فوز زعيم حزب العمال في الإنتخابات البريطانية يطرح تخوفات حول مستقبل العلاقات بين الرباط ولندن
آخر تحديث GMT 15:38:10
المغرب اليوم -

فوز زعيم حزب العمال في الإنتخابات البريطانية يطرح تخوفات حول مستقبل العلاقات بين الرباط ولندن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فوز زعيم حزب العمال في الإنتخابات البريطانية يطرح تخوفات حول مستقبل العلاقات بين الرباط ولندن

الصحراء المغربية
الرباط - المغرب اليوم

كشفت نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة عن فوز زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، رئيس وزراء جديد في المملكة المتحدة، وحقق حزبه فوزًا ساحقًا في الانتخابات العامة التي جرت قبل أيام. إلا أن هذا التحول الكبير في القيادة السياسية بالمملكة المتحدة طرح تخوفات عما يمكن أن يتلوه من انعكاسات على مستوى العلاقات بين لندن بالرباط، خاصة في موضوع قضية الصحراء.

عودة حزب العمال، المعروف بتوجهاته اليسارية المعتدلة، إلى السلطة بعد 14 عامًا من حكم المحافظين، تفتح المجال أمام تساؤلات حول مستقبل العمل الدبلوماسي المغربي في لندن، حيث سعى المغرب خلال السنوات الماضية إلى دفع الحكومة البريطانية للاعتراف بسيادته على الصحراء على غرار النموذج الأمريكي، ودعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي لهذا النزاع، إلا أن تغير القيادة في بريطانيا، يبقى مستقبل هذه الدينامية الدبلوماسية المغربية محط شك.

في هذا السياق اعتبر خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن فوز حزب العمال البريطاني لن يحدث تغير في جوهر العلاقات المغربية البريطانية كون أن الإطار الإستراتيجي والتوجه السياسي العام للعلاقات الثنائية بين البلدين تؤسس له ثوابت سيادية تنبثق من تاريخ العلاقات المشتركة وتضبطه المصالح الإقتصادية والتجارية المتقاطعة.

وأوضح المتحدث، أن المقاربات أو المنهجيات قد تتغير على مستوى تدبير بعض الملفات المشتركة أو تحيين في سياسات محددة تهم البلدين، لكن على العموم فإن التوجه الاستراتيجي التقليدي للمملكة البريطانية ستحتفظ بنفس الميكانيزمات السياسية في بناء علاقاتها مع المغرب.

وأقر الخبير السياسي، بأن المغرب حقق تقدمًا كبيرًا على مستوى تسريع تطوير العلاقات الثنائية مع بريطانيا في عهد المحافظين، مضيفا أن القيادة الحزبية للمحافظين البريطانيين لطالما شكلت امتيازا سياسيا بالنسبة للرباط في تدبير علاقاتها مع لندن.

واستدرك قوله: “لكن الثقافة السياسية للقيادة في المغرب والتجربة التاريخية للمغرب في تدبير حقبة “حزب العمال” البريطانيين ستمكنه في تدبيرها وفق القواعد السياسية للرؤية المغربية والضوابط الاستراتيجية للسياق الدولي”.

وأشار معتضد إلى أن التوجه السيادي لبريطانيا في ملف الصحراء يتجاوز الظرفية الإنتخابية أو الحكومات المتعاقبة، كون أن هناك موقف دولة يتم بناءه بشأن هذا النزاع الإقليمي، كما أن ديناميكية تبني هذا الموقف بشكل رسمي للإعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ليس مرتبط فقط بمن يرأس الحكومة، و لكن بحسابات أخرى أكثر أهمية و حساسية و تعقيدا.

وتابع: “مسألة تدبير هذا الملف ليس حصري على حزب معين أو حكومة معينة، لكنه يتعلق بتوجه سيادي ذات أبعاد مرتبطة بالأمن القومي والتحالفات الإستراتيجية والسيادة السياسية لبريطانيا”.

وأكد المتحدث في تصريح أن حزب معين داخل الحكومة أو على رأسها قد يميل لإستخدام ورقة الصحراء، في الخطابات السياسية أو الدبلوماسية أو حتى في الرسائل الرسمية، وذلك لأغراض سياسية تخص تدبير مرحلة معينة أو في إطار تكتيك سياسي محدد.

واستطرد بالقول: “لكن الموقف الرسمي والسيادي بخصوص هذا الملف تمسك بزمامه الدولة، وحينما تقتنع بالزمن السياسي المناسب لتبنيه، ستعبر عنه عبر قنواتها الرسمية التي تحترم آليات القانون الدولي والمؤسسات الدولية”.

واعتبر خبير الشؤون الاستراتيجية أن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين ستبقى في نفس المستوى الحالي، إن لم نقل أنها ستتطور، كون أن المناخ السياسي لبريطانيا والديناميكية السياسية التي يشهدها العالم، خاصة في منطقة أوروبا و إفريقيا، يجعلان من المغرب منصة يتنافس عليها العديد من الفاعلين الدوليين، وعلى رأسهم لندن، بحثا عن الاستثمار والأسواق التجارية والتوسع الاقتصادي.

وخلص هشام معتضد بالتأكيد على وجود لوبي إقتصادي وتجاري قوي في بريطانيا لن يسمح بتراجع العلاقات الإقتصادية والتجارية مع المغرب، ولن يسمح أصحاب المصالح الإستثمارية بين البلدين في المساس بالخط الاستراتيجي والاقتصادي بين الرباط ولندن لأن بناءه تطلب تاريخ سياسي كبير بين البلدين، كما أن المنظور الجيوسياسي للمغرب فاعل مهم وحيوي واستراتيجي في المنطقة، خاصة بالنسبة للديناميكية التي تشهدها العلاقات الدولية في إفريقيا ومنطقة المتوسط.

 

قد يٌهمك ايضـــــاً :

ستارمر بيلمّح إلى التشدّد في تحصيل الضريبة والتخفيف من إكتظاظ السجون البريطانية

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يكشف تفاصيل مكالمته الهاتفية مع الرئيس بايدن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوز زعيم حزب العمال في الإنتخابات البريطانية يطرح تخوفات حول مستقبل العلاقات بين الرباط ولندن فوز زعيم حزب العمال في الإنتخابات البريطانية يطرح تخوفات حول مستقبل العلاقات بين الرباط ولندن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib