أثينا - سلوى عمر
شنّ عالم الاجتماع يورغن هابرماس، وهو واحد من الرموز الفكرية للإتحاد الأوروبي، هجومًا حادًا على المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، متهمًا إياها بالقضاء على جهود الأجيال السابقة الرامية إلى إعادة بناء سمعة البلاد فترة ما بعد الحرب، في أعقاب الموقف المتشدد الذي كانت تنتهجه في قضية الأزمة المالية التي تعاني منها اليونان.
وتحدث الفيلسوف لأول مرة عن خطة الإنقاذ التي تم الاتفاق عليها الاثنين لمساعدة الاقتصاد في اليونان، مبينًا أن المستشارة الألمانية كانت تبدو وكأنها تعاقب الحكومة اليسارية في اليونان التي يترأسها أليكسيس تسيبراس، موضحًا لصحيفة "الغارديان" أن تعامل آنجيلا ميركل مع الأزمة وتهديدها بخروج اليونان من منطقة اليورو خلال المفاوضات التي أجريت بشأن خطة الإنقاذ يهدر كثيرًا الحساسية السياسية التي كانت تتبعها الحكومات السابقة عبر نصف قرن من الزمان، ولأول مرة تمهد للهيمنة الألمانية على أوروبا.
ويرى هابرماس الذي يعد واحدًا من المثقفين الأوروبيين المعاصرين الأكثر تأثيرًا، أن خطة الإنقاذ التي انتهت إليها المفاوضات الدائرة بين اليونان ودول منطقة اليورو، لن تجدي نفعًا للاقتصاد بسبب المزيج السام من الإصلاحات الهيكلية اللازمة من الدولة والاقتصاد مع مزيد من الاملاءات الليبرالية الجديدة التي من شأنها أن تثبط سكان اليونان التي استنفدت تماما، وقتل بداخلها أي قوة دافعة نحو النمو، مضيفًا بأن الخصخصة ما هي إلا عقاب للحكومة اليسارية
وانتقد الفيلسوف الذي ولد في دوسلدورف والبالغ من العمر 86 عامًا،بشدة أسلوب قيادة ميركل في أوروبا عبر مؤلفاته، وفي عام 2013 اصطدم هابرماس في سلسلة من المقالات مع مفكر آخر ألماني يساري صاحب تأثير كبير أيضًا، وهو عالم الاجتماع وولفغانغ ستريك، وأوضح هابرماس لصحيفة " أنه تقبل الكثير من النقد حول نقاط أساسية تناولها ستريك.
وأضاف أنه لا يرى كيف يمكن العودة إلى الدول القومية التي يجب أن تدار كما تدار الشركات الكبرى في السوق العالمية، والتي يتنامى فيها عدم المساواة من الناحية الاجتماعية، وهو ذات الأمر الذي يرى بأنه يتبع في بريطانيا العظمى.
وأكد هابرماس أن أوروبا عالقة في فخ سياسي نتيجة مثل هذه الأزمات والنزاعات التي لابد وأن تقابلها سياسة مالية واقتصادية مشتركة، منوها على ضرورة الانتهاء من ذلك التوتر و التركيز على تجنب صراع مفتوح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر