دمشق ـ جورج الشامي
اتهمت المعارضة السورية، القوات الحكومية بارتكاب مجزرة جديدة في بلدة دوما التابعة لمحافظة ريف دمشق راح ضحيتها 30 مدنيًا حرقًا، تزامنًا مع قصف الجيش الحكومي لمناطق في دمشق وحلب وحمص ودرعا وسط اندلاع تظاهرات عدة في جمعة "استقلال القرار السوري"، فيما كشفت منظمة حقوقية عن حصولها على وثائق ووسائل تعذيب عثر عليها في مراكز احتجاز تابعة لقوى الأمن السوري
في الرقة، في حين احتجزت جماعة مسلحة مجهولة بعض المراقبين العسكريين الدوليين كرهائن في مرتفعات الجولان المحتلةوقالت شبكة "شام" الإخبارية، "إن التظاهرات عمت معظم المحافظات السورية في جمعة (استقلال القرار السوري)، في الوقت الي شهدت فيه دمشق الجمعة قصفًا من الطيران الحربي وبقذائف الهاون على حي برزة وقصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء جوبر والقدم وأحياء العاصمة الجنوبية، فيما تصدى الجيش الحر (المعارض) لمحاولة القوات الحكومية اقتحام حي برزة، وفي ريف دمشق قام الجيش الحكومي بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدن وبلدات السبينة وبساتين زبدين والمليحة والزبداني وداريا ومعضمية الشام ويبرود وزملكا وعلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية، وعلى معظم مدن وبلدات منطقة جبال القلمون، أما في حمص فتجدد القصف بالمدفعية وقذائف الهاون على حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة، وعلى مدن الرستن وتلبيسة والقصير والحولة وبساتين تدمر وبلدات الغنطو والدار الكبيرة، وفي حماة قصف من الطيران الحربي على مدينة حلفايا، بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المنطقة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط مدينة حلفايا، في حين سيطر الجيش الحر على قرى الشعثة والطليسة والقاهرة وقصر المخرم ورأس العين في ريف حماة الشرقي، وفي حلب جرى قصف مدفعي على حي طريق الباب، واندلعت اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي، وفي سجن حلب المركزي بين الجيش الحر والقوات الحكومية، وفي درعا قصفت المدفعية الثقيلة والدبابات أحياء درعا البلد، ومدينة الحراك وبلدات المليحة الغربية وبصر الحرير والكرك الشرقي والمليحة الشرقية وسهول المسيفرة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط (اللواء 52) الواقع بين الحراك وبلدة رخم، وفي إدلب قصف الطيران الحربي محيط مطار أبو الظهور العسكري، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدن معرة مصرين وبنش"وكشف ناشطون سوريون، عن أن "القوات الحكومية ارتكبت مجزرة جديدة، حيث أعدمت 30 مدنيًا حرقًا في بلدة دوما التابعة لمحافظة ريف دمشق، تم العثور عليهم الخميس، كجثث متفحمة، حيث أكدوا أنه تم إعدامهم ميدانيًا، ومن ثم حرق الجثث في المزارع المحيطة بحاجز الأعاطلة في دوما، كما نفذت مجزرة أخرى بحق 15 مدنيًا تم انتشال جثثهم مساء الأربعاء، من بئر قرب حاجز أم عامود في حلب، وأنها صعدت من مجازرها ضد المدنيين في الفترة الأخيرة للضغط على الثوار الذين حققوا نجاحات كبيرة، واستطاعوا السيطرة على بلدات وكتائب عدة للجيش السوري، وبخاصة بعد سيطرتهم على أكبر ثاني لواء في الجيش الحكومي بعد معارك عنيفة"وأظهرت وثائق ووسائل تعذيب عثر عليها في مراكز احتجاز تابعة لقوى الأمن السورية في الرقة في شمال البلاد، تعرّض المعتقلين للتعذيب على يد الأمن السوري، حسبما أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجمعة، حيث قال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الحقوقية، نديم حوري، "ما رأينا من وثائق وزنازين وحجرات استجواب وأجهزة تعذيب في مقار الأمن الحكومية، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا لنا ما تعرضوا له منذ بداية الانتفاضة في سورية قبل أكثر من عامين" وأضاف حوري، أن مدينة الرقة التي زارها فريق من المنظمة، باتت أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة الحكومة السورية في آذار/مارس الماضي، وأن المنظمة دعت مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة إلى أن يقوموا بحماية هذه المواد المتواجدة في المقار، حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة، وحتى يُحاسب المسؤولون عما حدث"، معتبرًا أن "معرفة حقيقة دور أجهزة الأمن في التجسس على السوريين وإرهابهم، ستمكّنهم من حماية أنفسهم من الانتهاكات في المستقبل"وأشارت المنظمة الحقوقية، إلى أن إحدى وسائل التعذيب المستخدمة تعرف باسم "بساط الريح"، وتقوم على ربط المعتقل على لوح منبسط أحيانًا على هيئة صليب، فيما نقلت عن معتقلين سابقين قولهم "إن الحراس مددوهم أو شدوا أطرافهم أو قاموا بطي اللوح إلى نصفين بحيث تواجه وجوههم أقدامهم، مما يتسبب في ألم وفي إحكام شل حركتهم تمامًا" وأكد الباحثة في المنظمة، لمي فقيه، أنه وعلى الرغم من قيام "هيومان رايتس ووتش" خلال العامين الماضيين بمقابلة عدد كبير من المعتقلين السابقين في السجون السورية، إلا أن التواجد داخل هذه المعتقلات يجعل الأمر أكثر واقعية، مضيفة "ندرك أن العديد من الأشخاص لا يزالون محتجزين ويخضعون لهذه الممارسات"وقال معتقل سوري سابق، يبلغ من العمر 24 عامًا، "بدأوا في تعذيبي بالكهرباء ثلاث إلى أربع ساعات، ثم رموني في الحبس الانفرادي، كانوا يريدون مني إخبارهم بمن الذين كان يذهب معهم للتظاهر، وكانوا يُسمِعوني صرخات أخي المعتقل في المكان نفسه"، فيما أدلى رئيس المجلس المدني المحلي التابع للمعارضة في الرقة، عبدالله خليل، بشهادة إلى المنظمة، حيث أكد أنه "احتجز على يد قوى الأمن السورية في الأول من أيار/مايو 2011، بعد أقل من شهرين على اندلاع الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، وأن ضباط الأمن السوريين أحالوه إلى 17 فرعًا للأمن في شتى أنحاء سورية أثناء احتجازه" وأصدرت المنظمة الحقوقية في تموز/يوليو الماضي، تقريرًا بعنوان "أرخبيل التعذيب"، يحدد أماكن مخصصة لاعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص وإساءة معاملتهم وأعلن مسؤول في الأمم المتحدة، أن جماعة مسلحة مجهولة احتجزت بعض المراقبين العسكريين الدوليين كرهائن فترة قصيرة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وذلك بعد مرور 3 أيام فحسب على إفراج مقاتلي المعارضة السورية عن 4 من قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدوليةوأفاد المسؤول، أنه "في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، اقتحمت مجموعة من الرجال موقع مراقبة للأمم المتحدة، واحتجزت ثلاثة مراقبين عسكريين عزل، كانت قد نشرتهم منظمة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة لمساندة بعثة حفظ السلام الدولية المعروفة باسم (أندوف)، وتتولى البعثة المؤلفة من ألف فرد مهمة مراقبة منطقة عازلة بين الجيشين السوري والإسرائيلي، وهي شريط ضيق من الأرض يمتد مسافة 70 كيلومترًا من جبل الشيخ على الحدود اللبنانية إلى نهر اليرموك على الحدود مع الأردن"وقال رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إيرف لادسو، في تصريحات للصحافيين، "إن ثلاثة مراقبين عسكريين احتجزوا لمدة 5 ساعات، الأربعاء، قبل أن يطلق سراحهم من دون أن يمسهم سوء، وعادوا بسلام إلى (الموقع 52) للمراقبة التابع للأمم المتحدة، حيث التقى بهم رئيس بعثة (أندوف)، وقمنا بإجراء تعديل لوضعية التشغيل لقوة البعثة، ونحن على اتصال وثيق مع البلدان المساهمة بقوات لهدف الاحتفاظ بمساندتهم النشطة لأن مساندتهم حيوية" وسحبت اليابان وكرواتيا قواتهما من بعثة "أندوف" لسبب العنف، ولم يبق سوى قوات من النمسا والهند والفلبين، فيما قال دبلوماسيون إنه من المحتمل أن تسد فيجي النقص، في حين عبرت الفلبين والنمسا عن القلق لسبب المخاطر التي تتعرض لها قواتهما من جراء الصراع السوري وقد أفرج عن 4 فلبينيين من قوات حفظ السلام، الأحد الماضي، بعد أن احتجزهم "لواء شهداء اليرموك" السوري المعارض، لمدة 5 أيام، الذين قالوا إنهم احتجزوا الجنود حفاظًا على سلامتهم بعد أن أصبحوا في خطر لسبب اشتباكات مع القوات السورية، فيما احتجزت الجماعة نفسها 21 فلبينيًا من قوات حفظ السلام لمدة 3 أيام في آذار/مارس الماضي، متذرعة بالسبب نفسه لاحتجازهم، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012 تعرضت قافلة من قوات حفظ السلام للنيران بالقرب من المطار في دمشق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر