مجموعة حدث ذات جدار تصدرها الدكتورة سناء شعلان
آخر تحديث GMT 15:12:50
المغرب اليوم -
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

تُلخص في كتابها الجديد ما يقضُّ مضجع الكاتبة ويؤرقها

مجموعة "حدث ذات جدار" تصدرها الدكتورة سناء شعلان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مجموعة

الدكتورة سناء شعلان
عمان ـ ميسون حنا

"حدث ذات جدار"، تسمية لمجموعة الدكتورة سناء القصصية، تُلخص ما يقضُّ مضجع الكاتبة ويؤرقها حول ما يستبيحه الجدار من جرائم نكراء. فالجدار يفرق بين النورين في قصتها الأولى. والنوران هما طفل وطفلة، أبناء عمومة يحمل كلاهما نفس الاسم تيمناً بجدهما الشهيد، واختيار الاسم نور، هو رمز بذاته، فلا يجدر بالشهيد إلاّ أن يكون نوراً يضيء الطريق بعده لتتكرر الشهادة إلى ما لا نهاية أو إلى نهاية حتمية لا بد لنا أن نصل إليها ذات يوم مشرق لا وجود للظلام فيه.

والجدار يفتعل الأفاعيل ليصوغ الباطل بأسلوب لا يستسيغه إلاّ المنطق الصهيوني، وهو اللامنطق بلغتنا البسيطة، وحتى بلغتنا الخارجة على المألوف، والتي لا تتخطى حدود الإنتماء للعالم، أمّا ما يستبيحه الصهيوني لنفسه فهو الخارج البعيد الذي يخترق مدارات الجاذبية الأرضية، فتعجز عقولنا أن تستوعبه، وعندما يغزو عقلنا ويحتله متربعاً فيه كحقيقة دامغة، تكون النتيجة لذلك إما أن يتفجر هذا العقل أو أن يقوم بتحطيم ذاته بعملية استشهادية مثلاً، أو كما فعلت تلك الأم المريضة بالسرطان في محاولة منها لاقتحام الجدار متصدية لرصاصات غاشمة، استقبلتها بابتسامة أم تأبى أن تفارق رضيعها، وإن عادت إليه جثة هامدة، ولكنها حققت عودتها بأسلوبها البسيط المعقد، السهل الممتنع.

في قصتها "الصديق السري" تسعى الكاتبة لتقول لنا أن هناك مكاناً للحب في قلب صبي صهيوني، لولا ... ولولا هذه تحمل في طياتها كثيراً من الممنوعات والمحاذير والأحقاد والكراهية، والعنف، والغدر، و...، و....

ولولا تلقن وتدرس لتكون ناموساً يحتذى، ومن يخالفه يعدم، وهكذا اعدم الصبي الصهيوني مع صديقه الفلسطيني، اعدم لأنه تطاول على لولا ... ولولا تمنع الهنجارية العاشقة أن تبوح، والهنجارية مجندة اسرائيلية لا تشعر بسيحق أعماقها بانتمائها لشعبها الصهيوني، لولا تقف سداً منيعاً أمام مشاعرها الدفاقه تجاه شاب فلسطيني اردي قتيلاً مع رفاقه العمال أبان عبورهم الجدار، اعدموا كونهم مخربين باللامنطق الصهيوني .. لولا ... وكأن الكاتبة تريد أن تقول أن هناك مساحة من السلام بين النقيضين، وإن كانت هذه المساحة صغيرة الى حدّ الاضمحلال، هل تريد الكاتبة أن تقول أن هذه المساحة ستتسع يوماً ما ...؟.

المفارقة والمقارنة بين حدي الجدار تتكرر، والتكرار هنا ضروري، بل إلزامي لنطلق دوي عذاباتنا، ونعبر عنها بالكلمات والعبارات المتنوعه المختلفة المتشابهة التي تصب في بوتقة فوهة الغضب الجنوني الذي يحفز طاقاتنا لإطلاق صرخة تسمع العالم حولنا، فيلتفت لأوجاعنا، ولمؤازرتنا...

والجدار يقع بين حدين يتصارعان، والجدار كما تقول الكاتبة كريه في باطنه المظلوم وظاهره الظالم، وتحلم الكاتبة أكثر وتحلق بأحلامها إذ تقول: "استيقظ الفلسطينيون والصهاينة ذات صباح فلم يجدوا الجدار، فقد رحل دون عودة"، وكأن الكاتبة تريد أن تقول أن الجدار الاسمنتي لن يصمد طويلاً، لا بد أنه سيزول، بل سيكون زواله قريب.

شخصيات المجموعة القصصية، تم اختيارها برشاقة وعناية وشفافية، وتبلغ الشفافية ذروتها عندما تقف على أثير طائر أبيض يحلق بعيداً عن شبح الجدار، وفي محاولة مني لإمساكه، اكتشفت أنه أثير روح الأم الثمانينية التي فصل الجدار بينها وبين أبنائها الأسرى مما جعل أمومتها تفيض حولها، فتزور معتقلاً يضم أسرى آخرين، تزورهم فرداً فرداً لتكون الشمعة الوحيدة في حياة كثير منهم، وتحمل رسائلهم الشفوية في وجدانها إلى أن يتيسر لها عبور الجدار قاصدة بيت الله الحرام، وفي لحظة أمومة متدفقة تحيد بمسارها إلى التطواف على بيوت ذوي الأسرى لتنقل الرسائل لهم شموعاً متقدة تستمد نورها وطاقتها من قلبها ...

الشمعة الوحيدة الحقيقية، وتنطفىء الشمعة على بوابة العبور بعد أن أدت رسائلها وأتمت تطوافها وأدت فريضة الحج بطريقتها، انطفأت لتحلق طائراً أبيض عصياً يرفرف بجناحيه ليبلغ العلا، وهناك يلامس شغافنا فننبض حباً وشوقاً، ورغبة عارمة لتحطيم الجدار.

وفي النهاية، اقرأ "خرافية أبي عرب" لاكتشف طاقات الدكتورة سناء المتخيلة والتي تعكس وعياً معاصراً لقضيتنا لتعبر عنها بأسلوبها المشوق، فتقول إن أبا عرب كان زين الشباب، وهو رمز من رموز الكفاح الفلسطيني، لم تدسه سياره في ليلة صقيعية، ولم يمت مجهولاً، بل تسلل عائداً إلى فلسطين واستشهد في عملية فدائية بطولية، وفي كل ليلة تخرج روحه وتحمل السلاح وتقاتل، وسيظل كذلك حتى يبعث يوم القيامة حاملاً سلاحه وروحه.

أبو عرب يتكرر كل مرة في خرافية جديدة بحيواته النضالية المديدة .. المتجددة، ونهاياته المشرفة. أبو عرب غدا جيشاً من الرجال والنساء والأطفال، وهو لا يموت، بل يبعث حياً من رماده كطائر الفينيق. وبهذا تختم الدكتوره سناء مسك حكاياتها لتقول لنا أن لا نيأس وإن اتسعت مقابرنا، ولكننا نبعث من جديد لقتال سيدوم ويدوم ... إلى أن يتحقق النصر.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة حدث ذات جدار تصدرها الدكتورة سناء شعلان مجموعة حدث ذات جدار تصدرها الدكتورة سناء شعلان



GMT 02:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق

GMT 20:58 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"

GMT 08:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
المغرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib