ضريح للمواعيد الغرامية وقبر ولي صالح تحول إلى موقف للدراجات
آخر تحديث GMT 11:10:06
المغرب اليوم -

زوار "مراكش" وأهلها يجهلون آثار مدينتهم

ضريح للمواعيد الغرامية وقبر ولي صالح تحول إلى موقف للدراجات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ضريح للمواعيد الغرامية وقبر ولي صالح تحول إلى موقف للدراجات

جامع الكتبية في المغرب
 الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

 الدار البيضاء ـ سعيد بونوار مئات الآلاف من الزوار المغاربة والأجانب يمرون يوميا بجانب قبة بيضاء على بعد أمتار من جامع الكتبية أشهر معلمة أثرية في مراكش، بعضهم يختارها مكانا للقاء صديقة أو عقد موعد، والبعض الآخر يستند على حيطانها لتدخين سيجارة، وقليلون من يسألون عن الراقد في هذه القبة/الضريح، بل إن المراكشيين أنفسهم يجهلون هوية دفين القبة الذي اتخذ مكانا حيويا على بعد أمتار من "جامع لفنا" وينتاب الاستغراب ذاته المارين بجانب قبر مكشوف محاط بسياج حديدي اتخذه البعض موقفا للدراجات. القبة والقبر نموذجان لواقع الإهمال الذي تشهده آثار مراكش، التي باتت تختفي رويدا رويدا، وهي تتطلع إلى هذا الإمتداد المريب لأخطبوط العمران إهمال يبدأ من عجز سلطات المدينة، التي فكرت في توزيع عربات على باعة العصير وماسحي الأحذية والأكلات الخفيفة، ولم تفكر في وضع شاهد على قبر تاريخي أو "رخامة" للتعريف بدفين القبة البيضاء في مراكش الحمراء القبة هي لـ"لالة زهرة الكوش"، وهي امرأة تقية كانت زاهدة في الحياة على عهد السعديين، وكان أن أعجب بها أمير سعدي وقرر الارتباط بها، إلا أنها رفضت، فسعى إلى الانتقام منها، إلا أنه لم يستطع ذلك حين جاءه من أخبره في منامه أن عليه أن يوقر المرأة الفاضلة، لذلك أمر باحترامها، ولما ماتت دفنت في المكان ذاته، وشيد لها ضريحا تحول في ما بعد إلى مزار للنساء والقبر المهمل هو لأبي السداد، وكان يهوديا وأسلم على يد عبد العزيز الدباغ، الذي يعد من كبار الصوفية، وقد حسن إسلامه وتحول إلى داعية بدوره وجاء ذكر ذلك في كتاب "السعادة الأبدية" لابن الموقت المثالان هما لأثرين، والبقية تحتاج إلى صفحات، فبعض المواقع العائدة على عهد المرابطين والموحدين تعيش اليوم على واقع الهدم في انتظار الجرد الذي وعدت به وزارة الثقافة، وفي التفاف حول قرارات"اليونسكو" التي جعلت عدداً من المواقع في المدينة المذكورة تراثاً إنسانياً عالمياً  وقال محمد متفكر، الأستاذ الجامعي والباحث المغربي في التراث لـ"العرب اليوم" إن الأثار التاريخية في مدينة مراكش تشهد إهمالاً فظيعا يسيء إلى تاريخ المدينة والمغرب عموماً، إذ أن بعضها تحول إلى مطارح للنفايات، ومستودعات لمعدات جمع القمامة، وأسوار تاريخية تحولت إلى مرافق للتبول" وأشار الباحث إلى أن بعض هذه الآثار أصبحت أسوأ مما كانت عليه في السابق، ومنها ضريح يوسف بن تاشفين الذي لا يليق بزعيم كبير ومؤسس للدولة المرابطية، واستغرب تفويت تدبير هذا الضريح إلى مادحين للاسترزاق، بعد أن كان من المفترض أن يكون هذا الضريح في مستوى عظمة أول أمير للمسلمين، ودعا إلى تحويل ضريحه إلى متحف أو خزانة  للدولة المرابطية وصرح الباحث: "بإن عدداً من المساجد التاريخية بدورها طالها الإهمال ومنها جامع بن يوسف، داخل المدينة القديمة، ومسجد القصبة الذي شيده يعقوب المنصور الموحدي" ولم يفت الإهمال خزانة بن يوسف التي كانت تضم أعرق المخطوطات في الغرب الإسلامي، وكان يحج إليها كبار العلماء من الشرق والغرب، وكانت تحتضن أقدم مصحف في المغرب بخط "الرشيد الموحدي". والتي لم تعد الآن تزود بالكتب الجديدة إلى درجة أن خزانات الجامعات بدت أحسن حالا منها وأشار الباحث إلى أن الإهمال طال أيضا "المنارة" التي شيدها عبد المؤمن الموحدي، وبنى فيها صهريجاً لتعليم الجنود السباحة، وكذا "جنان أكدال" الذي بدأ العمران يزحف حولها في أفق تحويلها إلى مركبات سكنية وقال المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة مراكش، أمين بنيوب  "إن عدداً من الآثار التاريخية في المدينة والنواحي تشهد تهيئة وترميما منذ 1998، وأن الوزارة تبذل مجهودات جبارة للعناية بالآثار التابعة لإدارتها، ومنها "دار الثقافة، وخزانة ابن يوسف، وقصر البديع، وقصر الباهية، ودار سي سعيد، وقبور السعديين والأسوار وغيرها" وأشار بنيوب إلى أن أشغال الترميم تتطلب ميزانيات ضخمة ودراسات وأن هناك خبراء يتولون هذه المهام، وأن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض ونفى المدير الجهوي وجود أي إهمال لهذه الآثار، مشدداً على أن الأثر التاريخي الوطني في كل تفرعاته وامتداداته هو في صلب اهتمامات وزارة الثقافة، وأن جهات أخرى تتداخل في الإشراف على بعضها، وهذا ما يفسر مثلا عدم  توفر بعض هذه المعالم على "رخامات" للتعريف بها.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضريح للمواعيد الغرامية وقبر ولي صالح تحول إلى موقف للدراجات ضريح للمواعيد الغرامية وقبر ولي صالح تحول إلى موقف للدراجات



GMT 14:10 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

"الخطوط الجوية القطرية" تُطلق رحلتها الأطول زمناً

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بوخارست - المغرب اليوم

GMT 13:35 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:23 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

مصنع تيسلا ينتج كميات كبيرة من خلايا بطارية ليثيوم أيون

GMT 11:28 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قطيع غنم يفاجئ طلاب ثانوية في تاوريرت بدخوله إلى مدرستهم

GMT 00:20 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة حلى الفقع

GMT 15:53 2014 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

القرفة تساعد فى وقف تقدم مرض الشلل الرعاش

GMT 04:44 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

"المكرمية" فن كامل يتصدر أحدث صيحات ديكور صيف 2017
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib