“صمت غريب” أمام تدمير إرث حضاري ضارب في القدم بطنجة، يستنكره جمعويون يطالبون بحماية الإرث الأركيولوجي للمغرب والعالم.
يأتي هذا بعدما سبق أن كشف فاعلون جمعويون من أبناء مدينة طنجة ونواحيها المس بمعالم حضارية من بينها الطريق الروماني منبهين إلى ما يعنيه هذا بالنسبة إلى ذاكرة المنطقة والبلاد، في حال عدم التدخل من أجل حمايته وصونه.
واستنكرت جمعية تداول للتربية والتراث والبيئة تعرض مواقع أثرية وإيكولوجية ومبانٍ تاريخية بطنجة وضواحيها لـ”عمليات تدمير وتجريف وتشويه وإقبار ممنهجة، في صمت غريب ومريب من طرف الجهات المسؤولة والوصية على حماية وصيانة هذا الموروث المادي واللامادي، وهذا التراث المحلي والوطني والعالمي”.
ومن بين هذه المعالم، وفق الجمعية، “أسوار المدينة، وأنفاقها وسراديبها، والمقبرة التي تعود إلى العهد البرونزي بمنطقة اكزناية، وتل الدفن بمزورة (الكرومليك)”.
ويزيد البيان نفسه: “تُوِّجَت هذه الاعتداءات بانطلاق أشغال تدمير الطريق الروماني، (سيدي المصمودي) يوم 14 مارس 2021، وهو طريق تاريخي معبد بالحجارة، يرجع إلى الحقبة الرومانية، بناه الرومان بتقنية قديمة مميزة.
وتحظى مثيلاتها بأوروبا وغيرها بعناية كبيرة، وتعتبرها منظمة اليونسكو تراثا عالميا محميا ومرتبا”.
ويضيف المصدر ذاته: “لهذا الطريق الروماني أهميته التاريخية والتراثية والطبيعية والبيئية والجمالية على المستويات المحلية والجهوية والدولية كإرث حضاري مشترك بين بلدان البحر الأبيض المتوسط”؛ لأن وجود هذه
المسالك التاريخية بطنجة على امتداد الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق “يكتسي أهمية إستراتيجية بالغة، من الواجب المحافظة عليها والعناية بها، بل واستثمارها في مشاريع سياحية إيكولوجية مندمجة تعود بالنفع على الساكنة والمدينة والبلاد”.
ويذكّر البيان بتصنيف المندوبية السامية للمياه والغابات منطقة الجبل الكبير، الذي تعبره شبكة الطرق الرومانية، ضمن المناطق ذات الأهمية البيولوجية، اعتبارا لخصوصياتها الجيومرفلوجية والطبيعية والمناخية، ونظرا لما
يميزها من تربة وتنوع بيولوجي نباتي وحيواني غني، في هذه المنطقة الرطبة الفريدة بموقعها الجغرافي والتي تعتبر كذلك ضمن الممرات العالمية للطيور المهاجرة.
ومع الإدانة الشديدة “لما يتعرض له الإرث الاركيولوجي والتاريخي العالمي من اعتداءات وتشوهات”، حمّلت جمعية تداول للتربية والتراث والبيئة “السلطات والمؤسسات ذات الاختصاص محليا ووطنيا كامل مسؤولياتها في
الحفاظ على هذا التراث التاريخي، وصيانته وترميمه وفق المعايير الدولية، والعمل على ترتيبه، وحماية البيئة وحقوق الساكنة في المنتزهات الرفيعة التي كانت مصدر متعة واعتزاز لسكان طنجة عبر قرون والتي وفرتها المسالك الرومانية”.
كما نادت الهيئة ذاتها جمعيات المجتمع المدني الجادة والغيورة إلى “لعب دورها وتحمل مسؤولياتها، والقيام بواجبها كاملا في التوجيه والتأطير والترافع؛ من أجل الحفاظ على إرث ورثناه وعلينا حمايته وتركه إرثا للأجيال اللاحقة”.
قد يهمك ايضا
كارثة تحرم عشرات الآلاف من المياه في نيودلهي
الفيضانات والدور الآيلة للسقوط تجرّ وزيرا الداخلية والإسكان في المغرب للمساءلة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر