بيوت الأزياء العالمية تجوب الدول والقارات بحثاً عن التميٌّز
آخر تحديث GMT 10:42:36
المغرب اليوم -

بيوت الأزياء العالمية تجوب الدول والقارات بحثاً عن التميٌّز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بيوت الأزياء العالمية تجوب الدول والقارات بحثاً عن التميٌّز

بيوت الأزياء العالمية
القاهرة - المغرب اليوم

متابعو الموضة كان لهم النصيب الأكبر في السفر هذا العام. جالوا عبر الدول والقارات وعاشوا أياماً ممتعة اكتشفوا فيها مواقع أثرية وسياحية جذابة بعضها كان خفياً مثل فيلا «ديستي» في إيطاليا وقصر «باغاتيل» بباريس، هذا عدا عن المكسيك وغيرها من الأماكن البعيدة. قلة من الحضور كان لهم حظ السفر إلى هذه الأماكن بدعوة من بيوت الأزياء، بالنسبة إلى الباقي، فإن كل الرحلات تمَّت عبر الصور والفيديوهات التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي والتغطيات التي أسهبت فيها الصحف والمجلات.

في كل الأحوال، قدّمت بيوت الأزياء الكبيرة خدمات سياحية مجانية لكل بلد حطّت فيه الرحال. «ديور» مثلاً توجهت إلى المكسيك، و«شانيل» إلى لوس أنجليس و«ماكسمارا» إلى السويد و«كارولينا هيريرا» إلى ريو دي جانيرو، و«لويس فويتون» إلى إيطاليا وتحديداً بحيرة «إيزولا بيلا» بمياهها اللازوردية وشمسها الساطعة. صحيح أن هذه الوجهة خذلت الدار الفرنسية بتهاطل الأمطار بشكل مفاجئ، ومع ذلك فإن هذه الأمطار نجحت في إضفاء لمسة رومانسية حالمة على العرض.

البيوت التي تتمتع بإمكانيات ضخمة تمكِّنها من استضافة نحو 1000 ضيف في فنادق خمس نجوم مع كل التسهيلات ووسائل الترفيه، لم تعد تتقبّل فكرة عرض إبداعاتها في بلدها الأم. كلما ابتعدت إلى ثقافات جديدة أو اختارت مواقع تاريخية أو أثرية أو سياحية، زاد وزنها وسطع بريقها أكثر. أما تبرير المسؤولين لكل من تُسوِّل له نفسه معاتبتهم على ما تُلحقه هذه الأسفار بالبيئة من أضرار، فهو أن خط «الكروز» أو «الريزورت» قائم أساساً على فكرة التنقل والترحال، بحثاً عن دفء الشمس في عز الشتاء وطراوة الطقس في عز الصيف. يضيفون أن علاقة الموضة بالسفر ليست صنيعتهم، وأنها ليست حديثة العهد بعالم الموضة.

فقد بدأت منذ أكثر من قرن، وحتى قبل أن تتطور وسائل المواصلات وتُصبح متاحة للجميع. لكن الفرق شاسع بين ما كان عليه وما آل إليه. فالسفر حينذاك كان يعتمد في الغالب على المخيلة، كما كان يخُص المصممين أكثر، يغوصون في الكتب والروايات واللوحات الفنية أو يعودون إلى التاريخ وما شابه من مصادر يترجمونها من خلال تصاميم تدغدغ الخيال وتحلق بالناظر إلى عوالم يحلم بها حتى وإن كان يعرف حق المعرفة أنه لن يزورها أبداً، إما لبُعد المسافات أو لقلة ذات اليد.

الجديد، في المقابل، أن وسائل السفر تطورت بشكل أكبر، وزبائن الموضة أصبحوا يريدون عيش لحظات الإبهار بأنفسهم. جعلهما، السفر والموضة، وجهان لعملة واحدة تقريباً، لا سيما فيما يتعلق بخط الـ«كروز» أو الـ«ريزورت». ورغم أن هذا التطور طبيعي وتلبية رغبات الزبائن عنصر مهم، فإنه في الوقت ذاته يُثير عدة تساؤلات حول ازدواجية الموضة. فما يذكره الجميع أن صُناعها تعهّدوا منذ سنوات قليلة فقط، بالتخفيف من السفر لتقليص الانبعاثات الكربونية. تنافسوا خلال جائحة كورونا تحديداً باقتراحات كانت تصُب في خانة واحدة وهي ترتيب الأوراق وإعادة النظر في سلوكيات لم تعد تلائم ثقافة العصر واحتياجاته. لكن ما إن فتحت الدول أجواءها للطيران وأُلغيت القيود التي فرضتها الجائحة، حتى تناسى معظمهم وعودهم كأنها لم تكن. آخرون تعهّدوا بالبحث عن سُبل بديلة لحماية البيئة والتخفيف من التأثيرات السلبية على المناخ. أما السفر، فهو على ما يبدو خط أحمر بالنسبة لهم، كونه امتداداً تاريخياً لتجربة تتطلب ميزانية كبيرة لكنّ مردوديتها أكبر.

ومع ذلك لا يُنكر أحدهم أن على عاتقهم تقع مسؤولية حماية البيئة، ومستعدون -حسب تصريحاتهم- لبناء عالم مستدام، بتطوير خامات بديلة لا تضر لا بالبيئة ولا بالعاملين في هذه الصناعة. المشكلة أنهم يعرفون أيضاً مدى أهمية السفر لشحذ عملية الإبداع من جهة ولتحسين صورتها أمام العالم من جهة ثانية. صراع انتهى بعد كورونا بترجيح كفة السفر على حساب مسؤوليتهم تجاه البيئة، الأمر الذي يُفسِّره اختيارهم أماكن أبعد من ذي قبل.

المثير في هذه الظاهرة، إن صح التعبير، أنها لم تعد تقتصر على بيوت الأزياء. فقد دخلت دور المجوهرات على خط المنافسة. بعد أن كانت تكتفي بعرض جديدها في «بلاس فاندوم» أو في جنيف، هي الأخرى استعذبت السفر بعيداً في السنوات الأخيرة ودخول أماكن مثيرة تعكس بريق أحجارها الكريمة وتُعطي أشكال تصاميمها الفنية حقَّها. هذا الموسم، حتى بعض عناوين مجموعاتها تتغنى بالسفر مثل مجموعة «كارتييه»: «السفر عاد مجدداً le Voyage Recommence’»، التي اختارت مسرحاً لها مدينة فلورنسا الإيطالية . أما «فان كليف آند أربلز» فهي تجول منذ بداية العام بمجموعاتها المتنوعة عبر العالم. من الرياض ومونتي كارلو إلى باريس. «لويس فويتون» حملت بدورها مجموعتها إلى اليونان. شرحت مصممتها فرنسيسكا أمفيثياترأوف أنها تُجسد روح المغامرة «فنحن في (لويس فويتون) مغامرون ونعشق السفر إلى عجائب الدنيا». ترجمت هذه الرحلة مجازياً بالسفر عبر الزمن، حيث غاصت في الماضي السحيق وأماكن نائية لم يصل إليها إنسان من قبل، «هذه الأحجار التي تكوَنت منذ ملايين السنين ستحملك إلى نقطة البداية في رحلة مثيرة»، حسب قولها.

أما «شانيل» التي قدمت عرض الكروز لعام 2024 في لوس أنجليس فاختارت لندن لتُعرب عن علاقة حب ربطت مؤسِّستها غابرييل شانيل ببريطانيا عموماً وأسكوتلندا تحديداً. استوحت كل تفاصيلها من قماش التويد لتفرد عضلاتها في مجال المجوهرات كما في مجال الأزياء.

أما «ديور» فبعد أن انتقلت بتشكيلتها لكروز 2024 إلى المكسيك، قرَرت التوجه إلى إيطاليا. في فيلا «ديستي» القريبة من روما والمدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، عرضت مجموعة مكونة من 170 قطعة، منها ثلاث ساعات سرية. كان هذا القصر بحدائقه التي تستحضر عصر النهضة، المكان المناسب لمجموعة عادت فيها المصممة فكتوار دي كاستيلان إلى الجذور والغرف من الطبيعة وروح الاستكشاف التي كان يتحلى بها المؤسس كريستيان ديور . «غوتشي» هي الأخرى اختارت إيطاليا، وتحديداً فلورنسا لعرض مجموعتها الرابعة لحد الآن. اختارت لها عنوان «أليغوريا Allegoria»، وكشفت عنها في «بلاتزو سيتيماني Palazzo Settimanni»، لما يُمثل من إرث تاريخي عكس غِنى هذه المجموعة.

وحتى «شوميه» التي ظلت وفيّة لأصولها الفرنسية، لم تقاوم إغراء قصر باغاتيل الباريسي. في حدائقه المتعددة، أخذتنا الدار في رحلة إلى الماضي لتعيد لنا فيها أمجاد هذا القصر الذي كانت آخر مرة احتضن احتفالية بهذا المستوى في عام 1905.

    قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

دار "شانيل" من محل قبعات صغير لواحدة من أفخم بيوت الأزياء عالمياً

 

بيونسيه تتألّق بأحدث تصاميم بيوت الأزياء العالمية

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيوت الأزياء العالمية تجوب الدول والقارات بحثاً عن التميٌّز بيوت الأزياء العالمية تجوب الدول والقارات بحثاً عن التميٌّز



GMT 09:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 07:26 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib