الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه
آخر تحديث GMT 20:41:28
المغرب اليوم -

إعلام المعارضة يخطِّط لإيجاد هويَّته وإعلام النظام يعتمد نهج المراجعة لسياساته

الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه

الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه
دمشق – جورج الشامي

دمشق – جورج الشامي انتهج الإعلام السوري الرسمي، بشقيه الحكومي والخاص، سياسة الابتعاد عن مشاكل المواطن العادي وهمومه، ولم يحمل العام 2013 جديدًا على مستوى الخطاب الذي جاء كالعادة "مكرورًا ومفرغًا من محتواه"، ولم يقترب بتغطياته من أي قضايا حياتية أو فكرية أو اجتماعية أو وجودية، وظل يدور في فلك المؤامرة الكونية والإرهاب الممنهج والتكفيريين والدول الداعمة لهم، والممانعة والمقاومة" ، وغيرها من القضايا التي أصبحت أساس كل التغطيات والمتابعات والبرامج.وضمن هذه الظروف تلوح في الأفق ملامح تغيير، قد تحمل الجديد في تعاطي الإعلام الرسمي السوري مع الأحداث الجارية ومع مشاكل المجتمع وتطلعاته وحاجاته، وذلك وفقًا للمعطيات الموجودة، وإن كان الحكم على ذلك مبكرًا.وقد يكون لقناة "العروبة" الفضائية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون التي بدأ بثها أخيرًا دور في ذلك، أو على الأقل هذا ما يأمل به المشاهد السوري، فالقناة الوليدة التي أعلن عنها بداية العام، لم تنطلق إلا قبل أيام في بثها التجريبي، وسيكون مطلع 2014 بداية انطلاقتها الفعلية في الفضاء العربي، ووفق العاملين فيها، فإن القناة تسعى لتقديم "صورة جديدة للإعلام السوري، حيث تحل مكان الفضائية السورية، وتكون صوت المواطن السوري ونصيره".
وعلى الرغم من أن هذا التوصيف هو المطلوب يبقى الأداء على أرض الواقع هو الأساس، لذلك يصعب الحكم من الآن على هذه القناة.ولكن في الشكل العام فإن الإعلام الرسمي السوري بما فيه من قنوات (الفضائية والإخبارية وسما) في حاجة إلى إعادة نظر حقيقية، ووقفة مطوَّلة، للأداء المتواضع، ليس فقط خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن لأكثر من عقد من الزمن، وما زال المواطن السوري حتى الآن يتندر بمقولة "كيف نصدق هذا الإعلام الذي يكذب حتى في النشرة الجوية".
وفي المقابل، فإن حال إعلام المعارضة ليس بأفضل من نظيره الحكومي، وإن كان هذا الإعلام وليد السنوات الثلاث الماضية، فإنه إلى الآن لم يجد هوية خاصة به، ويتخبّط بين الأيديولوجيات والأفكار والاتجاهات، وضاعت هويته التي لم تصل الى طور النشوء بعد.
وفي العام 2013 لم تكن المحاولات الفردية لهذا الإعلام "المعارض" بالكافية، وإذا كان تليفزيون "أورينت" الأفضل على مستوى التغطية وعدم الانحياز، فإن القنوات الأخرى مثل "سورية الغد" و "السوري الحر" و "دير الزور"، وغيرها من القنوات المعارضة التي تكاثرت في شكل كبير أخيراً، تاهت بين تقديم أفكارها وطروحاتها، وبين غياب التمويل ونقص القدرات الفنية والتقنية، وبالمحصلة مازالت الهوية الخاصة بهذا الإعلام مفقودة. وهنا جوهر القضية، ذلك ان امتلاك هوية خاصة للقناة التلفزيونية كما يحدث مع القنوات العربية والعالمية الكبيرة، يساهم في ترسيخ جمهور نوعي ومتابع دائم، ويعطي الفضائية دورًا إيجابيًا في نشر ثقافة ما أو فكر ما، وهو ما بدأ بعض هذه الفضائيات في الانتباه إليه، كما حدث أخيرًا مع قناة "سورية الغد" التي بدأت تبحث عن هويتها، والأمر ينطبق على قناة "سورية 18 آذار"، وقد يحمل عام 2014 الجديد على هذا المستوى، فالمشاهد السوري الذي يتابع الإعلام المعارض لم يستطع الانتماء إلى أي من هذه القنوات، بل تحول في غالبيته إلى قنوات "الجزيرة" أو "العربية" أو "بي بي سي" أو غيرها من القنوات العربية والعالمية، لمتابعة أحداث سورية السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى الفنية، في حين ترك هذا المشاهد قنوات المعارضة تسبح وحدها من دون هوية أو فكر يقودها.
ولم تحمل القنوات الفضائية الرسمية والمعارضة «السورية" في عام مضى الجديد، ولكن قـد يحمل العــام المقبـل تحولاً إيجابيًا على المستوى الإعلامي والفــــــكري، فهل ستتحقــق التوقعات، أم أنّ الحال ستبقى، وسيبقى كل من الإعلامَيْن يسبح في فلكه الخاص، من دون أن يقترب من المشاهد ويحاكي تطلعاته وطموحاته وحاجاته؟
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه الإعلام السوريّ الرسميّ بشقَّيْه ينتهج سياسة إهمال مشاكل المواطن العاديِّ وهمومه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib