لندن ـ ماريا طبراني
عندما يفتح باب شقة بيتر أدلر، تشعر وكأنك دخلت قبر توت عنخ آمون أو كهف علي بابا، حيث ليس هناك شبر واحد من الجدار أو الأرض دون أن تجد به شيئًا من الكنوز التي يمتلكها أدلر والتي جمعها من رحلاته حول العالم، فالشقة مثل البازار الكبير يضم تحفًا من: "الهند و تايلاند وبالي والصين واليابان وبيرو وغانا والكاميرون ونيجيريا".
بينما يهتم الآخرين بدولاب الأحذية في منازلهم، بيتر أدلر، صاحب شركة المجوهرات بيبل لندن، يمتلك منضدة منخفضة مكدسة بمجموعات من المحار البحرية، والصدف، وأرفف مخصصة معلق بها بعض السلاسل والقلادات من تصميم بيتر الخاصة، والبعض الآخر مصمم من الحرير الساري القديم من قبل جمعية خيرية للمرأة في الهند، بالإضافة إلى أكاليل مصنوعة من الخيوط والتي جلبها من تايلاند والمصبوغة بلون الفيروز والفوشيه.
وتجد في داخل غرفة الرسم اثنين من القطط البنغال، وكلاهما يدعى "ميتسو"، وهو الاسم الذي يعطيه أدلر لاي قط يمتلكه، إذ يقول عن ميتسو الذي يجلس على أبي الهول إنه "ملك كل رحلاته"، حيث إنه لديه موهبة للنسج بين التماثيل، والحفريات والشعاب المرجانية والقرع، لكنه قد يسبب أضرار جسيمة، بمخالبه الكبيرة التي يمكن أن تمزق النسيج، حيث قام واحد منهم بتمزيق الأقمشة المغولية التي تعود للقرن الثامن عشر، والذي جلبه من بالامبور في الهند، وتم نقلها إلى متحف فيكتوريا وألبرت لترميمها.
وتنام القطط في أماكن مرتفعة مثل الأرجوحة أو فوق سرير بيتر، ويمكن أن نرى في المكان، أقنعة الفسيفساء، بلورات الكوارتز الوردية، هيكل سلحفاة، أقفاص للطيور، مقصورة تخزين مربعة الشكل بدون غطاء مصنوعة من العقيق والمالشيت، وأطواق الفضة من الصين، أكاليل من الريش من الكاميرون، وأغطية رأس ذهبية من سومطرة.
وكان ولد بيتر في كاليفورنيا، ولكن العائلة انتقلت إلى لندن عندما كان في الرابعة، تعلم العزف على البيانو والتشيلو والساكسفون، وبعد الجامعة، قام بجولة في الولايات المتحدة مع فرقة R & B بليزفيل الأيرلندية، وأصبح مفتونًا بالثقافة الهندية والأميركية، ومنذ ذلك الحين سافر جميع أنحاء العالم لشراء التحف اليدوية والمنسوجات العتيقة وصنع رسومات لتصاميمه الخاصة.
وكشف إدلر: "إنني أمضي حياتي في تحريك الأشياء"، وهو يبحث عن مكان لتناول فنجان الشاي، في المطبخ، المبلط بالبلاط ذات النقوش البرتغالية، ويتم إعداد الغداء على مربع طعام منعزل، بينما يكون لدى الآخرون رف للتوابل، فإن بيتر لديه خزانة زجاجية مصنوعة من فن رسم المصغرات، "المعايير الوحيدة لتكون جميلة هي أن عليك أن تكون صغيرة"، كما يقول.
ويضع بيتر في الجزء الخلفي من الشقة ضوء جيدًا، بالإضافة لرسوم الفيل التي جلبها من جايبور والتي تنتشر على الجدران، والياسمين الذي يغطي الجزء الخلفي، والسرخس الذي يزدهر بالمكان، فذلك المكان غير عادي حقًا ويحتوى على آلاف الأشياء، والتي جلبها من مختلف بلدان العالم والتي تعد ذكرى رائعة تعبر عن تلك الأماكن .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر