رام الله - المغرب اليوم
وضعت الطفلة الفلسطينية رغد القواسمة "17 عامًا" من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، هدفها الوصول إلى العالمية والشهرة ، منذ أن بدأت أولى خطواتها في صناعة المكياج السينمائي، وهو نوع من الفن تفتقر إليه الأراضي الفلسطينية، مستخدمة مواد بدائية متوفرة في مطبخ عائلتها.
وشاهدت رغد مادة منشورة على موقع "اليوتيوب" ، وبدأت تنقل ما علق ببالها على وجه شقيقتها الصغرى ، ثم انتقلت وجربتها على يدها اليسرى، وبعد أربع محاولات وساعتين من الزمن خرجت على والدتها تعرض ما حل ليدها ، وبعد أن طلبت منها والدتها الذهاب للطبيب لعلاجها، كشف الأمر وأخبرت الوالدة بالقصة.
وقالت صفاء أبو خرشيق ، والدة الطفلة رغد والتي تعمل محاضرة جامعية لـ"المغرب اليوم" : "اعتقدت للوهلة الأولى أن يد إبنتي لم تعد تصلح لشيء، إنها أول مرة أرى مشهدًا بهذا القسوة على أرض الواقع، ولكن رغد لم تنتظر طويلًا حتى أخبرتني أنها تجربة فنية منها، ثم شرحت لي التفاصيل كاملة".
وقالت والدة الطفلة، بأنها لاحظت لدى إبنتها ميول فنية عندما كانت ترسم لوحات الفن التشكيلي في المدرسة، وحرصت على تطوير مهاراتها في المكياج السينمائي عبر متابعة مقاطع الفيديو المنتشرة عبر موقع "اليوتيوب" لتطوير موهبتها، واشترت أدوات تساعدها في عملها من إحدى الدول الأجنبية كونها غير متوفرة في الأسواق الفلسطينية.
وأشارت الطفلة رغد لـ"المغرب اليوم" إلى أن اقتنائها لهذه المواد سيشكل دعامة حقيقية لها صوب الانطلاق في هذا الفن نحو العالمية بتكاليف مادية بسيطة ، ورفد الساحة الفنية الفلسطينية بالمشاهد المطلوبة لجعلها أكثر قربًا من الواقع ، خاصة في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.
وتستعين رغد في تقريب خدعها للواقع بمواد مثل "الكاتشب والنشا وزيت جوز الهند والألوان"، وتحاول استخدام مواد بسيطة ومتوفرة في الأسواق المحلية لتتمايز عن غيرها في صناعة وإعداد المكياج السينمائي، وتستغرق أعمالها من 30 دقيقة إلى 3 ساعات ، حيث أن الساحة الفنية الفلسطينية ينقصها هكذا مؤثرات.
ولفتت رغد إلى انعدام الإهتمام بالفنانين في فلسطين أدى إلى الإضرار بالحالة الفنية المحلية ، وطالبت اتحاد الفنانين الفلسطينيين بمضاعفة جهوده للنهوض بالواقع الفني المحلي، كون رسالة الفن قادرة على الوصول لدول العالم كافة ، ولها القدرة الكبيرة في التأثير على شعوب العالم مهما كانت لغتهم وأعراقهم.
وتتنوع هوايات رغد وتتعدد، من الرسم والمكياج السينمائي، وتعتبر مطالعة الكتب حياة أخرى يعيشها الإنسان في شحن عقله بالعلم والتزود من الثقافة، مضيفة "صحيح أننا ممنوعون من أشياء عدة بفعل وجود الاحتلال ، لكن أحلامنا أقوى منه، وستحلق بنا فوق أسلاكه وأشياكه".
وتخطط رغد إلى استكمال دراستها الجامعية في سبيل تطوير موهبتها، حيث تنوي دراسة الأزياء والإنتاج السينمائي، بعد اتمام متطلبات مرحلة الثانوية العامة هذا العام، لكنّها ستواجه تحديًا بعدم توفر الإمكانيات والمواد اللازمة لهذا الفن حسب قولها، لتحقيق الحلم الذي رافقها منذ الطفولة في فلسطين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر