خبراء يُحذرون من تداعيات زراعة الأفوكادو واستنزاف الموارد المائية فى المغرب
آخر تحديث GMT 09:56:15
المغرب اليوم -

خبراء يُحذرون من تداعيات زراعة الأفوكادو واستنزاف الموارد المائية فى المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خبراء يُحذرون من تداعيات زراعة الأفوكادو واستنزاف الموارد المائية فى المغرب

فاكهة الأفوكادو
الرباط - كمال العلمي

لا تبدو لغة التقارير الدولية الأخيرة عن الوضعية المائية بالمملكة المغربية “سارة”؛ فالإجهاد المائي بلغ مستويات “عالية” في وقت يستمر فيه “إنتاج وتصدير فواكه معروفة باستهلاكها المهول للمياه، على غرار فاكهة الأفوكادو التي بلغت صادرات المغرب منها مستويات قياسية في السنوات الست الماضية”.

ومع موجة الحر التي يشهدها المغرب على غرار دول العالم، ازدادت نسبة الإجهاد المائي، إذ ” تبخر ما يفوق 800 مليون متر مكعب من الماء”، ما يؤدي، وفق المعطيات الرسمية لوزارة التجهيز والماء، إلى “تراجع ملحوظ في نسب ملء السدود”.

أمام ذلك، تطمح السلطات الرسمية إلى “تسريع استراتيجية تحلية مياه البحر”، إذ أعلن المغرب، خلال هذا الأسبوع، عن “تأمين 40 مليون متر مكعب من مياه التحلية بكل من آسفي والجديدة”.

مستقبل خطير
مصطفى عيسات، خبير في المجال المائي والبيئي، يرى أن “هاته التقارير تؤكد أننا مقبلون على مرحلة إجهاد مائي خطرة، خاصة وأن الحقينة الإجمالية للسدود تبلغ ما يزيد عن 16 مليار متر مكعب غير أن نسبة ملئها لا تتعدى خمسة مليارات متر مكعب (الثلث)”.

وأورد عيسات، في تصريح، أن “المغرب يعيش أزمة إجهاد مائي نظرا للتقلبات المناخية، وكذا استمرار موجات الجفاف، فضلا عن التطور الديموغرافي الذي يزيد من الطلب على المياه”.

وأضاف الخبير في المجال المائي والبيئي أن “هذا الأمر دفع بالعاهل المغربي إلى تسريع إنجاز الأوراش المائية، خاصة الربط المائي أو الطرق السيارة المائية ومحطات تحلية المياه، التي عرفت تأخرا يصل إلى عشر سنوات”.وزاد أن “المناطق الجنوبية من المملكة عرفت استنزافا خطيرا للمياه نتيجة بعض الزراعات المكلفة، خاصة البطيخ والأفوكادو، التي جعلتنا نصدر ثروتنا المائية إلى الخارج”.

وتابع شارحا بأن وزارة “الداخلية المغربية منعت زراعة البطيخ في المناطق الجنوبية، وذلك وعيا منها بخطورة هاته الفواكه على الأمن المائي المغربي”.ولفت المتحدث ذاته إلى أن “تحلية المياه هي من الحلول الواقعية لتجاوز الوضعية الحالية، خاصة وأننا مطالبون بتوفير مليارات الأمتار المكعبة من المياه في السنوات الخمس المقبلة تلبية للطلب المتزايد”.

وشدد عيسات على أن “التوجه إلى الطاقات النظيفة والبحث عن موارد مائية جديدة، هو المطلب الحالي لأي دولة في العالم، لأن عكس ذلك يضع مستقبلنا في خطر، خاصة وأن العالم مقبل على حروب للمياه”، مبينا في الوقت ذاته أن “المغرب أيضا ملزم بتغيير استراتيجيته في تصدير الأفوكادو، عبر تغيير النظرة الزراعية، وإعطاء الأولوية للزراعات غير المستنزفة للمياه”.

سياسة جديدة
من جانبه، سجل خبير بيئي ومناخي رئيس “جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ”، أن “الوضعية المائية حاليا خطرة نتيجة الاستنزاف المهول للفرشة المائية بفعل التغير المناخي والزراعات المستنزفة”.

وأضاف المتحدث، أن “زراعة الأفوكادو تشكل فيروسا خطرا للفرشة المائية، لأنها لا تراعي بتاتا حجم الإجهاد المائي الذي وصلنا إليه، وتتواصل بقوة، خاصة في منطقة الغرب”.

وأورد الخبير البيئي ذاته أنه “على الرغم من توفر منطقة الغرب على فرشة مائية قوية وتساقطات مطرية منتظمة، إلا أن زراعة الأفوكادو تشكل تهديدا حقيقيا للوضع المائي في المستقبل”.

واستطرد المتحدث عينه بأن “الدليل على هذا الأمر هو ما وصلت إليه منطقة سوس، التي تعيش على وقع استنزاف مطلق للفرشة المائية، ما استدعى التوجه نحو مياه البحر من خلال عملية التحلية”.وشدد بنرامل على أن “العبرة أيضا توجد في الجنوب الإسباني والبرتغال، وهما منطقتان عانتا كثيرا من صادرات الأفوكادو قبل أن تتحرك السلطات لوقف ذلك”.

وخلص المصرح إلى أن “السلطات المغربية ملزمة بالتوجه إلى زراعات غير مستنزفة للمياه، وذلك من خلال استراتيجية مشتركة تبين للمستثمرين في هذا المجال الخطر الحقيقي الذي بات يهدد مستقبل المغاربة”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الجفاف يؤثر سلباً على صادرات المغرب من الحوامض نحو الولايات المتحدة الأميركية

صادرات "الأفوكادو" المغربي إلى ألمانيا تصل إلى أعلى مستوى لها

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يُحذرون من تداعيات زراعة الأفوكادو واستنزاف الموارد المائية فى المغرب خبراء يُحذرون من تداعيات زراعة الأفوكادو واستنزاف الموارد المائية فى المغرب



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:45 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

"طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي
المغرب اليوم -

GMT 15:30 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

تركيا ترفض تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود
المغرب اليوم - تركيا ترفض تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود
المغرب اليوم - أفضل أنواع النباتات التي تمتص الحرارة في المنزل

GMT 00:22 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

محمد رمضان يكشف عن تقديم عمل درامي مغربي
المغرب اليوم - محمد رمضان يكشف عن تقديم عمل درامي مغربي

GMT 18:41 2022 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

اتجاهات الموضة الرجالية لخريف وشتاء 2023-2024

GMT 10:18 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارة "كيا K5" تعاود الصعود بعد فترة من التراجع

GMT 01:40 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللون الأخضر يوفر أجواء من الذوق الرفيع في ديكور المنزل

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

انتشار فيديو جنسي لبائعة هوى في فاس عبر الواتساب

GMT 10:37 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أنابيلا هلال بتصاميم مبتكرة تجذب الأنظار

GMT 09:14 2020 الجمعة ,27 آذار/ مارس

الموت يفجع الفنانة المغربية "نجاة الوافي"

GMT 02:05 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مطابخ الـ"كلادينغ" تحل قمة موضة الديكورات الحديثة في 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib