مثقفون مصريون غاضبون بسبب أتيليه القاهرة
آخر تحديث GMT 07:22:56
المغرب اليوم -

بسبب مُحاولات لغلقه بعد 70 عامًا من تأسيسه

مثقفون مصريون غاضبون بسبب "أتيليه القاهرة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مثقفون مصريون غاضبون بسبب

جانب من إحدى فعاليات الأتيليه
القاهرة - المغرب اليوم

ندّد كتاب ومثقفون مصريون بمحاولات حل جمعية الفنانين والكتاب المصرية المعروفة باسم "أتيليه القاهرة للفنون والآداب" التي تقف وراءها جهات حكومية متمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة القاهرة، ووصفوها بأنَّها جريمة ضد الثقافة لا يجب الصمت حيالها.

وقال الروائي إبراهيم عبد المجيد "إن التهديدات التي يتعرض لها الأتيليه ليس المرة الأولى، فقد كانت هناك محاولات تسعى لذلك منذ 5 سنوات، استطاعت الكاتبة سلوى بكر، وكانت عضوًا في المجلس وقتها فضح الخطة وإفشالها".

ولفت عبد المجيد إلى أن ما أعلنه الفنان الدكتور أحمد الجنايني رئيس مجلس الإدارة على صفحته في "فيسبوك" خطير بالفعل، فواضح أن تجميد حساب الأتيليه منذ 2015 الغرض منه جعله يتعثر عن سداد الإيجار، وبالتالي تتراكم الأموال عليه، ما يدفع في النهاية لاتخاذ قرار طرده من المقر، وإرجاع القصر إلى من يزعمون أنهم ملاكه من ورثه يهود، ولا أظن أن هناك ورثة متدخلين في الموضوع، لكن هناك من ينخرون لإخلاء المكان لتحقيق مصالح ما، سوف تتضح مع الأيام، وما يجري يعني أن هناك من يتعمدون وضع العثرات أمام مسؤولي الأتيليه، لتحقيق هذا الهدف".

أقرأ أيضا :

أمسية لشعراء العامية المصرية في أتيليه القاهرة الخميس

وذكر عبد المجيد أن الأتيليه هو المركز الثقافي الوحيد الذي يرشح لجوائز الدولة في 3 فروع هي "الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية"، كما قال إنه موجود في مقره منذ عام 1953. معنى هذا أنه موجود منذ 70 سنة تقريبًا، وهناك كتاب ومفكرون كبار كانوا أعضاء في هذا المكان، وعملوا على مدى عشرات السنين لدعم الفن والثقافة المصرية، لكن المسألة زادت على حدها في القضية الحالية، لأن الخلافات الكثيرة بين المثقفين هي التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، وهي التي أعطت الفرصة للمحاولات الحكومية الحالية التي يجب أن تتوقف، وأن تعمل وزارة الثقافة على شراء المكان، وإبعاده عن وزارة "التضامن الاجتماعي"، لتكون هي المسؤولة عنه، فهي المعنية بالأمر وليس غيرها.

قرار حل الأتيليه من وجهة نظر عبد المجيد يفتقد للشرعية، لأن مثل هذه القرارات لا بد أن تصدر من محكمة، التي تقول في النهاية "يبقى الوضع على ما هو عليه لحين إيجاد مخرج للخروج من هذه الأزمة"، لكن أن تصدر وزارة التضامن قراراً بالغلق هكذا من نفسها، فهذا ما يدعو للدهشة.

من جهته، دعا الفنان الدكتور أحمد الجنايني رئيس مجلس إدارة الأتيليه إلى اجتماع عاجل الثلاثاء المُقبل للتصدي لمحاولات حله، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية سوف تزيل ورقة التوت عن عورة الكثيرين، سواء كانوا فنانين أو مثقفين أو مسؤولين.

وذكر الجنايني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنَّ وزير الثقافة السابق حلمي النمنم أغلق مجلة الخيال ومجلة أبيض وأسود وكثيرًا من النوافذ الثقافية، وأطفأ عن عمد مصابيح تنوير، وأشعل نيران العبث في ثروة مصر التشكيلية في متحف الفن الحديث ورحل، والآن تأتي وزيرة التضامن ومحافظ القاهرة يرفعان دعوى لإغلاق أتيليه القاهرة وإطفاء مصابيحه وإشعال الفتنة بين المثقفين والسلطة.

وأضاف الجنايني أنَّ الهدف من كل هذه الممارسات المتعسفة هو تسليم المبنى الذي يدافع فيه الفنانون والكتاب المصريون عن ثقافة وطنهم وقوتهم الناعمة إلى ورثة ليندا كوهينكا "اليهود" الذين لا نعرف أين يعيشون؛ ربما إيطاليا أو فرنسا أو في المعسكر الاستيطاني شرق مصر، وذلك استنادًا لدعوى يجري التحقيق فيها حاليًا، وكانت الجلسة الأولى يوم الأحد الماضي، وقد تم تأجيلها إلى الأسبوع الأول من تموز / يوليو المقبل.

وكانت هناك مطالبات قديمة من جانب الكتاب والمثقفين منذ سنوات تدعو لأنَّ تتولى وزارة الثقافة مهمة الإشراف على الجمعيات الثقافية وأن تتنحى وزارة التضامن وموظفوها الذين لا يفهمون الدور الذي تقوم به جمعيات الفن، فهم لا يهمهم الأمر من أساسه، وعندما يتدخلون يؤدي ذلك إلى إعاقة الجمعيات الثقافية عن العمل، ولذلك هناك ضرورة لأن يتغير القانون، لتكون المؤسسات الثقافية والفنية بعيدة عن اختصاص من لا علاقة له بها.

وقال الشاعر والمترجم الدكتور مدحت طه، الذي كان عضواً في مجالس سابقة للأتيليه "إن ما يحدث يدعو للدهشة والاستغراب، فالطبيعي في مثل هذه الأمور أن تصل مكاتبات المؤسسات الحكومية إلى مقرات الهيئات والجمعيات التي تشرف عليها، لكن الذي حدث أن قرار حل الأتيليه تم إرساله إلى بيت رئيس المجلس، ولا أعرف سبب ذلك، ولا معنى له، وهو أمر لا يصدقه عقل".

وأشار طه إلى أن الأتيليه واجه في السابق أزمات كثيرة، عبرها بسلام، لأنها لم تكن سوى تجميد للمجلس، وإشراف مؤقت للوزارة عليه، لحين التجهيز لانتخابات جديدة، لكن الخطير في أمر القضية الحالية من وجهة نظر طه أن التضامن رفعت قضية تطالب فيها بحل جمعية الفنانين والكتاب، ما يعني أن الأتيليه سوف ينتهي، وأن المقر سيؤول لملاكه ببساطة شديدة في حال صدور حكم قضائي يقضي بذلك.

أهمية الأتيليه من وجهة نظر طه لا تنبع فقط من تاريخه والشخصيات المهمة التي كانت ترتاده على مدى تاريخه، لكن أيضاً في دوره الحالي، فهو، إلى جانب دوره الثقافي المعروف، يملك حق ترشيح كتاب ومفكرين لنيل جوائز الدولة، يفوزون بها في أحيان كثيرة، وتتميز عضويته بالتنوع، فهو يضم فنانين وشعراء وكتاباً ومفكرين، ويزيد عدد أعضائه على 3 آلاف، بينهم وزراء ثقافة ومبدعون كبار يمثلون ذاكرة الأمة، كما يشهد كثيرًا من الفعاليات المتنوعة والثرية من عروض مسرحية وسينمائية، فضلاً عن معارض الفن التشكيلي والندوات والمؤتمرات التي كان آخرها مؤتمر قصيدة النثر الذي تم عقده في أيلول / سبتمبر الماضي.

وقال القاص سعيد الكفراوي "إنه سوف يدافع عن 50 عامًا من عمره أمضاها في أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين، لأنه ليس مجرد بناء، لكنه ذاكرة لمدينة وفضاء لزمن شهد كثيرًا من ذكرياتنا مع الدكتور لويس عوض، وأمل دنقل، ويحيى الطاهر عبد الله، فضلاً عن ندوات لعشرات الكتاب ومعارض لمئات الفنانين، بدءًا بحسن سليمان وعدلي رزق الله وعز الدين نجيب ومحمود بقشيش وحتى نبيل تاج واللباد وغيرهم".

وكتب القاص في صفحته على "فيسبوك":ضحكت كثيرًا في صحبة إبراهيم عبد المجيد، وبكيت بين جدرانه يوم رحيل عبد الحكيم قاسم ومحمد صالح ومحمد عفيفي مطر، فرحنا في هذا المكان عندما كانت الفنون تعني دفاعاً عن حياة الناس ضد أهوال الحياة، وحضرت ندوات المعلم أدوار الخراط عندما كان يخوض معركته في إرساء قيم الحداثة، وكتبنا كثيرًا من البيانات المعارضة لنظم المظالم، مع الراحل بشير السباعي وبعض أهل الفصاحة من الموهوبين الكبار".

وأضاف سعيد قائلًا "على طاولات الأتيليه أحسنت الإصغاء لشكاوى نجيب سرور، وعشت سنوات محتملاً ضجيج إبراهيم منصور، وتباريت وخيري شلبي وعفيفي مطر في تقليب أرض الفلاحين وحكاياتهم وأوجاعهم، وأحببت مستجاب الكاتب الاستثنائي. وعلى جدرانه علقت لوحات لفنانين عظام برسم البيع من أجل إصدار محلة جاليري 68، وشاهدت أنور كامل آخر السرياليين العظام في لياليه، وهو جالس كل ليلة في ركن صغير يخصه، وصاحبت إبراهيم فتحي وهو أحد كبار النقاد المصريين".

قد يهمك أيضا :  

مناقشة رواية "تلك القرى" لأحمد سراج في أتيليه القاهرة

مناقشة ديوان "مراثي الملاكة من حلب" في أتيليه القاهرة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثقفون مصريون غاضبون بسبب أتيليه القاهرة مثقفون مصريون غاضبون بسبب أتيليه القاهرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة

GMT 23:47 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تستعيد ذكرياتها في الطفولة في "صالون أنوشكا"

GMT 06:26 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عبود قردحجي يُؤكِّد أنّ 2017 ستكون مختلفة لمواليد "الجدي"

GMT 10:50 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دب بني عملاق يشارك فى حفل زفاف روسى ويلتقط السيلفي

GMT 08:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ماي تؤكد تقدم مفاوضات "بريكست" ودعم الفترة الانتقالية

GMT 11:58 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبد العزيز ضيفة نيرة شريف على نغم إف إم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib