واشنطن - سليم كرم
ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابه الأول داخل القاعة الكبيرة في مقر الإتحاد الأفريقي والأخير في جولته التاريخية التي امتدت لأربعة أيام كللت بالنجاح وسط تصفيق حاد من نشطاء المجتمع المدني والصحافيين وموظفي الاتحاد الأفريقي والطلاب وممثلين عن الحكومة من 54 بلدًا والمستمعين لكلمته.
وتحدث الرئيس البالغ من العمر (53 عامًا و18 شهرًا) عن نهاية فترة ولايته التي سيفسح بعدها المجال لشخص آخر من أجل تولي قيادة البلاد، وأشار بأن القانون لابد وأن ينفذ ولا يوجد أحد فوق القانون حتى وإن كان الرئيس.
وجاء في خطابه الذي لاقى إعجاب مستمعيه: "إن بلادكم تحتاج إلى دماء وأفكار جديدة" مع إبدائه السخرية من المتمسكين بالسلطة رافضي التنحي.
وأشاد أوباما بالانتخابات الحرة والنزيهة التي عقدت في نيجيريا والتداول السلمي للسلطة، فضلًا عن المكاسب الملحوظة على صعيد التنمية والديمقراطية في كل من كينيا ونيجيريا.
وأضاف أن الديمقراطية لا تتمثل فقط في انتخابات رسمية، موضحًا أن الأمم لا يمكنها إدراك الوعد الكامل بالاستقرار حتى توفر الحماية الكاملة لحقوق شعبها والابتعاد عن قمع الحريات وإدراج الصحافيين في السجون بسبب عملهم أو تهديد النشطاء واتخاذ إجراءات صارمة بحق المجتمع المدني.
ورفض إدعاء المثالية ولكنه أشار إلى أن بلاده تساهم بالتمويل والدعم للقارة، فيما شنّ هجومًا حادًا على الصين التي لا تراعي توفير الحقوق لشعبها.
وتطرق في خطابه إلى الحديث عن رؤساء دول من بينها رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي، وكذلك تصرفات الرئيس بيير نكورونزيزا التي أثارت أزمة دستورية دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية، واستدل بمغادرة نيلسون مانديلا رئاسة جنوب أفريقيا في الوقت المناسب تجنبًا لمخاطر عدم الاستقرار والصراع.
وواصل حديثه مؤكدًا أنه في بعض الأحيان قد يرى الحاكم بأنه الشخص الوحيد الذي بإمكانه إدارة مقاليد الحكم وهو الأمر الذي قد يتسبب في حالة من عدم الاستقرار.
وعند الحديث عن نفسه ارتسمت على وجهه ابتسامة، وأوضح بأنه يريد الاستمتاع بالحياة بعد انتهاء فترة ولايته والتخلي عن التدابير الأمنية التي تلازمه دومًا، وأكد أنه يريد قضاء وقتًا أطول مع عائلته وعقد زيارات أكثر إلى أفريقيا التي ستكون أفضل في حال وجود دماء وأفكار جديدة.
وأبدت رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، سعادتها بالقضايا التي أثارها الرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى أنه لابد من وجود دستور يتفق عليه المواطنين ويحترمونه.
وأفادت مارغريت البالغة من العمر (44 عامًا) وهي موظفة تعمل في حكومة أوغندا أن رئيس البلاد لابد له وأن يبحث في أمر بقائه في السلطة ويتركهم من أجل أن يتقدموا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر