أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن حل الأزمة في سورية ينبغي أن يكون عبر مسارين متوازيين، يتمثل الأول في محاربة الإرهابيين، وهذا واجبنا كحكومة أن ندافع عن السوريين ونستخدم كل وسيلة ممكنة لدحر الإرهابيين الذين يقتلون ويدمرون في سورية، والمسار الثاني يتمثل في إجراء الحوار، وله العديد من الأوجه المختلفة فهناك الجانب السياسي الذي يرتبط بمستقبل سورية وطبيعة ونوع النظام السياسي، الذي نحتاجه بصرف النظر عن شكل هذا النظام فذلك يعتمد على ما يقرره السوريون عبر الاستفتاء حول ما يريدونه، إضافة إلى محاولة دفع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بالإرهابيين أو الذين ارتكبوا أفعالًا إرهابية للعودة إلى حياتهم الطبيعية، والتخلي عن أسلحتهم مقابل العفو الذي قدمته الحكومة.
وأضاف الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية، السبت، "في الواقع إذا أردت أن تتحدث عن الحل السياسي الحقيقي منذ بداية الأزمة ومنذ بداية الحرب على سورية حتى هذه اللحظة، فإن الحل الوحيد تمثل في تلك المصالحات بين الحكومة ومختلف المسلحين في سورية الذين انضم العديد منهم إلى الحكومة وهم يقاتلون معها الآن والبعض الآخر سلم أسلحته وعاد إلى حياته الطبيعية". وأكد الرئيس الأسد أن أي قوات أجنبية تدخل سورية دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا، تعتبر قوات غازية سواء كانت أميركية أو تركية أو أي قوات أخرى.
وتحدث الرئيس الأسد عن من يكون ممثله في محادثات جنيف، "هناك مجموعات مختلفة، وهناك أشخاص وطنيون لكنهم لا يمثلون أحدًا بل يمثلون أنفسهم وحسب، هناك آخرون يمثلون الإرهابيين، وهناك إرهابيون يجلسون إلى الطاولة، وآخرون يمثلون أجندة دول أجنبية مثل السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا، وربما الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الاجتماع لم يكن متجانسًا، وإذا أردت لذلك الاجتماع أن يكون مثمرًا، بالعودة إلى النقطة الأولى التي ذكرتها، ينبغي أن تكون المفاوضات سورية_ سورية، رغم ذلك ذهبنا إلى ذلك الاجتماع لأننا نعتقد أن أي نوع من الحوار يمكن أن يشكل خطوة جيدة نحو إيجاد الحل لأنه حتى أولئك الأشخاص الإرهابيون أو الذين ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية أو دول أخرى يمكن أن يغيروا آراءهم ويعودوا إلى طبيعتهم من خلال رجوعهم إلى كونهم سوريين حقيقيين والابتعاد عن الإرهاب وعن أن يكونوا عملاء لمجموعات أخرى ، لهذا أقول إننا لم نتوقع أن ينتج جنيف شيئا ، لكنه خطوة على طريق ستكون طويلة ، وقد تكون هناك جولات أخرى سواء في جنيف أو في أستانا".
وأضاف "لم نكن نحن من صاغ هذه آلية الحوار في المفاوضات، بل تمت صياغتها من قبل دي ميستورا والأمم المتحدة وبنفوذ من الدول، التي أرادت استخدام تلك المفاوضات للضغط على سورية وليس للتوصل إلى حل، كما قلت ، فإن كل شخص يمثل أجندة مختلفة، وفود المعارضة لم تكن وفدا واحدا، كانت هناك وفود مختلفة للمعارضة، وبالتالي إذا كنت كحكومة سأتفاوض مع أحد ما، من سيكون ذاك المفاوض ؟ أي واحد منهم ؟ من يمثل ؟ هذا هو سؤالنا، وبالتالي فأنت محق، هذه المرة لم يكن هناك مفاوضات في جنيف، وهذا أحد أسباب عدم توصلها إلى شيء، الأمر الوحيد الذي ناقشناه في جنيف كان جدول الأعمال، العناوين، ما سنناقشه لاحقا، هذا كل ما هناك".
وأوضح الرئيس الأسد، الطريقة الممكنة لإجراء المفاوضات، قائلًا "أنت محق مرة أخرى، كلما كان هناك تأخير ازدادت الأضرار والدمار والقتل وإراقة الدماء في سورية، لهذا نحن حريصون جدا على التوصل إلى حل، لكن كيف وبأي طريقة ؟ ينبغي أن يكون هناك مساران متوازيان، يتمثل الأول في محاربة الإرهابيين، وهذا واجبنا كحكومة، أن ندافع عن السوريين ونستخدم كل وسيلة ممكنة من أجل دحر الإرهابيين الذين يقتلون ويدمرون في سورية، والمسار الثاني يتمثل في إجراء الحوار، ولهذا الحوار العديد من الأوجه المختلفة، هناك الجانب السياسي الذي يرتبط بمستقبل سورية وطبيعة ونوع النظام السياسي الذي نحتاجه بصرف النظر عن شكل هذا النظام، فذلك يعتمد على ما يقرره السوريون عبر الاستفتاء حول ما يريدونه، الجانب الثاني يتمثل في محاولة دفع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بالإرهابيين أو الذين ارتكبوا أفعالا إرهابية للعودة إلى حياتهم الطبيعية، والتخلي عن أسلحتهم مقابل العفو الذي قدمته الحكومة، ونحن نتحرك في هذا الاتجاه منذ ثلاثة أعوام، ونجح بشكل جيد جدا، في الواقع إذا أردت أن تتحدث عن الحل السياسي الحقيقي منذ بداية الأزمة، ومنذ بداية الحرب على سورية، حتى هذه اللحظة، فإن الحل الوحيد تمثل في تلك المصالحات بين الحكومة ومختلف المسلحين في سورية الذين انضم العديد منهم إلى الحكومة وهم يقاتلون معها الآن، والبعض الآخر سلم أسلحته وعاد إلى حياته الطبيعية".
وتابع "عندما تعلق آمالك على بلد أجنبي بصرف النظر عن أي بلد هو فإن هذا يعني أنك لست وطنيا، وهذا مثبت لأنهم ينبغي أن يعتمدوا على دعم الشعب السوري وليس على أي حكومة أو إدارة أخرى، فيما يتعلق بإدارة ترامب خلال حملته وحتى بعد الحملة فإن الخطاب الرئيسي للإدارة وللرئيس نفسه كان حول أولوية إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش"، وقد قلت منذ البداية، إن هذه مقاربة واعدة حيال ما يحدث في سورية والعراق باعتبارنا نعيش في المنطقة ذاتها ونواجه العدو ذاته، لم نر شيئا ملموسا بعد فيما يتعلق بهذا الخطاب لأننا نرى الآن أنواعا مختلفة من الهجمات، هجمات وغارات عسكرية ضد "داعش"، لكنها تقتصر على مناطق صغيرة ، لا يمكن محاربة الإرهاب بشكل مجزأ بل ينبغي أن يكون ذلك شاملا ، ولا يمكن أن يكون جزئيا أو مؤقتا ، لا يمكن أن يقتصر الأمر على الغارات الجوية بل يجب أن يكون بالتعاون مع القوات على الأرض ، لهذا السبب نجح الروس مذ بدؤوا دعمهم للجيش السوري في جعل "داعش" يتقلص ولا يتمدد كما كان يفعل من قبل ، وبالتالي فإننا نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأميركية بتنفيذ ما سمعناه مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحديث عن الإرهاب ككل لا يقتصر على "داعش"، لأن التنظيم هو أحد منتجات الإرهاب، و "النصرة" منتج آخر ، وهناك العديد من الجماعات في سورية ، ليست "داعش" لكنها من "القاعدة"، ولديها الخلفية الأيديولوجية الوهابية المتطرفة نفسها".
وواصل الرئيس الأسد، حديثه قائلًا "نظريًا هناك احتمالية التعاون بين سورية والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب، ولكن عمليا، ليس بعد لأنه ليس هناك أي صلة بين سورية والولايات المتحدة على المستوى الرسمي ، حتى غاراتهم ضد "داعش"، التي ذكرتها قبل قليل والتي كانت بضع غارات فحسب جرت دون تعاون أو تشاور مع الجيش السوري أو الحكومة السورية، وهذا غير قانوني كما نقول دائما ، إذا نحن نتشاطر هذه الأهداف نظريا، لكن عمليا ليس بعد". وأضاف "لا يوجد اتصالات مباشرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبالنسبة للاتصالات غير المباشرة، هناك العديد من القنوات لكن لا يمكنك المراهنة على القنوات الخاصة، ينبغي أن يكون ذلك رسميا، عندها يمكنك التحدث عن علاقة حقيقية مع حكومة أخرى، وإذا أردت أن ترتبط اجتماع تركيا وروسيا والولايات المتحدة بـ "داعش"، فإنه لن يكون موضوعيًا لأن هناك طرفا على الأقل هو تركيا يدعم التنظيم حتى الآن، فأردوغان الرئيس التركي عضو في "الإخوان المسلمين"، إنه مرتبط أيديولوجيا بـ "داعش" و "النصرة" ومتعاطف معهما، والجميع يعرف هذا في منطقتنا ، كما أنه ساعدهما إما عبر تقديم الأسلحة أو لوجستيا أو من خلال تصدير النفط، بالنسبة للطرف الآخر وهو الولايات المتحدة، على الأقل خلال إدارة أوباما، فإنه تعامل مع "داعش" من خلال التغاضي عن تهريبه للنفط السوري إلى تركيا، وبتلك الطريقة يستطيع "داعش"، الحصول على المال من أجل تجنيد الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم ، ولم يفعلوا شيئا سوى القيام بعمليات تجميلية ضد "داعش"، الطرف الجدي الوحيد في ذلك الصدد هو روسيا التي تقوم فعليا بمهاجمة "داعش" بالتعاون معنا".
واستطرد "أي قوات أجنبية تدخل سورية دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية ، سواء كانت أميركية أو تركية أو أي قوات أخرى ، ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيدا ، ما الذي سيفعلونه ؟ هل سيحاربون "داعش"؟ لقد خسر الأميركيون تقريبا في كل حرب، خسروا في العراق وأجبروا على الانسحاب في النهاية، حتى في الصومال خسروا ، إضافة إلى فيتنام في الماضي وأفغانستان البلد المجاور لكم، لم ينجحوا في أي مكان أرسلوا إليه قواتهم ، إنهم يخلقون الفوضى وحسب، إنهم جيدون جدا في خلق المشاكل وإحداث الدمار ، لكنهم سيئون جدا في إيجاد الحلول".
وتتطرق بالحديث إلى استخدام روسيا والصين لحق الفيتو على عقوبات جديدة للأمم المتحدة حول سورية، قائلًا " لنكن واضحين جدا حيال موقفهما الذي لا يتمثل في دعم الحكومة السورية أو الرئيس السوري ، أقول هذا لأنهم يحاولون في الغرب تصوير المسألة على أنها مشكلة شخصية ، وأن روسيا والصين وإيران وبلدانا أخرى تدعم ذلك الشخص كرئيس ، هذا غير صحيح ، الصين عضو في مجلس الأمن وهي ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة ، وباستخدامها ذلك الفيتو فإن الصين كانت تدافع أولا وقبل كل شيء عن الميثاق ، لأن الأمم المتحدة أنشئت من أجل استعادة الاستقرار في سائر أنحاء العالم ، في الواقع فإن الدول الغربية وخصوصا تلك التي تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن تحاول استخدام الأمم المتحدة ومجلس الأمن كأداة لتغيير الأنظمة أو الحكومات ولتنفيذ أجندتها وليس لاستعادة الاستقرار ، بل إنها تستخدمها في الواقع لإحداث مزيد من عدم الاستقرار حول العالم ، الجانب الثاني هو أن الصين أعادت التوازن إلى العالم من خلال إقامة نوع من التوازن السياسي داخل الأمم المتحدة بالتعاون مع روسيا ، وهو أمر في غاية الأهمية للعالم بأسره ، بالطبع فإن سورية كانت العنوان الرئيسي وهذا جيد بالنسبة لسورية ، لكن مرة أخرى فإن ذلك جيد لباقي أنحاء العالم ، ثالثا ، الدول التي أرادت استخدام ميثاق الأمم المتحدة لمصالحها الذاتية هي تلك الدول نفسها التي تدخلت أو حاولت التدخل في بلدكم في أواخر التسعينيات ، واستخدمت عناوين مختلفة مثل حقوق الإنسان وما إلى ذلك ، وأنتم تعرفون ذلك ، ولو أتيحت لهم الفرصة لكانوا غيروا كل حكومة في العالم سواء كانت حكومة بلد كبير أو صغير ، فقط عندما تحاول تلك الحكومة أن تكون مستقلة قليلا ، وبالتالي فإن الصين كانت تحمي المصالح الصينية والمصالح السورية ومصالح العالم وخصوصا البلدان الصغيرة أو الضعيفة".
وأردف الرئيس الأسد "في الواقع إذا تحدثت عما كان الإرهابيون يفعلونه على مدى الأعوام الستة الماضية فإنهم كانوا يدمرون كل شيء يتعلق بالبنية التحتية، رغم ذلك فإن الحكومة السورية لا تزال فعالة على الأقل عبر تقديم الحد الأدنى من الاحتياجات للشعب السوري ، لكنهم كانوا يدمرون كل شيء في كل قطاع دون استثناء ، إضافة إلى ذلك فإن الحصار الغربي على سورية منعها حتى من الحصول على الاحتياجات الأساسية لمعيشة أي مواطن في سورية، ولذلك عندما تسأل في أي قطاع ؟ أقول في كل القطاعات ، أعني أن بوسع الصين أن تكون في كل القطاعات دون استثناء ، لأن الأضرار لحقت بها كلها ، لكن إذا تحدثنا عن المرحلة الراهنة قبل أن تبدأ عملية إعادة البناء الشاملة فإن الصين تشارك الآن مباشرة في بناء العديد من المشاريع وخصوصا المشاريع الصناعية في سورية ، هناك العديد من الخبراء الصينيين الذين يعملون الآن في سورية في مختلف المجالات من أجل وضع الأسس لهذه المشاريع ، لكن بالطبع عندما يكون هناك درجة أكبر من الاستقرار فإن الأمر الأكثر أهمية سيكون بناء الضواحي المدمرة ، هذا هو الجزء الأكثر أهمية في عملية إعادة الإعمار ، الجزء الثاني هو البنية التحتية ، نظام الصرف الصحي والكهرباء وحقول النفط وكل شيء دون استثناء ، الجزء الثالث سيكون المشاريع الصناعية التي يمكن أن تكون في القطاع الخاص أو القطاع العام في سورية".
وأضاف "عندما تتحدث عن متطرفين أو إرهابيين لا يهم من أي جنسية هم، لأنهم لا يعترفون بالحدود ولا ينتمون إلى بلد، الفرق الوحيد بين جنسية وأخرى هو أن أولئك الذين أتوا من بلدكم على سبيل المثال يعرفون بلدكم أكثر من الآخرين، وبالتالي يمكنهم إلحاق ضرر أكبر في بلدكم أكثر من الآخرين، وينطبق الأمر ذاته على الإرهابيين السوريين والروس وغيرهم ، أما من حيث التدابير فإن كل إرهابي ينبغي هزيمته والقضاء عليه ما لم يغير موقفه ويعود إلى حياته الطبيعية، ثانيا، ولأنك تتحدث عن جنسيات مختلفة بلغت أكثر من ثمانين جنسية ينبغي أن يكون هناك تعاون مع الحكومات الأخرى وخصوصا في مجال الاستخبارات، وهذا ما يحدث على سبيل المثال مع المخابرات الصينية، فيما يتعلق بالإرهابيين الإيغور الذين يأتون من الصين عبر تركيا، للأسف، فإن الوسيلة الوحيدة التي لا نمتلكها الآن والتي لا نسيطر عليها هي حدودنا مع تركيا ، لأن الإيغور بشكل خاص أتوا من تركيا ، الآخرون يأتون ربما من العراق والأردن ولبنان ومن البحر ربما ، والأغلبية تأتي من تركيا ، لكن الإرهابيين الإيغور يأتون بشكل رئيسي من تركيا ، لماذا ؟ لا أعرف السبب ، لكنهم يتمتعون بدعم الحكومة التركية ، وقد تم تجميعهم في مجموعة واحدة وإرسالهم إلى الجزء الشمالي من سورية ، إذا المهمة الآن هي مهاجمتهم أينما وجدوا ، بالطبع فإنك لا تستطيع تمييزهم أحيانا ، حيث أنهم يختلطون مع بعضهم بعضا ، لكنهم يعملون في بعض الأحيان كمجموعات منفصلة عن الجنسيات الأخرى ، وهذا نوع حاسم جدا من التعاون بين الاستخبارات السورية والصينية ، وقد اتخذنا العديد من الخطوات الجيدة في هذا الصدد".
واتجه بالحديث إلى حصول فيلم "الخوذ البيضاء" على جائزة الأوسكار، عن أفضل فيلم وثائقي قصير، وعن وجود شائعات تؤكد أن حقيقة الفيلم ليست كما قدمتها شركة "نت فليكس" المنتجة، قائلًا "أولاً ، علينا أن نهنئ "النصرة" على حصولها على أول أوسكار، هذا حدث غير مسبوق في الغرب، وهو أن يتم منح "القاعدة" جائزة أوسكار، أمر لا يصدق، وهذا دليل آخر على أن جوائز الأوسكار، ونوبل، وكل هذه الجوائز عبارة عن شهادات مسيسة، هكذا أستطيع أن أصفها، قصة "الخوذ البيضاء" بسيطة جدا، إنها عملية تجميل لـ "جبهة النصرة" في سورية، لمجرد تغيير وجهها القبيح بوجه أكثر إنسانية، هذا كل ما هنالك، وهناك العديد من مقاطع الفيديو والصور على الإنترنت نشرتها "الخوذ البيضاء" تدينها كمجموعة إرهابية ، حيث تستطيع أن ترى الشخص نفسه يرتدي الخوذة البيضاء ويحتفل فوق جثث الجنود السوريين ، لأولئك الإرهابيين منحت جائزة الأوسكار ، وبالتالي فإن هذه الرواية كان هدفها محاولة منع الجيش السوري خلال عملية تحرير حلب من الضغط والهجوم لتحرير الأحياء داخل المدينة التي كان يحتلها أولئك الإرهابيون ، وللقول إن الجيش السوري والروس يهاجمون المدنيين والأبرياء والعاملين في الشأن الإنساني".
وتابع "لقد بتنا قريبين جدا من الرقة الآن، بالأمس وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جدا من مدينة الرقة ، والرقة هي معقل "داعش"، وبالتالي فإنها ستكون أولوية بالنسبة لنا، لكن هذا لا يعني أن المدن الأخرى لا تحظى بالأولوية، والعمليات يمكن أن تجري بالتوازي ، فتدمر تقع على طريق مدينة دير الزور في الجزء الشرقي من سورية والقريب من الحدود العراقية وتلك المناطق هي التي استخدمها "داعش" كممرات ومعابر للدعم اللوجستي بين العراق وسورية ، وبالتالي سواء هاجمنا المعقل أو هذا المعبر الذي يستخدمه "داعش"، فإن للهجوم النتيجة نفسها، وإذا افترضنا عدم وجود تدخل خارجي فإن الحرب ستستغرق بضعة أشهر، الأمر ليس معقدا داخليا، تعقيد هذه الحرب يتمثل في التدخل الأجنبي، هذه هي المشكلة، الآن، وفي وجه هذا التدخل فإن الشيء الجيد الذي كسبناه خلال الحرب هو وحدة المجتمع ، في البداية ، لم تكن رؤية العديد من السوريين واضحة حيال ما يحدث ، كثيرون صدقوا الدعاية الغربية حول الأحداث التي كانت تجري حينها ، وبأنها كانت ضد القمع ، إذا كان ما جرى هو ضد القمع لماذا لم يثر الناس في السعودية على سبيل المثال؟ وبالتالي فإن ما كسبناه الآن هو هذا ، وهو الأساس الأقوى لإنهاء هذه الحرب ، في كل سنة مرت كان لدينا الأمل بأن تكون آخر سنوات الحرب ، ولكن في النهاية ، هذه حرب ولا يمكنك أن تتوقع بالضبط ما الذي سيحدث".
وتطرق بالحديث عن كيفية تحقيق التوازن بين دوره كرئيس وكأب وكزوج، قائلًا "إذا كنت لا تستطيع النجاح في واجبك الصغير المتمثل في أسرتك فإنك لا تستطيع النجاح في واجبك الكبير أو الأكثر شمولا على مستوى بلد، وبالتالي فإن وجود قدر كبير من العمل لديك لا يبرر التخلي عن واجباتك ، هذا واجب ، ينبغي أن تكون واضحا جدا حيال ذلك ، ينبغي أن تنجز تلك الواجبات بطريقة جيدة جدا ، بالطبع يمكن لهذه الظروف أن تجبرك أحيانا على التقصير أو ألا تسمح لك بالقيام بكل ما ينبغي عليك فعله ، أعني ألا تقوم بواجباتك بشكل كامل".
ونفى الرئيس الأسد فكرة مغادرة البلد من أجل أسرته، قائلًا "وخصوصًا الآن بعد ستة أعوام، أعني أن المرحلة الأكثر صعوبة قد انقضت، وكانت في عامي " 2012 و2013 "، حتى في تلك المرحلة لم نفكر أبدا في هذا، فكيف أفكر به الآن ؟ لا ، لا ، هذا ليس خيارا ، عندما تشعر بأي نوع من التردد فإنك ستخسر، وخسارتك لن تكون فقط أمام أعدائك، بل ستخسر أنصارك أيضا ، هؤلاء المؤيدين، أعني الناس الذين تعمل معهم بمن في ذلك الجيش ومقاتلوه، سيشعرون إن لم تكن مصمما على الدفاع عن بلدك ، لم تراودنا هذه الفكرة أبدا ، لا أنا ولا أي فرد من أسرتي". وأضاف "كريم تعلم أساسيات اللغة الصينية قبل عامين على ما أعتقد، للأسف، فإن السيدة والسيد اللذين كانا يدرسانه غادرا البلاد لأنهما كانا موظفين في السفارة الصينية، عادا إلى الصين، لقد توقف الآن، لكني متأكد أنه عندما يكبر سيتابع، لديه الأساسيات الآن، ويمكنه تحسين لغته الصينية".
وأعلن أنه لم يجبره على تعلم اللغة، ولم يتوقع منه أن يفعل ذلك لأن اللغة الصينية لغة يصعب تعلمها بالنسبة للكثيرين في العالم، هو بادر وقال، أريد أن أتعلم اللغة الصينية، وحتى هذه اللحظة في الواقع لم أسأله لماذا ؟، بل أردته أن يشعر بأن لديه الخيار، لكن عندما يكبر سأسأله كيف خطر له أن يتعلم هذه اللغة الصعبة لكن المهمة، وتابع " اعتقد أنه خيار جيد، فإن الصين الآن هي قوة صاعدة ومهمة، أعني أن معظم بلدان العالم تربطها علاقات متنوعة مع الصين سواء في مجال العلوم أو السياسة أو الاقتصاد أو الأعمال، فالمرء بحاجة إلى الصين في كل مجال اليوم ، كما أن علاقاتنا ستتطور في المستقبل ، إنها جيدة ، لكنها ستتطور لأنه عندما يثبت بلد كالصين أنه صديق حقيقي ، صديق يمكن الاعتماد عليه ، فمن الطبيعي جدا أن تكون لنا معه علاقات أفضل على المستوى الشعبي وليس فقط على المستوى الرسمي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر