غياب الشغف بالصناعة ينفّر الطلبة من أطروحات الدكتوراه في الجامعة المغربية
آخر تحديث GMT 10:38:28
المغرب اليوم -

غياب "الشغف بالصناعة" ينفّر الطلبة من أطروحات الدكتوراه في الجامعة المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غياب

كلية الآداب المغربية
الرباط -المغرب اليوم

يخْبو حماس عدد من الطلبة الباحثين مباشرة بعد التسجيل في سلك الدكتوراه، فيؤخّرون البدء في إنجاز أطروحاتهم، أو يتخلون عنها نهائيا، بدوافع متعددة رصدها عبد الغني منديب، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، رئيس شعبة علم الاجتماع ب كلية الآداب المغربية والعلوم الإنسانية بالرباط، في مداخلة ضمن دورة تكوينية تنظمها الكلية المذكورة لطلبة الدكتوراه.واعتبر منديب أن أوّل الأسباب التي تدفع الطالب الباحث إلى الانقطاع عن البحث أو التخلي عنه نهائيا هو غياب ما سمّاه “الشغف بالصناعة”، أي البحث العلمي، إذ إن بعض الطلبة لا تربطهمصلة وثيقة بالتخصص المعرفي الذي اختاروه وانتسبوا إليه، ما يجعل حماسهم لمواصلة البحث يفتر وقد تنطفئ جذوته.

 ووصف رئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط غياب “الشغف بالصناعة” لدى بعض الطلبة بـ”المرض الذي يؤدي إلى تأخر البدء في الاشتغال على الأطروحة بعد التسجيل، والذي يصل عند البعض إلى شهور متتالية أو سنة كاملة”، وأوضح أن الطالب في هذه الحالة لا يجد رغبة لديه لقراءة المتون الأساسية في تخصصه، فيميل إلى القراءة في تخصصات أخرى، أو يُعرض عن القراءة بالمرة، ويبرر ذلك إما بداعي أنه مازال أمامه وقت وفير ولا داعي للاستعجال، أو أنه ليس لديه المزاج لذلك، أو هما معا.

وتابع المتحدث ذاته، انطلاقا من خبرته في تأطير الطلبة الباحثين، بأن هذه التبريرات غالبا ما تخفي غيابا أو ضعفا لما سماه “الشغف بالصناعة”، مردفا: “حين يدلف الطالب الباحث إلى بوابة الدكتوراه يُفترض فيه أن يكون شغوفا بالتحصيل، من أجل إشباع متعته الذهنية وفضوله المعرفي”.

ويرى الأستاذ الجامعي أن الشغف بالتحصيل العلمي لا يعني مجرد ميْل أو استحسان للفعل، وإنما ينبغي أن يكون الطالب “شغوفا بآفة التحصيل ومراكمة المعرفة؛ آفة لا يطلب منها الشفاء أبدا”، مؤكدا أن الطالب الباحث الشغوف بصناعته “لا بد له أن يكون مثل الطفل الذي يلعب بدون كلل أو ملل، وأن يغشاه الفرح عند القراءة والتحقيق والتدقيق والمقابلة والتفكير والتأمل”.السبب الثاني الذي يرى منديب أنه يؤدي بعدد من الطلبة إلى الانقطاع عن البحث أو التخلي عنه هو ما سماه “سوء اختيار البضاعة”، ويقصد بذلك تسرّع الطالب في اختيار موضوع البحث، إذ إن عددا كبيرا من الطلبة يتسرعون في اختيار مواضيع بحوثهم، بدافع الرغبة العارمة في التسجيل في الدكتوراه، ليصبح الطالب طالبَ دكتوراه Doctorant، واعتبر أن هذا التسرع ينطوي على مخاطر شتى، أهمها النفور من الموضوع بعد مرحلة التسجيل، ما يدفع بالطالب إلى الانقطاع المؤقت أو التخلي النهائي عن البحث، مشددا على أن حُسن اختيار موضوع البحث يكتسي أهمية بالغة.

ونصح منديب الطلبة بعدم التسرع في اختيار التخصص وموضوع البحث، مبرزا أن الطالب “إذا تبين له، ولو بعد حين، أنه لم يقم بالاختيار السليم، وجب عليه الرجوع إلى الوراء وإعادة النظر في اختياراته الإستراتيجية، لأن ذلك خير له من انتظار المزاج الذي قد يأتي وقد لا يأتي أبدا”.وأردف المتحدث ذاته بأن السبب الثالث الذي يؤخّر بعض الطلبة عن الشروع في كتابة أبحاثهم أو التخلي عنها بصفة نهائية هو “عقدة الصفحة البيضاء”، ويَقصد بها تأخر الطالب في البدء في الكتابة، لافتا إلى أن الكتابة الجيدة تظل مشروطة بتعدد القراءات وتنوعها، وإلى أن “القراءة بالنسبة إلى الطالب ليست هدفا في حد ذاته، بل تكمن أهميتها في دفعه إلى الكتابة”.

السبب الرابع الذي قال منديب إنه يؤدي بالطالب إلى التوقف عن الاشتغال على البحث أو هجرانه كليا هو ما سمّاها “صدمة الملاحظات والخلل في استيعاب الإبدالات”، إذ لا يتقبل الطالب الملاحظات القاسية التي يبديها الأستاذ المشرف على الأطروحة تجاه الأجزاء أو الصيَغ الأولى من البحث.وتابع المتحدث ذاته بأن هذه الملاحظات “تُحدث أحيانا رجّة نفسية لدى الطالب، خصوصا عند أولائك الذين تضخمّت لديهم الأنا، فباتوا يستثقلون التنبيهات والملاحظات، خاصة عندما تمس جوهر الصناعة، أي الإبدالات”.

قد يهمك ايضاً :

توقيع اتفاقية مع أكاديمية "هواوي" لتكوين الأساتذة وطلبة جامعة مكناس

مديرية شفشاون تحتفي بمتصدر نتائج الباكالوريا

   

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب الشغف بالصناعة ينفّر الطلبة من أطروحات الدكتوراه في الجامعة المغربية غياب الشغف بالصناعة ينفّر الطلبة من أطروحات الدكتوراه في الجامعة المغربية



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ المغرب اليوم

GMT 07:54 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
المغرب اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
المغرب اليوم - مقتل 54 صحافياً في عام 2024 ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية

GMT 09:49 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنظيم غُرفة النوم بطريقة تخلق أجواء هادئة ومريحة
المغرب اليوم - أفكار لتنظيم غُرفة النوم بطريقة تخلق أجواء هادئة ومريحة

GMT 16:08 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إنستغرام تتخلص من التحديث التلقائي المزعج عند فتح التطبيق

GMT 16:24 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 06:43 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أمزازي يؤكد أن الإحباط يحدّ من الرقي بمستوى الجامعات

GMT 20:23 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

محمد برابح ينتقل إلى فريق نيميخين الهولندي

GMT 01:58 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

علامة صغيرة تشير إنك مصاب بفيروس كورونا

GMT 06:32 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم في إطلالة جذابة باللون الأسود

GMT 01:51 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 14:27 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود الخطيب يُشعل حماس لاعبي "الأهلي" قبل مواجهة "الترجي"

GMT 06:12 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"إيتون Eaton- واشنطن" عنوان مميَّز للفنادق الفخمة

GMT 14:01 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حياة "غريس موغابي" المرفهة تتحول إلى أمر صعب للغاية

GMT 09:11 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في تمارة الأحد

GMT 00:50 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة التحاق الممثل "أمين الناجي" بتنظيم "داعش"

GMT 04:17 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

العثور على آثار من مصر والهند شرق إثيوبيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib