لبنانيون يجتاحون جزيرة قبرص هرباً من جحيم الأزمة في بلادهم
آخر تحديث GMT 02:48:02
المغرب اليوم -

لبنانيون يجتاحون جزيرة قبرص هرباً من جحيم الأزمة في بلادهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لبنانيون يجتاحون جزيرة قبرص هرباً من جحيم الأزمة في بلادهم

انقطاع التيار الكهربائي،
بيروت- المغرب اليوم

قطع مئات اللبنانيين خلال الأشهر الماضية المئتي كيلومتر جواً التي تفصل بين بلادهم وجزيرة قبرص ليستقروا فيها، ولو موقتًا، هربًا من جحيم الأزمة في بلادهم حيث انقطاع الكهرباء في لبنان  وشحّ الوقود والأدوية وانسداد الأفق.بعد رحلةٍ منتظرة بفارغ الصبر رغم أنها لا تتجاوز الـ25 دقيقة، خرجت اللبنانية نانور أباشيان (30 عامًا) مع زوجها وطفليهما من مطار لارنكا قادمة من بيروت، وهم يجرّون سبع حقائب معظمها كبيرة الحجم. وقالت لوكالة فرانس برس “وجعي كبير جداً لأنني تركتُ بلدي وأهلي، لكنني مجبرة على ذلك، لأنني أريد أن أربي ولدي بعزّ وكرامة وضمان مستقبلهما”.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة منذ نحو عامين صنّفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. ويعجز اللبنانيون عن سحب أموالهم من المصارف بسبب قيود ناتجة عن شحّ السيولة، وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية بنسبة تفوق التسعين بالمئة، وفقد كثيرون وظائفهم. في الوقت نفسه، ينقطع التيار الكهربائي معظمساعات النهار والليل، ولا يوجد مازوت في السوق لتشغيل المولدات الكهربائية. وينعكس ذلك على كل جوانب الحياة. كما يشهد البلد أزمات أدوية وخبز ومواد أخرى اساسية.

وغادر آلاف اللبنانيين البلاد على وقع الأزمة. واختار كثيرون منهم قبرص، ولم يكن في إمكان وكالة فرانس برس الحصول على عددهم بالتحديد، بسبب عدم وجود إحصاء رسمي بعد، ودخول البعض بجوازات سفر غير لبنانية.

لكن السفيرة اللبنانية في قبرص كلود الحجل أكدت لوكالة فرانس برس أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في لبنان ضد الطبقة السياسية، “لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الملفات العائلية التي فُتحت في السفارة وسجلنا الزيادة الأكبر بعد انفجار 4 آب/أغسطس” في مرفأ بيروت الذي أسفر عن أكثر من مئتي قتيل وستة آلاف جريح ودمّر أجزاء كاملة من العاصمة.
وليست المرة الأولى التي يلجأ فيها اللبنانيون بكثافة الى قبرص. فخلال الحرب الأهلية (1975-1990)، انتقل عدد كبير منهم إلى الجزيرة، وعاد قسم كبير منهم إلى البلد بعد انتهاء الحرب.
وقالت الحجل “في الثمانينات، كان هناك مئة ألف ملف عائلي مسجّل في السفارة”.

كذلك خلال حرب تموز/يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، شكلت قبرص قاعدةً خلفية للبنان. ففي ظل إقفال مطار بيروت الذي تعرض لقصف إسرائيلي، انطلقت سفن إجلاء من بيروت ونقلت الرعايا الأجانب إلى الجزيرة ليغادروا بعدها إلى بلدانهم. كما نقلت لبنانيين عاشوا في قبرص لفترة موقتة، في انتظار انتهاء الأعمال العسكرية.
وكانت وكالة فرانس برس التقت عائلة نانور في منزلها شمال بيروت قبل يومين من سفرها الى قبرص. وقالت الوالدة الشابة يومها بينما كانت تحزم أمتعتها بحسرة “قررت مغادرة لبنان لأننا لم نعد نشعر بالأمان… أصبحنا في المجهول، بتنا نعيش في الذل”.

– إنقاذ العام الدراسي –
وانتقلت العائلة للعيش موقتاً في منزل صديق في لارنكا بانتظار استئجار شقة قريبة من المدرسة التي سجّلت فيها ولديها. وتسابقت عشرات العائلات خلال الأسابيع الماضية على تسجيل أولادها في المدارس. اللبناني جورج عبيد لتسجيل أبنائه الثلاثة في مدرستين مختلفتين في لارنكا، بسبب عدم توفر أمكنة لهم في مدرسة واحدة.

وقال الرجل الأربعيني لفرانس برس “لا نرى أفقاً للعام الدراسي في لبنان. المازوت غير متوفر لتشغيل المولدات والأساتذة لن يحصلوا على علاوة ليتمكنوا من التعليم، ولن يستطيعوا ملء سياراتهم بالبنزين ليذهبوا إلى المدارس…”.إلا أن معاناة العائلة لا تنتهي هنا. فجورج لن يستقرّ مع زوجته وولديهما في قبرص، بحكم عمله بين لبنان وإفريقيا، إنما سيزورهم في العطل الأسبوعية.

في العاصمة نيقوسيا، تلقت المدرسة الفرنسية خصوصاً عشرات طلبات التسجيل بسبب قرب برنامجها الدراسي من برامج المدارس الفرنكفونية العديدة في لبنان. ولم تتمكن من تلبيتها كلها، كما أفاد لبنانيون قادمون حديثًا.

وحاولت فرانس برس التواصل مع إدارة المدرسة للاستفسار، لكنها لم تتلق ردًا، بسبب انشغال المسؤولين بالتحضير لاستقبال كمّ هائل جديد من التلامذة، فيما أرجئ موعد دخول المدرسة للتلاميذ الذين تسجلوا بعد 24 آب/أغسطس.وتحدث لبنانيون ومسؤولون قبارصة عن أكثر من 250 طلب تسجيل للبنانيين في المدرسة.
– “ملاذ آمن” –
وإذا كانت بعض العائلات قصدت قبرص بحثًا عن الأمان والتعليم والاستقرار ولو الموقت فحسب، فإن لبنانيين آخرين وجدوا فيها أيضا مكانًا للعمل والاستثمار.
وقال المسؤول عن قسم التجارة والصناعة في وزارة التجارة كونستانتينوس كارايوريبس إن السلطات القبرصية “أطلقت مساراً سريعاً لتسجيل الشركات الأجنبية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي”، وإن “هذه الآلية لقيت اهتماماً كبيراً من جانب شركات لبنانية، إذ تسجّلت حتى الآن سبع شركات كبيرة ومتوسطة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونقلت معها مئتي موظف لبناني”.

وتوقّع أن يرتفع العدد بحلول آخر العام الحالي بفعل أن عائلات موظفين كثيرين ستنتقل أيضا الى الجزيرة.ولفتت السفيرة اللبنانية إلى أن “قبرص تساعد اللبنانيين كثيراً”، مضيفةً أنه، بموجب آلية المسار السريع لمعاملات تأسيس الشركات، “أصبح الأمر يستغرق 10 إلى 15 يوماً بدلاً من شهرين أو ثلاثة كما كانت الحال في الماضي”.

ورأى كارايورييس أن انتقال هذا العدد الكبير من الشركات اللبنانية سينعكس إيجاباً على الاقتصاد القبرصي من خلال “إنفاق موظفي هذه الشركات رواتبهم العالية إجمالاً” في السوق القبرصية، ومشيراً الى أن “المنفعة الأهمّ هي انتقال المعرفة من الشركات الأجنبية إلى تلك المحلية”.وشهد قطاع العقارات في الجزيرة المتوسطية الهادئة من جهته ارتفاعاً في الطلب على شراء الشقق من جانب.

وقال رجل الأعمال اللبناني جورج شهوان، وهو صاحب عشرات المشاريع العقارية في قبرص، “شركتنا باعت 400 شقة لعائلات لبنانية بين 2016 و2021 (…) مئة من بينها خلال الأشهر الستة الأخيرة”.

وأشار إلى أن اللبنانيين يختارون الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي للاستثمار والاستقرار، لأنها تقدّم لهم حوافز عدة، فهي “تمنح الإقامة مدى الحياة لكل شخص يمتلك فيها عقاراً جديداً، كما أن المصارف القبرصية تسهّل معاملات الحصول على قروض للبنانيين الذين لديهم مدخول بالدولار”.وقال شهوان “منذ العام 1975، شكلت قبرص ملاذاً آمناً للبنانيين”، مضيفاً “إنها قريبة وتتمتع بالأمن والاستقرار (…). يشعرون فيها بأنهم في بلدهم الثاني”.

قد يهمك ايضا

الأمم المتحدة تتطلّع للعمل مع الحكومة والجيش في لبنان لتنفيذ القرار 1701

تعرف على سعر الدرهم المغربي مقابل الليرة اللبنانية الأحد

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنانيون يجتاحون جزيرة قبرص هرباً من جحيم الأزمة في بلادهم لبنانيون يجتاحون جزيرة قبرص هرباً من جحيم الأزمة في بلادهم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 19:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
المغرب اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib