توشك المهلة الممنوحة لحركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة على النفاد، ما يهدد بإمكانية انهيار وقف إطلاق النار.
حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلا من إسرائيل وحماس على ضمان استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال غوتيريش: "أناشد حماس المضي قدماً في عملية تحرير الرهائن المقررة يوم السبت المقبل، ويجب على الجانبين الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات الجادة في الدوحة للمرحلة الثانية".
جاء ذلك في بيان قرأه المتحدث باسم الأمم المتحدة، رولاندو جوميز، في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف يوم الثلاثاء.
وأكد جوميز على ضرورة "تجنب استئناف الأعمال العدائية في غزة بأي ثمن"، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى "مأساة هائلة". وأضاف أن أولوية الأمم المتحدة تركز على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل استمرار الحاجة الكبيرة لذلك.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حدد ظهر يوم السبت المقبل، موعداً نهائياً للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، وأضاف في بيان أنه إذا لم يُفرج عنهم بحلول ذلك الموعد، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيعود الجيش الإسرائيلي لـ "القتال بقوة" حتى "هزيمة حماس" في غزة.
بيان نتنياهو جاء في أعقاب تصريح للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قال فيه إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يُلغى إذا لم يعد كل الرهائن المحتجزين في غزة بحلول يوم السبت.
وكرر ترامب ما قاله قبل تنصيبه بأن "الجحيم سيُفتح" إذا لم يعد كل الرهائن، وأضاف بأن حماس "ستعرف ما يعنيه".
وخلال لقائه مع العاهل الأردني في واشنطن أمس الثلاثاء، قال ترامب إن "كل الخيارات ستكون مطروحة" إذا لم يُفرج عن الرهائن في الموعد المحدد، مضيفاً أنه لا يعتقد بأن حماس ستلتزم بهذه المهلة.
وأضاف ترامب أنه نظر إلى حالة الرهائن الثلاث الذين أطلقت حماس سراحهم السبت الماضي، وكانت حالهم "مروعة"، وتابع: "يبدون مثل الناجين من الهولوكوست، لا أريد أن يتم إطلاق سراح رهينتين أو ثلاث فقط كل أسبوع".
وأعربت عائلات الرهائن الإسرائيليين عن مخاوفها من احتمال فشل اتفاق وقف إطلاق النار. وعبّر أقارب أحد الرهائن، الذي يقع ضمن قائمة الـ 33 رهينة المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، عن قلقهم من فشل الاتفاق، مشيرين إلى أن هذا الاحتمال "مخيف".
وكانت حركة حماس قد أعلنت الإثنين، أنها ستؤخر إطلاق سراح المزيد من الرهائن "حتى إشعار آخر"، حيث كان من المقرر أن يُطلق سراح ثلاث رهائن السبت المقبل.
وأرجعت الحركة ذلك إلى ما وصفتها بـ "الانتهاكات" من قبل إسرائيل، و"فشلها" في الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً البروتوكول الطبي المتفق عليه في مفاوضات المرحلة الأولى.
وقال الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، إن تلك "الانتهاكات" شملت تأخير عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة، واستهداف النازحين في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بأشكالها كافة حسب ما اتفق عليه، مضيفاً بأن ما وصفها بـ "المقاومة" ملتزمة بالاتفاق.
وقالت مصادر رسمية فلسطينية إن إسرائيل "امتنعت" كذلك عن السماح بإدخال المنازل المتنقلة "الكرفانات" إلى غزة لإيواء الفلسطينيين الذين دُمّرت منازلهم.
وكان من المقرر إطلاق سراح ثلاث من الرهائن السبت المقبل، في مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين، وذلك ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث شهدت المراحل السابقة إطلاق سراح 21 رهينة بينهم 16 إسرائيلياً و5 تايلنديين، مقابل الإفراج عن أكثر من 500 سجين فلسطيني.
وضمن بنود الاتفاق، فإن من المفترض أن تطلق حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية خلال المرحلة الأولى، تبقّى منهم 17 رهينة لم تطلق الحركة سراحهم بعد. وتقول إسرائيل إن 8 من هؤلاء الرهائن في عداد الأموات، ما يعني أن 9 منهم ما زال يُفترض الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأفرجت حماس عن ثلاث رهائن السبت الماضي، وأثارت صور تسليمهم للصليب الأحمر غضباً عارماً داخل إسرائيل ودول أخرى، حيث ظهر الرهائن هزيلين ومنهكين، بعد نحو 490 يوماً من احتجازهم داخل غزة، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي لتشبيههم بـ "الناجين من الهولوكوست".
وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن إسرائيل كانت على علم مسبق بالإنذار الذي وجهه الرئيس ترامب لحماس بشأن إطلاق سراح الرهائن، مشيرة إلى وجود "تنسيق بين الجانبين".
وطالب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو بتوجيه رسالة حاسمة لحركة "حماس" حول الإفراج عن جميع الرهائن بحلول يوم السبت.
وقال بتسلئيل سموتريتش في مقطع فيديو موجه لنتنياهو: "رئيس الوزراء، أدعوك واستناداً إلى التصريح الواضح جدا للرئيس ترامب، إلى توجيه رسالة حاسمة لحماس".
وأضاف: "إما أن يتم الإفراج عن جميع المحتجزين بحلول يوم السبت فلا مزيد من الدفعات ولا مزيد من الألاعيب أو أننا سنفتح أبواب الجحيم عليهم، وهذا يعني: لا كهرباء، لا ماء، لا وقود، لا مساعدات إنسانية".
وأشار إلى أنه "سيكون هناك فقط نار و قذائف من الطائرات والمدافع والدبابات واحتلال كامل لقطاع غزة وهناك إخراج لجميع سكان غزة من القطاع، وفقا لخطة الرئيس ترامب، والسيطرة على الأرض وفرض السيادة عليها، لأن هذا هو الثمن المؤلم الذي سوف يفهمونه".
وأوضح بتسلئيل سموتريتش، قائلاً: "هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على حياة المحتجزين لدينا وإعادتهم إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن.. لدينا دعم دولي كامل لهذا الأمر عليك إصدار الأمر فوراً".
فيما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير إلى "شنّ هجوم كبير على غزة من السماء والأرض".
وأضاف بن غفير بأنه يجب وقف وصول جميع الإمدادات الإغاثية إلى غزة، بما في ذلك "الكهرباء والوقود والمياه".
وكان بن غفير قد استقال من حكومة نتنياهو الشهر الماضي، في خطوة احتجاجية على موافقة الحكومة على وقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت وسائل إعلام عن بن غفير قوله إنه "إذا عاد نتنياهو إلى الحرب"، فسيعود "فوراً" إلى الحكومة.
وحثّ زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رئيس الوزراء على الذهاب إلى الدوحة في محاولة لاستئناف إطلاق سراح الرهائن، بعد قرار حماس تعليقه.
وفي شأن ذي صلة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، بأن من المتوقع أن يزور مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كلاً من إسرائيل وقطر خلال الأسبوع الجاري.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن من المتوقع أن يزور ويتكوف تل أبيب والدوحة، قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى إسرائيل مساء السبت، في أول زيارة له إلى المنطقة.
وفي سياق متصل، أعلنت مصر أنها ستقدم "تصوراً متكاملاً" لإعادة إعمار قطاع غزة، بصورة تضمن "بقاء الفلسطينيين على أرضهم".
جاء ذلك في أعقاب تصريح للعاهل الأردني خلال لقائه الرئيس الأمريكي في واشنطن، أشار فيه إلى وجود خطة من مصر والدول العربية بشأن "كيفية العمل مع الرئيس ترامب فيما يتعلق بغزة".
ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصادر لم تسمّها، إن القاهرة تؤكد رفضها لتوطين سكان غزة، وتتمسك بـ "عدم إخراج الفلسطينيين من أراضيهم أو توطينهم في أي مكان آخر".
ويتوافق هذا الموقف مع الموقف الأردني الذي عبّر عنه العاهل الأردني عبد الله في أعقاب لقائه بالرئيس الأمريكي، حيث قال إنه أكد على موقف بلاده ضد "التهجير" للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ويقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلاً من الأردن ومصر، كوجهتين رئيسيتين لاستقبال الفلسطينيين من غزة في حال تنفيذ خطته التي طرحها بشأن القطاع، والمتمثلة بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليه وإخراج سكانه منه ونقلهم إلى دول أخرى.
,أكدت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، "الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة" بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأشارت إلى أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.
جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وأعرب عن "الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه"، وعن التأكيد على "مركزية القضية الفلسطينية لدى السعودية"، وفق واس.
وشدد المجلس على أن "السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
والجمعة، قال نتنياهو إن "السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه شن غارة جوية على قطاع غزة استهدفت شخصين كانا يحاولان استعادة طائرة مسيرة عبرت من الأراضي الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الجيش أن الطائرة المسيرة انطلقت من الأراضي الإسرائيلية قبل أن تستهدفها طائرة حربية إسرائيلية في جنوب غزة. وأشار في بيان له إلى أن هناك عدة محاولات تم اكتشافها مؤخراً لتهريب أسلحة إلى قطاع غزة باستخدام الطائرات المسيرة.
وأضاف البيان أن "جيش الدفاع الإسرائيلي دمر الطائرة المسيرة في جنوب غزة، مع اثنين من المشتبه بهم كانا يحاولان جمعها"، دون الكشف عن مصيرهما. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نجح في إحباط محاولات مشابهة لتهريب أسلحة باستخدام طائرات مسيرة.
إدانات عربية ودولية
من المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية بناءً على طلب إيران، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصدراً مطلعاً في وزارة الخارجية الإيرانية أكد أن وزير الخارجية عباس عراقجي حصل على دعم واسع لمبادرته بعد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية مع نظرائه من السعودية ومصر والجزائر وتركيا وباكستان وماليزيا وغامبيا، التي تترأس منظمة التعاون الإسلامي حالياً.
وأوضحت الوكالة أن الاجتماع، المتوقع عقده في أواخر فبراير/شباط، سيبحث "الخطط الاستعمارية" لتهجير الفلسطينيين قسراً من قطاع غزة.
وكان عراقجي قد أجرى عدة مكالمات هاتفية مع نظرائه، بالإضافة إلى الأمين العام للمنظمة، لطلب عقد هذا الاجتماع الطارئ لمناقشة خطط الرئيس الأمريكي ترامب بشأن السيطرة على غزة.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في 11 فبراير/شباط، التوصل إلى اتفاق مبدئي لعقد هذا الاجتماع الوزاري الطارئ.
كما رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء، أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، واصفاً ذلك بأنه "غير مقبول" بالنسبة للمنطقة.
وقال في تصريحات خلال القمة العالمية للحكومات في دبي: "التركيز اليوم منصب على غزة، وغداً سينتقل إلى الضفة الغربية بهدف إفراغ فلسطين من سكانها الأصليين". وأكد أن هذا الأمر "غير مقبول" بالنسبة للعالم العربي الذي ناضل ضد هذه الفكرة طوال مئة عام.
وأضاف: "بعد مقاومة هذا المشروع طوال مئة عام، نحن العرب لن نستسلم بأي شكل من الأشكال، لأننا لم نتعرض لهزيمة سياسية أو عسكرية أو ثقافية".
كما جددت الصين اليوم الأربعاء، معارضتها "للـتهجير القسري" للفلسطينيين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، في مؤتمر صحفي، أن "غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية"، مشدداً على رفض بلاده لعملية تهجير سكان غزة قسراً.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
حماس توقف إطلاق سراح الأسرى احتجاجاً على خرق إسرائيل للاتفاق
تأجيل تسليم الرهائن وتصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر