الاحتلال يقصف رفح عقب اغتيال فلسطيني و"حماس" تطالب مصر بالقيام بدورها

غزة – محمد حبيب أفاد شهود عيان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف، مساء الثلاثاء، أحد فصائل المقاومة غرب المدينة، موضحين   لـ"العرب اليوم" أن الموقع تعرض لغارتين متتاليتين، ويأتي هذا القصف بعد أن قام الطيران الحربي الإسرائيلي صباح الثلاثاء باغتيال هيثم المسحال "29 عامًا" غرب مدينة غزة، مشيرين إلى أن طائرات استطلاع إسرائيلية استهدفت الدراجة المذكورة بصاروخين ما أدى إلى مقتل مواطن وجرح آخر، ولا زالت طائرات الاستطلاع تحلق بكثافة في المكان.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة " إن القتيل هو هيثم المسحال "29 عامًا"، مشيرًا إلى أنه استشهد جراء استهدافه من الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيادته دراجته النارية، مشيرًا إلى بتر قدميه وإصابته بشظايا بجميع أنحاء جسمه، لافتًا إلى أن المسحال يعمل في أمن مجمع الشفاء الطبي.
في سياق متصل توغلت جرافات ودبابات الاحتلال شرق مدينة غزة وقامت بتجريف أراضي المواطنيين الفلسطينيين في المنطقة، وزعمت إذاعة جيش الاحتلال أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت أحد نشطاء تنظيم الجهاد العالمي المقرب من تنظيم "القاعدة" والتي اطلقت صواريخ جراد على مدينة إيلات قبل أسبوع، مشيرة إلى أن العملية استهدفت هيثم المسحال،  زاعمة أنه من مسؤولي عمليات قصف إيلات بالصواريخ.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه ، صباح الثلاثاء، بالرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش في مكتبه في القدس، باغتيال شاب فلسطيني في غزة، قائلا :" لقد أصبنا اليوم أحد المتورطين بإطلاق الصواريخ على إيلات".
وقال نتنياهو :" قلت سابقا إننا لن نمر مرور الكرام على ذلك وهذا طبقا لسياستنا، لن نسمح بإطلاق صواريخ بصورة متفرقة من قطاع غزة أو من سيناء، سنعمل من أجل الدفاع عن مواطني إسرائيل وهذا ما نقوم به".
وتناول نتنياهو خلال الاجتماع نبأ مقتل مستوطن صباح اليوم، حيث قال "أود أن أعرب عن أسفي وحزن الشعب أجمع لعائلة المرحوم افياتار بوروفسكي، تم إلقاء القبض على الإرهابي الذي ارتكب هذه الجريمة وسنواصل العمل في هذه الجبهة من أجل الدفاع عن مواطنينا".
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن الأجهزة الأمنية والجيش سيواصلان تصفية العناصر الإرهابية في غزة التي تعكر صفو التهدئة مع القطاع، مشيرة إلى أن تلك المجموعات غير معنية بحالة الهدوء السائدة وأن تل ابيب قررت التعامل معها بحزم.
وأوضحت المصادر أن الجيش سيراقب خلال الساعات القادمة رد فعل فصائل غزة متوقعا قيام حماس بلجم تلك المجوعات الصغيرة التي تعمل على إنهاء حالة الهدوء السائدة حاليا وبالذات تلك المجموعات المنتمية لتنظيم "القاعدة" والتي تنتشر في غزة وسيناء، كما توغلت دبابات الاحتلال في قرية جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة لمسافة محدودة و قامت بأعمال التجريف.
في هذا الوقت أعلنت كتائب الأنصار الذراع العسكرية لحركة "الأحرار" المسؤولية عن اطلاق خمسة صواريخ على موقع كرم أبو سالم العسكري، وكيبوتس حوليت، وكيبوتس نير اسحق.
وقالت الكتائب في بيان وصل "العرب اليوم" إن هذا القصف يأتي كرد أولى على اغتيال إسرائيل لهيثم المسحال وردًا على الخروقات الإسرائيلية، قائلة "إن الاحتلال لا يحترم أي هدنه ولا يلتزم بأية عهود"، وأنها لن تصمت إزاء أي خرق اسرائيلي "ولتذهب التهدئة للجحيم".
هذا ودعت حركة "حماس" مصر إلى القيام بدورها في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بالتهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي، وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه: "هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير وغير المبرر على غزة والذي أدى إلى مقتل مواطن وجرح آخرين يأتي ضمن مسلسل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا واستمرار لجرائم الاحتلال وانتهاكاته للتهدئة والذي يهدف إلى توتير الأجواء وازدياد معاناة الناس وترويعهم".
وحمّل برهوم حكومة الاحتلال تبعات هذا التصعيد والذي جاء بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية واستمرار استهداف الصيادين والمزارعين، مشددًا على أن هذا العدوان يتطلب جهد فصائلي فلسطيني ورسمي مشترك وموحد للتعامل مع استمرار التصعيد.