مسقط ـ عبد الغني يحيى
غيّب الموت اليوم قامة ثقافية عمانية هي الشاعر سعيد بن ياسر الجنيبي، أحد أعمدة الشعر الشعبي في السلطنة عمان والذي تميزّ بنصوص شعرية ونتاج ثقافي كان دائما محل إعجاب المقفين وعشّاق الشعر بأنواعه المختلفة التي عكست حياة البادية بأجمل صورها وعادات وتقاليد البدو الأصيلة التي ساعدت في صقل موهبته ، وتميّزه بأسلوب مختلف وحديث ورصين .
و للشاعر الراحل الكثير مما يستحق التوقف عنده للإطلاع على تجربته في العديد من المناسبات الأدبية، ، وقدًم أعماله الشعرية بصوته الذي انتشر على وسائل التواصل وحظي بشهرة واسعة.
ونعى الكثير من الشعراء والمقربين الراحل في عبارات مؤثرة ومميزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم العميق عن فقدانه، وواصفوه بأخلاقه الرفيعة وشخصيته المحبوبة، ويعد الشاعر الراحل حمد الخروصي أحد الكتّاب الذين وثّقوا تجربة الشاعر سعيد بن ياسر الجنيبي من خلال نشر قصائده في الصحافة المحلية وتوثيقه في كتابه "قفار"، الذي تناول فيه قصائد الشاعر الجذابة وطبيعة البادية الجميلة وعادات البدو الأصيلة.
تجسد حياة الشاعر الراحل تجارب صعبة وتحديات عديدة، حيث واجه المصاعب منذ صغره، حيث فقد والده في سن مبكرة وكان عليه مواجهة مصاعب الحياة منذ سنوات الشباب. ومع ذلك، ظل يتمسك بشغفه بالشعر واستخدمه كوسيلة للتعبير عن أسرار النفس. تعايش الشاعر سعيد بن ياسر الجنيبي مع مرارة الفقد والبعد، وتجلى ذلك في قصائده. في إحدى قصائده، وجدناه يعبر عن آلام الفراق قائلا:
"يا ماء عيوني كيف بَدْرِك بدالك ما
أبآك ما تْفَارق عيوني وبعدني حي
صدقني إن كان ما أشوفك مثل الاْعمى
أغاور دموعي عن العذّال لا تدري
أتذكرك يوم الخميس الضحى لمّا
تشبح بنجلٍ تحَبْس الدم لا يجري
ارميت قلبي بسهمٍ وثّق المرمى
وكويت كبدي من موالي ضلوعي كي"
حمل الشاعر سعيد بن ياسر الجنيبي، الذي رحل عنا اليوم تفاصيل الحياة وعاش في زمان ومكان يمتدان إلى أربعينيات القرن الماضي، رحل عنا شاهدًا على تجارب الحياة ومختلف الأوضاع. سيظل تراث "الجنيبي" الشعري محفوظًا ومستمرًا للأجيال، وسيبقى اسمه محفورًا في قلوب محبي الشعر الشعبي في سلطنة عمان وخارجها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرباط تحتضن مهرجان الشعر الإفريقي وبنسعيد يتحدث عن الدبلوماسية الثقافية
وزارة الثقافة المغربية تُطلق مسابقة الشعراء الشباب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر