بيروت - جورج شاهين
في أعقاب زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، لبيروت في إطار مباحثات لوقف إطلاق النار، وردّ عليه «حزب الله» برفض المفاوضات تحت النار. نفَّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال أقل من 24 ساعة، غارتين في محيط بيروت، أسفرت الأولى أمس، عن مقتل 17 شخصاً وإصابة العشرات بجروح قرب مستشفى رفيق الحريري الحكومي، فيما أدَّت الأخرى إلى تدمير بناء كامل في منطقة الغبيري، وهي غارة تبعد أقل من كيلومتر واحد عن أحياء العاصمة اللبنانية. واستهدف الطيران الحربي أيضاً مدينة النبطية مما أدى إلى إزالة أحياء كاملة فيها، وأيضاً مدينة صور. وأُفيد أيضاً بوقوع مجزرة في بلدة تفاحتا مساء أمس، وصل عدد القتلى فيها إلى 12 شخصاً، باستهداف منزل كان يستقبل معزين بمقتل صاحبه في بلدة المروانية صباحاً.
يأتي ذلك فيما أنذر الجيش الإسرائيلي سكان وسط مدينة صور جنوب لبنان بالإخلاء فورا.
ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، مرفقا رسالته بخريطة للمنطقة التي ينبغي الابتعاد عنها، السكان "إلى إخلاء منازلهم فورا"، مؤكدا بالقول: "كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر".
التطور جاء بعد أن ساد هدوء حذر في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت المنطقة خلال الساعات الماضية، من بينها حارة حريك والليلكي وبرج البراجنة.
وفي بيان للجيش الإسرائيلي أكد أنه يهاجم أهدافا لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد رئيس بلدية الغبيري أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة بالقرب من مستشفى رفيق الحريري خلفت عدداً من القتلى والجرحى والمفقودين، في حين أكد بعض السكان أنهم نجو بأعجوبة من الغارة الإسرائيلية.
وفي مقابل ضغط إسرائيل بالنار يضغط «حزب الله» بالآلية نفسها، عبر استهداف تل أبيب أربع مرات، وحيفا 3 مرات، بينما أعلن بعد الظهر عن استهداف مسيّرتين إسرائيليتين، وإسقاط إحداهما.
وفي سياق متصل أعلن 30 مشرعا أميركيا من الحزب الجمهوري تقديم مشروع قانون من شأنه قطع التمويل الأميركي للأمم المتحدة، وذلك في حال اتخذت إجراءات لتغيير عضوية إسرائيل في المنظمة الأممية.
وقال راعيا المشروع وهما السيناتور جيم ريش العضو البارز بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والسيناتور كيفن كرامر عضو لجنة القوات المسلحة إنهما سيقدمان مشروع قانون "الوقوف مع إسرائيل" للكونغرس بمجرد إعادة انعقاد مجلسي الشيوخ والنواب في غضون أسابيع قليلة.
ويحظر هذا التشريع المقترح تمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة ووكالاتها التي تطرد أو تخفض أو تعلق أو تقيد مشاركة إسرائيل وعضويتها بأي شكل من الأشكال.
وقال السيناتور كرامر إنه "لا ينبغي أن تتلقى الأمم المتحدة ومؤسساتها سنتا واحدا من دافعي الضرائب الأميركيين إذا تحركت لمعاقبة إسرائيل لمجرد دفاعها عن وجودها".
بينما قال السيناتور ريش "إن أي محاولة لتغيير وضع إسرائيل بالأمم المتحدة هي محاولة معادية للسامية بشكل واضح، وإذا سمحت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للسلطة الفلسطينية بخفض وضع إسرائيل في المنظمة، فيجب على الولايات المتحدة التوقف عن دعمها".
ويأتي هذا التحرّك بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو/أيار الماضي قراراً يقضي بترقية فلسطين إلى دولة "مراقبة دائمة" مما يسمح لها بالمشاركة في جميع الإجراءات الأممية، ويزيد من قدرة السلطة الفلسطينية على التأثير على مكانة وعضوية إسرائيل في هذه المنظمة الدولية.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر