تشير أصابع الاتهام في نشر "ملف ترامب القذر" الذي يحتوي على أدلة تورط دونالد ترامب في علاقات جنسية شاذة، وكذلك علاقاته مع روسيا، إلى أعدائه في الطرفين الجمهوري والديمقراطي. في حين لم يتم التعرف على الشخص الذي كلف الجاسوس البريطاني السابق بوضع "ملف ترامب القذر".
ولكن يتردد أن الاتهامات الغريبة الواردة في الوثيقة فاقدة المصداقية، قد تم تجميعها من مذكرات كتبها كريستوفر ستيل - أخصائي روسيا أرسلت إلى موسكو في 1990. والعميل السابق، الذي خدم في جهاز الاستخبارات البريطاني" MI6 " لعقدين من الزمن في العاصمة الروسية، يحظى باحترام بالفعل في دوائر الاستخبارات الأميركية، باعتباره الرجل الذي زود مكتب التحقيقات الاتحادي بمعلومات عن الفساد في الفيفا، الهيئة الحاكمة لكرة القدم الدولي.
وظهر البريطاني البالغ من العمر 52 عامًا، والذي كان رئيس اتحاد كامبريدج، مجتمع نقاشي، في عام 1986، أمام الرأي العام بعد نشره ملفًا يقال أنه شمل ادعاءات بتورط ترامب في نشاط جنسي منحط في موسكو. وأخذت الوثيقة طرقًا ملتويًا من أول التكليف بإجرائها حتى الظهور إلى الجمهور هذا الأسبوع، ومرت الوثائق في يد عدد لا يحصى قبل الظهور على الأنترنت.
وشنّ ترامب هجومًا حادًا الليلة الماضية، على وكالات الاستخبارات لتسريب الوثيقة، ولكن يبقى السؤال من هو الذي أمر بإعلان هذه الوثائق إلى الجمهور؟ تردد الشكوك حول الكثيرين نستعرض فيما يلى بعضا منهم.
منافسيه الجمهوريين
تتردد مزاعم بأنه تم الاستعانة بشركة لندنالسيد ستيل أوربيس للأعمال الاستخباراتية المحدودة، في وقت ما في عام 2015 أو 2016 لمساعدة منافسي ترامب الجمهوريين، في التحقيق من صلاته مع روسيا. وجاء ذلك وسط معركة مريرة بين منافسيه الجمهوريين، قبل إعلانه كمرشح للحزب بالترشح لمنصب الرئيس.
ووفقا لكتابة مراسل "بي بي سي" في واشنطن بول وود، في "The Spectator"، وهي شركة أبحاث تعمل في واشنطن، كلف بالقيام بالتقرير خلال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
ووظف السيد ستيل في البداية من قبل شركة "FusionGPS"، وهي شركة أبحاث سياسية مقرها واشنطن العاصمة، للتحقيق في مسيرة ترامب لصالح جمهوريين مجهولين، يريدون وقف محاولة ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن ستيل وظف في البداية من قبل جيب بوش، واحدة من 16 المعارضين لترامب في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري 2016.
منافسيه الديمقراطيين
عندما فاز ترامب بالترشيح عن الحزب الجمهوري، أعلنت تقارير بتجنيد السيد ستيل للقيام بنفس المهمة، من قبل أنصار مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
وقال وود إن نفس شركة الأبحاث المعارضة، كانت أول كليف بالكشف عن الملف الذي موله "مؤيد مجهول للحزب الديمقراطي". ومرة أخرى، لم يتم الكشف عن هوية الشخص أو الأشخاص الذين طلبوا من شركة السيد ستيل القيام بهذه المهمة.
مكتب التحقيقات الفيدرالي
يحظى السيد ستيل بالاحترام داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية، بعد تزويد مكتب التحقيقات الاتحادي بمعلومات عن الفساد في كرة القدم، الفيفا الدولية، وأضاف عمله على الفساد في كرة القدم الدولية مصداقية على تقاريره عن علاقات ترامب المتشابكة في روسيا.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، أنه تم تسليم الملف في 9 ديسمبر/كانون الأول. وكان يعتقد أن الوكالة أيضا مشاركة في وضع الملف قبل ظهور ترامب في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي – وذلك قبل أيام من حديث وسائل الإعلام، وتسريب محتويات غريبة وسط تقارير كانت قد سربت من داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وكجزء من نفي ترامب الشرس للاتهامات نشر تغريدة بالأمس قال فيها "لا ينبغي أبدا لوكالات الاستخبارات إن تسمح بتسريب الأخبار الكاذبة إلى الجمهور. وأخر ما أقول، نحن نعيش في ألمانيا النازية؟ وقد جاء التكليف بنشر الملف بطرق ملتوية، ليتم الإعلان عنه إلى الرأي العام من خلال العديد من الأشخاص.
كريستوفر ستيل
وبعد تسليم أدلته، قال ستيل إنه أصبح خائف جدا من خطورة أنه مرر الملف إلى زميل سابق في مكتب التحقيقات الاتحادي يعمل الآن في روما، ويعتقد أيضا أن نبه رؤسائه القدامى في المخابرات البريطانية، ولكنهم شعروا أن الأمر يرجع إلى رد الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر