إشتدت حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أكثر من محور داخل العاصمة السودانية الخرطوم.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط جسر سوبا جنوب شرقي الخرطوم إثر هجوم الجيش المفاجئ منذ صباح اليوم السبت، حيث استطاع بحسب مصادر عسكرية من تدمير عدد المركبات القتالية للدعم السريع في ظل عمله على مواصلة التقدم وإحكام سيطرته على جسر سوبا.
وتعمل قوات الدعم السريع على الحفاظ على جسر سوبا الرابط بين شرق النيل والخرطوم والذي يعد واحدا من ثلاثة جسور فقط تبقت لها في العاصمة، حيث كثفت من ارتكازاتها وقواتها من الناحية الشرقية للجسر لمنع تقدم الجيش الساعي هو الآخر لاستعادة السيطرة على الجسر وحرمان الدعم من التحرك عبره.
وفي وسط العاصمة أيضاً دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم في عدد من النقاط وأطلق الجيش عبر المدفعية الثقيلة من أم درمان عددا من القذائف الصاروخية تصاعدت على إثرها أعمدة الدخان في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
كما أحزر جيش قوات المدرعات تقدماً جديدا مساء اليوم بوصول قواته إلى محطة (جاكسون) وهي أكبر محطة مواصلات عامة وسط الخرطوم اليوم ما يعد تطورا لافتاً في سياق معركة وسط العاصمة.
ويعد ما يجري اليوم من معارك بشرق النيل مهما كما أن وصول الجيش إلى جسر سوبا وهو واحد من جسرين يربطان الخرطوم بمنطقة شرق النيل والسيطرة عليه يعني تضييق الخناق أكثر على الدعم السريع وإرغامه على التراجع من جنوب شرق الخرطوم إلى داخلها.
كما أن وصول الجيش إلى مشارف محطة جاكسون في وسط الخرطوم يعني قطع المزيد من الطرق التي تتحرك فيها قوات الدعم السريع بين وسط الخرطوم وجنوبها هناك حيث آخر تمركزاتها الضخمة وانتشارها الأكبر في الخرطوم.
وسيحرم هذا الانفتاح حال استمر من دعم القوات الموجودة في وسط الخرطوم وسيقطع عنها الإمداد ويضيق الخناق عليها، كما أن هذا التقدم سيسهل عملية الالتحام مع قوات منطقة أم درمان التي عبرت الجسور ووصلت إلى ضاحية المقرن.
.
وقالت تقارير إعلامية إن انفجارات متقطعة وقعت وسط المدينة خلال الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، مع استمرار الجيش في تضييق الحصار على عناصر الدعم السريع في محاولة للوصول إلى القصر الجمهوري والوزارات السيادية.
وقبل أيام، استدعت الحكومة السودانية سفيرها لدى كينيا احتجاجا على استضافة نيروبي اجتماعات تحضيرية لقوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ 2023، بهدف إعلان حكومة موازية.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن وزارة الخارجية استدعت سفيرها "للتشاور احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعات الميليشيا المتمردة وحلفائها في خطوة عدائية أخرى ضد السودان".
وأعلنت قوات الدعم السريع خلال حدث في نيروبي هذا الأسبوع خططا لتوقيع "ميثاق تأسيسي لتشكيل حكومة السلام والوحدة في السودان".
ونددت الخرطوم باستضافة كينيا لهذا اللقاء، معتبرة أن "هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الإفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها".
منذ نيسان/أبريل 2023، تسببت الحرب في السودان بمقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وفيما يسيطر الجيش على شرق وشمال البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على كل إقليم دارفور تقريبا ومساحات من الجنوب.
وفي الأسابيع الأخيرة، قاد الجيش هجوما في وسط السودان واستعاد المدن الرئيسية وكامل الخرطوم تقريبا.
وتسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز قبضتها على دارفور ما قد يؤدي عمليا إلى تقسيم السودان. وحذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء من أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة "تفكك" البلاد و"تفاقم الأزمة".
و أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الخميس عن "قلقها واستهجانها إزاء أية خطوات يكون من شأنها أو يترتب عليها المس بوحدة السودان أو تعريضه للتقسيم أو التفتت تحت أي ذريعة أو مسمى".
ودافعت وزارة الخارجية الكينية عن استضافتها لقاء قوات الدعم السريع، وأكدت في بيان أن ذلك يتماشى "مع دور تؤديه كينيا في مفاوضات السلام يتطلّب منها توفير منصات غير حزبية لأطراف النزاع للبحث عن حلول".
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر