أعلن كل من مكتب مجلس المستشارين المغربي والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، إرادتهما المتبادلة لتعزيز قنوات التواصل والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التنسيق في المحافل الدولية، وفقا للقيم والمبادئ العامة التي تؤسس العلاقات بين الطرفين، وذلك على أساس التفاهم والاتفاق واحترام السيادة والوحدة الترابية للدول الأعضاء والدول الملاحظة في برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب.
وأكد الطرفان، في بلاغ مشترك، أنه “في ظل التحديات المتزايدة والمتعددة المرتبطة بالتغيرات الجيوسياسية التي تحدث في جميع أنحاء العالم، والتي تواجهها حاليا شعوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب؛ يصبح التعاون جنوب-جنوب محورا استراتيجيا في السياسة الخارجية لبلدان المنطقتين وخيارا أساسيا لتعزيز الحوار والتضامن وتحقيق التنمية المستدامة”.
وأضاف البلاغ ذاته، الذي وقع عليه كل من محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين للمملكة المغربية ورولاندو غونزاليس باتريثيو، رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، أنه بناءً على الاعتبارات والمسلمات ووفقًا لمخرجات قمتي المنتدى البرلماني لدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب (AFROLAC) المنعقدتين في عامي 2022 و2023 في مقر البرلاتينو؛ قد توصلنا إلى خلاصات أكدت ورسخت القناعة المشتركة بأن القضايا والتحديات التي تواجه بلدان وشعوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية متشابهة إلى حد كبير، ومن ثم فمن المناسب توظيف صلاحيات مؤسساتنا، من خلال الدبلوماسية البرلمانية المتكاملة القائمة على الكفاءة والفعالية، في إطار السعي إلى تحقيق الإنصاف والعدالة.
وبناء على كل ذلك، ونظرا للأهمية الاستراتيجية للتعاون جنوب-جنوب والتعبئة الشعبية العالمية، ونظرا للضرورة الملحة لتعزيز دبلوماسية برلمانية ومدنية فعالة، اتفق الطرفان على العمل بصفة شريكين استراتيجيين متقدمين للدفع بمسار المنتدى البرلماني لبلدان افريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك” والتحضير المشترك لعقد قمة المنتدى بالمملكة المغربية يومي 29 و30 أبريل 2025.
وأكد الطرفان أن هذا الاتفاق يأخذ في الاعتبار الموقع الجيوستراتيجي ومكانة المملكة المغربية في محيطها الإقليمي يجعل منها شريكا استراتيجيا في القارة الإفريقية وبوابة موثوقة ومتينة نحو دول إفريقيا والعالم العربي بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكراييب. وأن علاقات التفاهم والصداقة والتعاون القائمة بين المملكة المغربية وبلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكراييب تقوم على روح التشاور والاحترام المتبادل.
واعتبر أن المبادرة الأطلسية المغربية، التي تهدف إلى تحسين ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، من شأنها أن تجعل الواجهة الأطلسية للمملكة منصة للربط اللوجستي مع بلدان أمريكا اللاتينية والكراييب.
كما أشار إلى أنه من بين المبادئ والأهداف الأساسية لبارلاتينو، المنصوص عليها في معاهدة تأسيس المنظمة لعام 1987، نجد ما يلي: العمل من أجل تحقيق التعاون الدولي باعتباره وسيلة لتنفيذ وتعزيز التنمية اللازمة لفائدة المجتمع الأمريكي اللاتيني فيما يخص الرفاهية العامة؛ والمساهمة أيضا في ترسيخ السلم والأمن والنظام القانوني الدولي بما يضمن التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنولوجي الذي يحق لشعوب أمريكا اللاتينية أن تتمتع به؛
ومنذ عام 1996، أصبح برلمان المملكة المغربية أول برلمان إفريقي وعربي ينضم إلى برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب كعضو ملاحظ. كما أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بمقر مجلس المستشارين بتاريخ 25 أبريل 2018 بين برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب وبرلمان المملكة المغربية، والتي بموجبها تم ترسيم عضوية برلمان المملكة المغربية بصفة ملاحظ دائم لدى البرلاتينو.
وأوضح أن الجهود التي بذلها الطرفان لتعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف توجت بتأسيس المنتدى البرلماني لدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكراييب (AFROLAC)، حيث يحتضن مجلس المستشارين وبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب أمانته العامة.
كما أخذ في الاعتبار الدعم الكبير الذي قدمه مجلس المستشارين بالمملكة المغربية لإنشاء مركز الوسائط المتعددة في مقر برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب بجمهورية بنما، والذي يتشرف بحمل اسم الملك محمد السادس، “مكتبة الملك محمد السادس”.
كما أن الاجتماع المشترك بين مكتب مجلس المستشارين بالمملكة المغربية والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكراييب، المنعقد يوم 13 فبراير 2025 بمقر مجلس المستشارين؛ داخل برلمان المملكة المغربية، بالرباط، تحت شعار: “الحوار البرلماني الإقليمي إفريقيا – أمريكا اللاتينية والكراييب: من أجل نموذج للتعاون جنوب-جنوب”، حيث تم التوصل إلى مجموعة من الخلاصات والقرارات التي من شأنها أن تخدم وتعزز التعاون بين المؤسستين.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر