الرباط ـ رضوان مبشور
علمت "مصر اليوم" من مصادر مطلعة أن الاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة علي الفاسي الفهري، وجدت نفسها حائرة في الصيغة التي سيكون عليها التقرير المالي المفروض عرضه على الاجتماع العام الذي تعتزم عقده في نيسان/أبريل الجاري، والذي يتضمن راتب مدرب المنتخب المغربي، البلجيكي إريك غيرتس، حيث لم يكشف اتحاد الكرة بشكل رسمي عن القيمة الحقيقية للراتب الذي كان يتقاضاه مدرب أسود الأطلس.
وكان المدرب البلجيكي إريك غيرتس تقلد مهمة تدريب المنتخب المغربي في العام 2010، بموجب عقد يمتد إلى 2014، لكن العقد الذي كان يجمعه باتحاد الكرة كان يتضمن بنداً ينص على عدم التصريح بالراتب الذي يتقاضاه المدرب، وهو ما خلق ضجة كبيرة داخل البرلمان والصالونات السياسية والشارع الرياضي والصحافة في المغرب، الذين وصفوا العقد بغير الشرعي، مادام لم يتم التصريح بقيمة الراتب، خصوصا أن إريك غيرتس كان يتقاضى أجره من المال العام لدافعي الضرائب، لكن وثيقة تم تسريبها من أحد موظفي وكالة "البنك الشعبي" تخص الحساب البنكي لغيرتس تشير إلى أنه كان يتقاضى مبلغ 2.76 مليون درهم مغربي، أي ما يعادل 345 ألف دولار (250 ألف يورو).
مصادر "مصر اليوم" أكدت أن اتحاد الكرة يفكر في حيرة من أمره، في كيفية التعامل مع الراتب الشهري الذي ظل يتقاضاه المدرب البلجيكي، بالإضافة إلى المنح الخيالية التي كانت تخصص له، لكن الآن من المفروض على اتحاد الكرة أن يقدم تقريرا بالإيرادات التي تأتت له خلال الفترة الممتدة من 2009 تاريخ تسلمه المهام إلى نيسان/أبريل 2013 تاريخ نهاية ولايته، وأيضاً بياناً يخص مصاريف التسيير والتجهيزات والمنح وأجور الموظفين والمدربين، إضافة إلى المصاريف الاستثنائية.وأوضحت المصادر أن من بين الخيارات التي ناقشها اتحاد الكرة، عرض بيان سنوي بالإيرادات والمصاريف دون تفصيل، لكنها ستصطدم بالقانون الذي يفرض على الاتحاد تمكين رؤساء الأندية المغربية الذين لهم الحق في حضور الاجتماع العام من التقريرين الأدبي والمالي قبل 15 يوماً، يتضمن المصاريف مفصلة.
ومن السيناريوهات أيضا التي وضعها اتحاد الكرة لتفادي الإحراج، إدراج أجور الأطر المتعاقدة جميعها مع الاتحاد تحت بند "مصاريف قارة" دون الدخول في التفاصيل، وهو الخيار الذي يميل إليه رئيس الاتحاد علي الفاسي الفهري، حسب المصدر ذاته.
ويواجه اتحاد الكرة انتقادات كثيرة من الشارع الرياضي المغربي، بحيث طالبوا بحل الاتحاد وإعادة النظر في نظام الحكامة المعمول به في تسيير الأندية، كما اتهموا الاتحاد بتعمد حجب المصاريف بشكل مقصود، بالمخالفة لمبادئ الشفافية والحكامة التي تنص على ضرورة اعتماد ميزانية سهلة الفهم والتناول والإنجاز، وأن تقدم الميزانية صورة واضحة بالنسبة للإيرادات والنفقات كلها، مع ضرورة إسنادها بوثائق لإثبات العمليات المنجزة.
وتشير مصادر "مصر اليوم" إلى أن حكومة عبد الإله بنكيران وفي إطار محاربتها للفساد والتبذير المالي، قد تحيل ملف اتحاد الكرة إلى القضاء، في حالة عدم قدرة الاتحاد على تقديم أوراق تثبت كيفية صرف الدعم المقدم له من الحكومة، كما لوحت في أكثر من مرة إلى إمكانية وقف الدعم الممنوح للاتحاد، والذي تبلغ قيمته 8 ملايين درهم بشكل سنوي (مليون دولار).
وكان الراتب الذي يتقاضاه مدرب المنتخب المغربي إريك غيريتس، والمحدد بـ 345 ألف دولار شهرياً، يجعل منه ثاني أغلى مدرب في العالم، بعد فابيو كابيلو مدرب المنتخب الإنكليزي السابق الذي كان يحصل على أكثر من 8 ملايين دولار كل عام، كما كان غيرتس يتساوى مع مدرب المنتخب الإيطالي مارتشيلو ليبي الذي كان يتقاضى الراتب نفسه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر