لندن - سليم كرم
أكّد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن الفجوة مع روسيا بشأن الدور السياسي للرئيس السوري بشار الأسد مستقبلًا تقصلت أخيرًا، إلا أنه اعترف بفشله في إقناع بعض النواب بأن دعوته إلى قصف بريطانيا لسورية تقترن بخطة أوسع لإحلال السلام في البلاد.
وذكر كاميرون في حديثه في قمة "G20" جنوب تركيا، "يمكن القول إن بضع قنابل وصواريخ إضافية لن تساعد في تحويل الوضع الحالي، ولكن خطتنا تشير إلى ضرورة عملية الانتقال السياسي في سورية فضلا عن تدمير تنظيم (داعش) في سورية، وكان هؤلاء يبررون رأيهم بأهمية وجود خطط مستقبلية للم شمل البلد، وحجتي أن هذه الخطط صحيحة ولكنها تحتاج إلى التوضيح والتفسير بشكل أكثر".
وفشل كاميرون في إقناع بعض النواب بما في ذلك نواب حزبي "المحافظين" و"العمل" بأن لديه خطة سياسية لمستقبل سورية لما بعد تدمير "داعش" في شمال البلاد وترك الرئيس الأسد في موقعه، وتشير تصريحاته إلى أنه ليس لديه نية على المدى القصير للذهاب إلى البرلمان للحصول على الدعم للقيام بضربات جوية على نطاق أوسع.
وتحدث كاميرون بعد اجتماعه مع الرئيس الروسى بوتين على هامش القمة، وأوضحت مصادر حكومية أن الاجتماع الذى استمر لمدة ساعة يعتبر الأول بين الزعيمين منذ عام، وسيطرت الأوضاع السورية على الاجتماع وقيل إنه جرى إحراز تقدم بشأنه، ولفت كاميرون في مؤتمر صحافي إلى أنه حث بوتين على وقف قصف المجموعات المسلحة وأنه يمكن الوصول إلى تسوية مع الجانبين من أجل نظام مستقر في سورية ليحل محل الرئيس الأسد.
ومن المقرر أن يعقد كاميرون اجتماعات إضافية مع حلفاء بريطانيا في سورية على هامش القمة لمناقشة حالة عملية السلام، كما يلتقي كاميرون العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأضاف كاميرون "نعتقد أن قصف المجموعات المسلحة التي يمكن أن تلعب دورا في مستقبل سورية أمر خاطئ، ولقد أوضحت هذا للرئيس بوتين، وهناك إشارات للتركيز على داعش، والجميع يدرك أن هناك حاجة لتقديم تنازلات، وكانت هناك فجوة هائلة بين من يطالبون برحيل الأسد مثل بريطانيا ومن يستمرون في دعمه".
وتابع "الأمر لا يتمثل في فخر بريطاني أو عناد من قبل بريطانيا أو أميركا أو المملكة العربية السعودية، ولكن هذا من أجل الشعب السوري، فإذا قصفت شعبك ودمرته من الواضح أنه لن يقبلك زعيما، وهذه هي الفجوة التي كنا نعاني منها وتم تضييقها نوعا ما، وأتمنى أن نتمكن من سد الفجوة التي لا تزال موجودة لكنها تحتاج إلى تسوية من الجانبين".
وأردف كاميرون "قلت إن الأسد يجب أن يرحل على الفور وحان الوقت الاعتراف أن هناك فترة انتقالية، ولم يسبق لنا القول قط إن الجواب الصحيح هو استبعاد مقومات الدولة السورية، والمطلوب هنا هو خلق مستقبل لسورية بشكل مستقر يساعدها على العمل والمتابعة ويحتاج هذا إلى بعض القوى، ونحن في حاجة إلى إيجاد عناصر في الحكومة من المسيحيين والأكراد والعلويين بحيث تمثل هذه الحكومة سورية بأكملها، وهذه هى العملية التي نحتاج إلى خوضها".
وبيّن كاميرون "وصلنا إلى القمة الثامنة وحتى القمة العشرين ونحن نتحدث عن القضية ذاتها مرارًا وتكرارًا، ورغم ذلك زاد عدد القتلى وساءت قضية الهجرة وتفاقمت حالة التطرف، وفي النهاية يجب أن نصل إلى حالة سياسية يقبلها الشعب السوري".
وأصر كاميرون على أنه لا يوجد منطق لاقتصار حملة القصف البريطانية على العراق فقط، وأبرز "أعتقد أن هناك حجة قوية جدا تتمثل في أن تنظيم داعش لن يقف عند حدود سورية والعراق فقط وينبغي ألا نتوقف نحن أيضا، وأدرك أنني في حاجة إلى بذل المزيد لدعم هذه الحجة بواسطة البرلمان، ويريد الناس أن يعلموا وجود خطة لمستقبل سورية والمنطقة بأسرها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر