فيلم روائي لخديجة السلامي عن مأساة زواج الصغيرات في اليمن
آخر تحديث GMT 09:48:12
المغرب اليوم -

فيلم روائي لخديجة السلامي عن "مأساة زواج الصغيرات" في اليمن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فيلم روائي لخديجة السلامي عن

المخرجة اليمنية خديجة السلامي
دبي ـ أ.ف.ب

 تروي المخرجة اليمنية خديجة السلامي في فيلمها الروائي الاول مأساة زواج الصغيرات في بلدها الذي يرزح تحب عبء التقاليد القبلية والجهل والفقر، الا انها بمرورها على قصة الطفلة "نجوم" تنقل صورا بالغة الجمال من يمن معلق بين السماء والارض."انا نجوم، بنت العاشرة ومطلقة" الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي يوثق قصة حقيقية لطفلة زوجت وحاربت للحصول على الطلاق بعد رحلة مريرة من العذاب.

وقد تكون قصة الطفلة نجوم التي والارضد"، اي السترة في المصطلحات القبلية، نموذج عن مأساة مئات من الصغيرات اللواتي يتم تزويجهن في اليمن لرجال يكبرونهن سنا بعقود في بعض الاحيان.وبعدما ولدت الطفلة في ليلة تملؤها النجوم في قرية البن باليمن، كبرت في كنف والدها الذي احبها بالرغم من امتعاضه ليلة ولادتها من كونها بنتا.

وعلى الدروب الوعرة للقرى المعلقة على الجبال المسننة، ترسم السلامي صورة غير مسبوقة في عالم السينما، وتحمل المشهد اليمني الفريد بطبيعته القاسية وهندسة بيوته الطينية او الصخرية الى الشاشة الكبيرة.فحياة نجوم بدت كأنها تدور خارج الزمن، وكانت تزهو بسعادة تأتي من اصغر امور الحياة، كاطعام الماشية او اللعب في الحقول.

لكن حادثة اغتصاب شقيقتها من قبل شاب في القرية الفقيرة التي يعيش اهلها من الزراعة وتربية الماشية، دفعت بالوالد الى مغادرة بيئته هربا من العار بعدما انتشر الخبر، سيما انه ارتضى ان يعفي عن الجاني في مقابل بقرتين بموجب حكم من شيخ القبيلة.وانتقلت العائلة من القرية الى صنعاء. وللمفارقة، فان العادات الرائجة في صنعاء اكثر تشددا تجاه النساء من العادات في القرية حيث تعمل النساء ويكشفن عن وجوههن فيما النساء في العاصمة يلبسن العباءات السوداء والنقاب.

وواجه والد العائلة الفقر في صنعاء، واضطر الى تزويج ابنته من "ابن قبيلة محترمة" في مقابل مبلغ من المال، ودون ان تعي نجوم اي شيء عن الزواج، وجدت نفسها في سيارة عريسها الذي نقلها الى قريته.وبالرغم من كونها في التاسعة من العمر، اصر الشاب الثلاثيني الذي تزوجها على اتمام الزواج منذ الليلة الاولى بالرغم من المقاومة الشديدة للطفلة.
ولم ينجح الرجل او والدته القاسية في ترويض هذه الطفلة الشرسة الرافضة للانصياع، والتي كادت ان ترمي نفسها من على اعلى صخرة في قرية زوجها، وهي قرية اخرى معلقة على الجبال.واثناء زيارة الى صنعاء بهدف جعل والديها يقنعانها بالامتثال لرغبات زوجها، هربت نجوم ولجأت الى المحكمة حيث طلبت الطلاق من قاض شاب.

وتعاطف القاضي معها واسكنها منزله وامر باعتقال والدها وزوجها، وحصل لها على الطلاق، ليس من خلال القانون الذي لا يمنع بوضوح زواج الصغيرات، ولكن من خلال استدرار تعاطف شيخ القبيلة الذي ينتمي اليها الزوج.واثناء المحاكمة، اظهرت ردود الزوج والوالد جهلا كبيرا بحقوق الطفل، فالزوج كان يرد باستغراب "لماذا انا هنا، ماذا فعلت؟ اي خطأ ارتكبته؟ انا تزوجت على سنة الله ورسوله".

وقالت السلامي بعد عرض فيلمها في مهرجان دبي "انا معركتي ضد الجهل والفقر وليس ضد الرجال".وسبق ان اخرجت السلامي عدة افلام وثائقية تناولت موضوع المرأة، لاسيما مشاركة النساء في الانتفاضة ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.وشددت على ان الجهل والفقر هما اساس هذه الآفة الاجتماعية التي تستمر بفعل الطبيعة القبلية للمجتمع اليمني.

الا ان السلامي تجاوزت في فيلمها مأساة القصة المباشرة لترسم صورة سينمائية بالغة الجمال، فهي اتت باليمن، هذا البلد العابق بالتاريخ والغني بصور والوان ومعمار لا مثيل له، الى عالم السينما.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم روائي لخديجة السلامي عن مأساة زواج الصغيرات في اليمن فيلم روائي لخديجة السلامي عن مأساة زواج الصغيرات في اليمن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib