أطلقت السلطات البريطانية صراح الداعية المتطرف أنجم شودري، بعد أن قضى نصف مُدة عقوبته بالسجن 5 أعوام ونصف العام لدعوته إلى دعم تنظيم "داعش" بعدما بايع زعيمه.
ظهر الداعية الذي يحض على الكراهية، وهو يخرج من سجن "بيلمارش" الشديد الحراسة في شمال لندن، بعدما تقرر عدم السماح له بالعودة إلى مسكنه الاعتيادي لمنع أنصاره من التواصل معه، ويخضع شودري لنظام رقابة صارم، ومن المقرر أن يظل تحت الحراسة في بيت شباب يعود إلى مدرسة خاصة تبلغ تكلفتها 15 ألف جنيه إسترليني إذ تراقبه الشرطة في عملية أمنية تبلغ تكلفتها مليوني جنيه إسترليني سنويا.
خرج رجل الدين المتطرف من سجن بيلمارش، الجمعة، في الساعة الرابعة صباحا، في شاحنة سوداء، وأعقبتها قافلة من السيارات التي لا تحمل علامات تشير إلى الشرطة، متجهة إلى مكان مجهول.
ولا شك أن شودري، الذي يعدّ من أكثر المتطرفين خطورة في بريطانيا، ظهر بلحية طويلة وكان يرتدي بدلة رياضية ماركة أديداس باللون الأزرق والأبيض، وفي محاولة لمنعه من تطرف جيل جديد من المتطرّفين الجهاديين المحليين، سيخضع الداعية المتشدد لشروط رقابة صارمة، بينها ارتداء سوار إلكتروني لتحديد مكان وجوده طيلة الوقت، ومنعه من استخدام الإنترنت إلا بإذن مسبق، وتحديد المساجد التي يمكنه ارتيادها، إضافة إلى إخضاعه لحظر سفر وحظر تجول ليلا وقيود أخرى على تحركاته.
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى أن شودري سيمكث في إحدى الشقق في مبنى مؤلف من خمسة طوابق يقع بين مدرسة ابتدائية ومكاتب ومنازل سكنية، والذي أثار غضب العديد من السكان المحليين هناك.
ووصف مصدر في وزارة العدل المنزل بأنه واحد من البيوت في منتصف الطريق بين السجن ووسط لندن، بينما تعيش زوجة شودري وأطفالهما على بعد نحو 10 كم من بيت الشباب ولم تكن في منزلها هذا الصباح وقال الجيران إنها غادرت الساعة الثامنة صباحا، ومثل غيره من المجرمين المفرج عنهم حديثا، سيكون عليه أن يلتزم بحظر التجول الصارم.
وقال أحد المقيمين في بيت الشباب إن شودري سوف يقضي يومه الأول في إحاطة من الموظفين الذين سيشرحون قواعد السكن والالتزام بها، وسيعرض على الداعية اختيار تناول وجباته في منطقة مشتركة أو في غرفته الخاصة.
وبررت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الإفراج عن الداعية المتشدد بتأكيدها أن السلطات مستعدة لمراقبته ومنعه من التواصل مع أنصار محتملين أو مع مشبوهين بالإرهاب.
ومكّنت إضافة اسم شودري إلى قائمة عقوبات الأمم المتحدة، الحكومة من تجميد أصوله ومنعه من السفر، وأتى ذلك بعدما أدانته محكمة الجنايات المركزية المعروفة بـ"أولد بايلي" صيف 2016، بتهم حض الآخرين على الالتحاق بداعش وإضفاء شرعية على مزاعم "الخلافة" التي أطلقها زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، والتحريض على هجمات متطرفة.
وسلّط الضوء على نشاطات شودري منذ مشاركته الداعية المتشدد عمر بكري المسجون حاليا في لبنان في تأسيس جماعة "المهاجرون" على الأراضي البريطانية في العام 2003، وهي الجماعة التي انتمى إليها خورام شاه زاد بات (27 عاما)، أحد منفذي الهجوم في منطقة لندن بريدج، الذي أسفر عن سقوط 7 قتلى. وبين أتباع شودري أيضا، الأفريقيان مايكل أديبولاجو ومايكل أديبوالي، اللذان ذبحا الجندي لي ريغبي خارج ثكنته جنوبي لندن عام 2013.
ويعمد الداعية المتشدد إلى بث خطابات عبر موقع "يوتيوب" يدعو فيها الشباب المسلم البريطاني إلى دعم "داعش"، وهو اكتسب شهرة بين المتشددين في نهاية التسعينات حين كان يتردد على مسجد في منطقة ووليتش، حيث كان يخطب الداعية البريطاني من أصول سورية عمر بكري.
وسعى شودري وبكري من خلال جماعة "المهاجرون" إلى تنظيم حملات دعائية لتطبيق الشريعة، وحظرت السلطات البريطانية نشاط المنظمة عام 2010، بعد بداية تطبيق تعديلات في قانون مكافحة الإرهاب يحظر المنظمات التي تمجّد الأعمال المتطرفة.
وولد شودري، وهو مهاجر من أصول باكستانية عام 1967، في بريطانيا، وحاول درس الطب في جامعة ساوثهامبتون، لكنه رسب في السنة الأولى، فتحول إلى كلية القانون.
وقوبل إطلاق سراح شودري بانتقادات من جانب معلقين سياسيين رأوا أن قضيته تسلط الضوء على المشكلات التي تواجه مكافحة الإرهاب؛ إذ يسجن مدانون بالإرهاب لفترات قصيرة يخرجون بعدها لاستئناف نشاطهم، ويشير معارضو إطلاق تشودري إلى أنه كان قبل سجنه على علاقة بمدبري مخططات متطرفة، إضافة إلى صلته بمئات المتطرفين البريطانيين الذين التحقوا بـ"داعش" في سورية والعراق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر