الرسالة الأساسية للتظاهرات، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
ولم تتمكن شيكاغو، التي استضافت أكثر من أي مدينة أميركية أخرى المؤتمرات السياسية، من الهروب من المقارنات مع المؤتمر الشهير عام 1968 حيث اشتبكت الشرطة والمتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام بعنف على الهواء مباشرة.
وقامت بعض المحال التجارية بإلصاق ألواح خشبية على نوافذها كإجراء احترازي، وأعلنت المحاكم المحلية أنها ستفتح مساحات إضافية في حال حدوث اعتقالات جماعية. وتقول شرطة شيكاغو إن الضباط خضعوا لتدريب مكثف حول الإجراءات الدستورية للشرطة وتكتيكات تخفيف التصعيد.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر