سافرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إلى مقدونيا، امس الخميس، حيث قضت صباح امس في اجتماع مع زعماء الاتحاد الأوروبي في بلغاريا، إذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعد وصولها مباشرة إلى صوفيا.
اجتماع أوروبي لتوسيع عدد الدول الأعضاء في الاتحاد
واجتمع القادة الأوروبيون لمناقشة التوسع الإضافي للاتحاد الأوروبي في غرب البلقان، كما ناقشوا أزمة الصفقة النووية الإيرانية والأمن الدولي، بجانب عقد السيدة ماي نقاشًا لمدة 30 دقيقة مع الأيرلندي تاوسايتش ليو فارادكار، لمناقشة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووصفت المصادر الأيرلندية الاجتماع بأنه مفيد وصريح، وحذر فارادكار الوزيرة ماي من أن المملكة المتحدة معرضة لخطر الانهيار من الاتحاد الأوروبي حال الخروج من دون صفقة تجارية في مارس/ آذار 2019، وكذلك إذا فشلت في التوصل إلى حل لمشكلة الحدود الايرلندية في غضون أسبوعين.
ماي تغادر إلى مقدونيا بعد الاجتماع
وغادرت ماي قمة الاتحاد الأوروبي وسافرت إلى سكوبي حيث تجري محادثات مع رئيس الوزراء المقدوني، زوران زاييف، مؤكدة أن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الجمركي بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2020، خلال حديثها في مؤتمر صحافي في سكوبي، حيث قالت "إن البلاد ستعمل على تطبيق سياستها التجارية المستقلة"، وأضافت أنها تعمل على تقديم مقترحات لتهدئة الحكومة الأيرلندية لتجنب الحدود الصعبة بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا.
وقال السياسي الأيرلندي خلال اجتماع سابق في صوفيا "إن أمام المملكة المتحدة أسبوعين لتسليم مقترحها الحدودي أو تخطي خطر الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة".
وأصبحت تيريزا ماي أول رئيس وزراء بريطاني يزور مقدونيا منذ 20 عامًا، وذلك عند وصولها إلى سكوبي بعد ظهر اليوم، وتوجهت السيدة ماي إلى العاصمة المقدونية في أعقاب اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي في بلغاريا.
وتعد مقدونيا هي واحدة من دول غرب البلقان التي تسعى للانضمام إلى نادي بروكسل، واستقبلها نظيرها المقدوني زوران زاييف، في مبان حكومية خارجية، بعدما حضر أيضًا قمة صوفيا.
ماكرون يحذر من التوسع من دون إصلاح
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "إنه يجب على الاتحاد الأوروبي الإصلاح قبل التوسع في غرب البلقان، وفي حديثه في صوفيا بعد قمة كبرى، قال "لقد أظهرت السنوات الخمس عشرة الأخيرة مسارًا أضعف لأوروبا من خلال التفكير طوال الوقت بضرورة التوسع".
وأضاف رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل "يجب إصلاح أوروبا بعمق لكي تعمل بشكل أفضل، وأن تكون أكثر كفاءة، وفي الوقت نفسه يتعين على دول البلقان إصلاح طرق عملها، حيث مزيد من الاستقرار والمزيد من الأمن والمزيد من الاحترام لسيادة القانون".
ورحب الاتحاد الأوروبي بـ10 دول معظمها من أوروبا الشرقية في عام 2004، ثم بلغاريا ورومانيا بعد ثلاث سنوات، وكانت كرواتيا آخر دولة تنضم إليه في عام 2013.
مناقشة الأزمة الإيرانية في القمة
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر "إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ يوم الجمعة خطوات لمنع تأثير العقوبات الأميركية على إيران في الكتلة، في إطار الجهود الرامية إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع طهران، وأضاف "سنبدأ عملية حظر النظام الأساسي ، التي تهدف إلى تحييد الآثار الخارجية للجزاءات الأميركية في الاتحاد الأوروبي، ويجب أن نفعلها وسنفعلها صباح الغد في الساعة 10:30".
وتعهد دونالد تاسك، بحماية الشركات الأوروبية التي ستتضرر في الحرب التجارية المحتملة بين أوروبا والولايات المتحدة، بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالتخلي عن الاتفاق النووي الإيراني.
وستدافع المفوضية الأوروبية عن مصالح الشركات التي تتعامل مع طهران إذا ما تضررت من العقوبات الأميركية، ووفي حديثه عقب قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلغارية صوفيا، قال تاسك"بشأن الاتفاق النووي الإيراني، اتفقنا بالإجماع على أن الاتحاد الأوروبي سيبقى في الاتفاق طالما ظلت إيران ملتزمة تمامًا بهذا الاتفاق، وبالإضافة إلى ذلك، أعطيت اللجنة الضوء الأخضر لتكون جاهزة للعمل كلما تأثرت المصالح الأوروبية."
وقال جان كلود جونكر "إن المفوضية الأوروبية مستعدة إلى فتح محادثات تحرير التجارة مع الولايات المتحدة إذا أعطى ترامب إعفاءات دائمة للدول الأعضاء من تعريفة الألمنيوم والصلب".
سائقي شاحنات بلغاريا يحتجون أثناء القمة
وأغلق مئات من سائقي الشاحنات الطرق في أنحاء بلغاريا يوم الخميس في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء الاتحاد الأوروبي في صوفيا حيث كانوا يحتجون على قواعد الاتحاد الأوروبي المقترحة التي يقولون إنها ستكلفهم وظائفهم وتوقف شركاتهم عن العمل.
ووصف أصحاب شركات النقل هذه المبادرة، المعروفة باسم حزمة التنقل، كإجراء حمائي يهدف إلى مساعدة الشركات المنافسة في أوروبا الغربية، وقالت رابطة النقل البلغارية إن حوالي 120 ألف سائق من البلاد سيفقدون وظائفهم بموجب التغييرات المقترحة في القواعد.
وتعتبر الشاحنات القادمة من بلغاريا وغيرها من بلدان أوروبا الشرقية ذات الأجور المنخفضة من المشاهد الشائعة على طرق أوروبا الغربية، حيث تتنافس مع الشركات المحلية التي تدفع سائقيها أجوراً أعلى بكثير، وتحت الحزمة المدعومة من قبل فرنسا وألمانيا وغيرها من الدول ذات الأجور الأعلى، سيتلقى سائقو الشاحنات من أوروبا الشرقية نفس المبلغ مقابل العمل في الخارج كتلك التي تستخدمها شركات النقل الأوروبية الغربية.
ولطالما كانت هذه الصفقة موضوع مفاوضات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ولم يتم طرحها بعد أمام البرلمان الأوروبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر