ظاهرة اقتباس الروايات تنتعش بفضل منصات البثّ
آخر تحديث GMT 22:31:03
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

ظاهرة اقتباس الروايات تنتعش بفضل منصات البثّ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ظاهرة اقتباس الروايات تنتعش بفضل منصات البثّ

صورة تعبيرية
القاهرة ـ سليم إمام

يعتبر البعض اقتباس الروايات خيانة، فمن المستحيل الحفاظ على بنية الرواية حين ننقل الفكرة من المكتوب إلى الصورة. والبعض يراه حياة ثانية للنّص الأدبي، وإبداعاً من نوع مختلف. ومهما اختلفت الآراء فإن التوجه السائد اليوم يشير إلى ارتفاع في نسبة الأعمال الأدبية المقتبسة للسينما والتلفزيون، ضمن علاقات شراكة متجدّدة ومثمرة بين الناشرين والمنتجين.

الظاهرة وإن كانت قد عرفت بداياتها منذ السنوات الأولى للسينما مع نجاحات أسطورية لرواية «ذهب مع الريح» لمارغريت ميتشال عام 1939، مثلاً، فإن الوتيرة بدأت بالتسارع منذ نحو عقدين، بعد الشعبية الواسعة التي لقيتها رواية دان براون «شفرة دافنشي»، إلى أن وصلت إلى أرقام قياسية، حسب آخر التقارير.

هذا على الأقل ما أكدته دراسة جديدة للمركز الوطني للكتاب (سي إن إل)، عدّها المراقبون مهمة؛ لأنها شملت أوروبا والولايات المتحدة، وخلُصت إلى أن اقتباس الأعمال الأدبية إلى السينما والتلفزيون يشهد انتعاشاً غير مسبوق.

تشير هذه الدراسة بالأرقام إلى أن فرنسا هي البلد الرائد في سوق الاقتباس على المستوى الأوروبي، بأكثر من 162 عملاً مقتبساً مقابل 78 في 2015 متبوعة ببريطانيا وألمانيا، وهو ما يعني أن فيلماً من بين 5 في فرنسا منقول عن رواية أدبية، بزيادة 28 في المائة مقارنة بالأعوام السابقة. الدراسة التي شملت الإنتاج السينمائي الذي قُدم ما بين 2015 و2021، أكدت المعلومة التي يعرفها الكل، وهي أن أكثر الأعمال اقتباساً على المستوى العالمي هي أميركية المصدر، وهي بالأخص القصص المصوّرة وروايات علم الخيال والفانتازيا، كقصص أبطال «المرفل»؛ حيث تّم اقتباس نحو 27 رواية مصوّرة ما بين 2015 و2021 لستان لي، وستيف ديكتو، وجاك كيربي. كما نجد على رأس قائمة الكُتاب الأكثر اقتباساً مؤلف الرعب الأميركي ستيفن كينغ؛ حيث تم نقل نحو 17 من أعماله إلى السينما والتلفزيون ما بين 2015 و2021، ما يجعله الكاتب الأكثر اقتباساً في العالم، بما لا يقل عن 80 عملاً منذ بداية مشواره الأدبي، يليه هارلان كوبن، وأغاثا كريستي، بسبعة أعمال مقتبسة في هذه الفترة.

في فرنسا، تشير الدراسة إلى أن الجنس الأدبي الأكثر اقتباساً يبقى القصص المُصورة وأدب الناشئة، أما الأقلام التي استفادت من هذا الانتعاش في هذه الفترة فهم ميشال بوسي، وبيار لوماتر، وجورج سيموؤون. وبصفة عامة يبقى الروائي وكاتب المسرح ألكسندر دوما، لا سيما رائعته «دو مونتي كريستو»، أكثر من نقلت أعماله إلى السينما (120 عملاً سينمائياً)، مسبوقاً بعملاق الأدب الإنجليزي ويليام شكسبير الذي نقلت أعماله إلى السينما في أكثر من 300 إنتاج سمعي بصري.

الدراسة سلّطت الضوء على الإقبال الشديد لمنصات البّث، أمثال «نتفليكس»، و«أمازون برايم»، أو «إتش بي أو»، وعلى النصوص الأدبية التي أصبحت تشكل 32 في المائة من مجمل إنتاجاتها. الصحيفة الفرنسية «لي زيكو» أوضحت في مقال بعنوان: «نتفليكس وأخواتها يقلبن قواعد سوق النشر»، ما يلي: «منصّات البثّ التدفّقي -وعلى رأسها (نتفليكس)- تهتم كثيراً بعمل الكُتاب الأوروبيين؛ لأنها تبحث عن مضامين أقل نمطية مما يعرض في الولايات المتحدة؛ حيث توجد كثرة من الكتاب الذين تلقوا تكوينهم في (مدارس للكتابة) أو (رايتينغ سكولز) وهم يعتمدون في قصصهم على الوصفات نفسها: التحولات في المواقف، والإيقاعات السريعة، وحتمية النهاية السعيدة».

لماذا يلجأ صناع السينما والتلفزيون إلى استغلال الروايات والأعمال الأدبية؟ الإجابة بسيطة -حسب ماريان بايو من مجلة «لكسبرس»- التي كتبت في مقال بعنوان: «حين تستحوذ السينما والتلفزيون ومنصّات البثّ على الأدب» ما يلي: «يشكل الأدب بالنسبة للمخرجين والمنتجين خزينة من النصوص المُنقحة والجاهزة للاستغلال، بما أنه سبق العمل عليها. لا ننسى أن النجاح التجاري وشهرة أي عمل روائي قد يكون لهما أثر كبير على اختيار صناع السينما والتلفزيون». وتوضح أنه بين سنة 2001 و2020 تم اقتباس 6 روايات حائزة على جائزة «الغونكور»، و5 فائزة بـ«غونكور» الثانويات، و7 بجائزة «رونودو»، واثنين بجائزة «فيمينا». بينما تُذكرنا شارلوت بيدلوفسكي من موقع «سلات» الإخباري، بأن «السعفة الذهبية» لأحسن إنتاج سينماتوغرافي في مهرجان كان الدولي، مُنحت أكثر من 30 مرة لعمل اقتُبس من الأدب الروائي.

وفيما يتعلق بالأسباب الأخرى التي قد تُفسر صعود هذه الظاهرة، فهي تعود -حسب المنتج الفرنسي في قناة «فرنس 2» تيري سوريلن- إلى ما يسميه بـ«أزمة السيناريو». فالأدب يسمح بإبداع أكبر؛ لأن قطاع النشر يستطيع المخاطرة أكثر، بينما الوضعية مختلفة تماماً مع السينما؛ لأن الميزانيات ليست هي نفسها عند الاثنين.

أما بالنسبة لنتالي بياسوفسكي، المديرة العامة لمؤسسة الناشرين الفرنسيين (سالف) فيعود الفضل في انتعاش سوق الاقتباس لمنصّات البث التدفّقي، كـ«نتفليكس» و«أمازون برايم» اللتين أظهرتا اهتماماً كبيراً بالمضامين القابلة للاقتباس، وبالأخّص تلك التي أثبتت نجاحها التجاري في المكتبات. مثل هذه المعطيات رسمت ملامح علاقة جديدة تشبه زواج المنفعة الناجح: فمن جهة السينما التي تعتمد على شعبية العمل الأدبي وشغف القرّاء لضمان النجاح، ومن جهة أخرى قطاع النشر الذي يعمل على نجاح النسخة المقتبسة لاجتذاب قراء جدد، ورفع نسبة المبيعات التي قد تصل إلى الضعف، وأحياناً إلى 10 أضعاف.

وبينما كان الاقتباس في الماضي يتم بفضل قرار شخص، كالمخرج أو المنتج الذي يعجب بالرواية فيقرر نقلها للشاشة، تصبح العلاقة بين القطاعين اليوم أكثر تأطيراً ومهنية من ذي قبل. في فرنسا مثلاً، التعاون بين السينما والأدب يتم عبر مؤسسة الناشرين الناطقين باللغة الفرنسية (سالف) التي تنظم لقاءات تجمع مسؤولين من قطاع النشر بنظرائهم من الحقل السمعي البصري، خلال تظاهرات تدعى «شوت ذي بوك»، الغرض منها تقديم الأعمال الأدبية الجديدة التي قد تثير اهتمامهم، بغرض اقتباسها للسينما أو التلفزيون أو المسرح. التظاهرة الأخيرة التي نُظمت على هامش معرض الكتاب، ضمت أكثر من 380 مشاركاً، أما آخر لقاء نُظم بإشراف مؤسسة الناشرين الفرنسيين في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، فقد جمع -حسب صحيفة «لكسبرس» أكثر من 200 منتج وناشر، ليقتبسوا 350 عملاً روائياً، بعضها صدر والبعض الآخر في طريقه للصدور.

كما احتفل مهرجان كان السينمائي في طبعته الأخيرة بالذكرى العاشرة لتنظيم مثل هذه اللقاءات التي أسفرت عن إمضاء عقود اقتباس لـ12 رواية، منها «الرضا» للجزائرية نينا بوراوي، و«كم هو جميل البحر» للتركي يغيت كرهمات.

مثل هذه اللقاءات مهمة جداً لدور النشر، فإضافة إلى أنها تُسلط الضوء على الأعمال الأدبية، وتبعث فيها الحياة من جديد، فهي تُشكل مصدر ربح لا يستهان به، بما أنها تستفيد بنسب من حقوق الاقتباس.

قدرت فلور بودمان، الصحافية في مجلة «تيلي أوبس» قيمة هذه الحقوق بما بين 20 ألف يورو و300 ألف يورو، حسب شهرة الكاتب وشعبية الرواية، على أن بعضها قد يفوق هذه المبالغ بكثير. تقارير صحافية نقلت أن ستيفن كينغ عرض على الكاتب الفرنسي مارك ليفي، مليوني يورو، للحصول على حقوق اقتباس روايته «ماذا لو كانت واقعية».

ويضيف الباحث فريديك مرسيي في كتابه «كُتّاب الفن السابع» مكسباً معنوياً آخر، يتمثل في الإحساس بالفخر والاعتزاز؛ لأن أعمال الكاتب أصبحت واسعة الانتشار بفضل السينما والتلفزيون.

بعض الكُتاب -خصوصاً في الماضي- شارك في كل مراحل الاقتباس، مثل الفرنسيين: جان جيونو، وفرنسواز ساغان، ودانيال بوناك، وجاك بريفير. كلهم كانوا يحضرون جلسات التصوير ويساهمون في كتابة السيناريو، وكذلك فعل الأميركيون: آرثر ميلر، وروالد داهل، وآخرون، على أن كثيراً منهم أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد اقتباس أعمالهم إلى السينما والتلفزيون، منهم ستيفن كينغ الذي عبّر في عدة مناسبات عن استيائه من فيلم المخرج ستانلي كوبريك «لمعان» أو «شاينينغ» المنقول عن روايته، واعتبره بمثابة «سيارة واسعة وجميلة، ولكنها من دون محرك»، وكذلك ونستون غروم الذي لم يكن راضياً عن الرؤية السينمائية لروايته في فيلم «فورست غامب» لدرجة أنه كتب في مقدمة الجزء الثاني للرواية: «لا تدع أحداً يقتبس رواية حول قصّة حياتك». ستيفن كينغ هو الكاتب الأكثر اقتباساً في العالم؛ حيث تم اقتباس ما لا يقل عن 80 عملاً له، يليه هارلان كوبن وأغاثا كريستي
 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عودة الروايات للدراما من خلال "سره الباتع" ومذكرات زوج" في رمضان المقبل

غياب التواصل يحول دون تحويل الروايات المغربية إلى أعمال سينمائية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة اقتباس الروايات تنتعش بفضل منصات البثّ ظاهرة اقتباس الروايات تنتعش بفضل منصات البثّ



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib