رحيل عبدالله العقيل مؤسس جرير أشهر المكتبات السعودية والعربية
آخر تحديث GMT 11:33:16
المغرب اليوم -

رحيل عبدالله العقيل مؤسس "جرير" أشهر المكتبات السعودية والعربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحيل عبدالله العقيل مؤسس

رحيل عبد الله بن عبد الرحمن العقيل أحد أبرز المستثمرين في مجال الثقافة
الرياض ـ سعيد الغامدي

ودّعت السعودية، (الخميس)، عبد الله بن عبد الرحمن العقيل، أحد أبرز المستثمرين في مجال الثقافة والنشر وعالم الكتب والتأليف والإصدار، وساهم مع أفراد عائلته (العقيل) في تطوير واستكمل ما بناه والده الراحل بإنشاء مكتبة صغيرة تعرض أدوات قرطاسية ومكتبية، لتتحول كياناً عائلياً وتصبح أحد الكيانات التجارية الكبيرة في السعودية، ثم تصبح شركة مساهمة، تباع أسهمها في السوق المالية السعودية، من خلال شركة «جرير للتسويق»، ووصلت فروعها إلى العشرات في السعودية ودول الخليج.
حمل الراحل عبد الله بن عبد الرحمن العقيل تجربة مثيرة تعكس قصة كفاح فردية وعائلية، فمن بضاعة مستودعها حقيبة حديدية محتوياتها «قطع البسكويت»، و«حلوى الكراميل»، يعرضها الطفل الصغير على الأقارب والجيران ويبيعها بهامش ربح لا يتجاوز الهللات الخمس، إلى عرض أدوات قرطاسية ومكتبية من مكتبة والده المعلم الذي أنشأها في الرياض ليزيد دخله بسبب راتبه القليل من مهنة التعليم، وسماها «مكتبة الوعي العربي»، ليقوم الطفل عبد الله بأخذ أدوات قرطاسية ومكتبية من المكتبة وينشرها على الرصيف القريب من المكتبة، كنقطة مبيعات للعابرين. وسيتحول كل ذلك طموحاً وهدفاً بإنشاء كيان عائلي كبير استثمر في مجال الثقافة والنشر وعالم الكتب والتأليف والإصدار، حمل اسم الشاعر الأموي جرير بن عطية الخطفي، الذي كان همّه الحصول على المال وهو يعيش في قريته أثيثية في إقليم الوشم بنجد، في ظروف الفاقة والفقر، ليتوجه إلى دمشق ويرمي دلوه عند الخليفة عبد الملك بن مروان ليرتوي من معين كرمه ويحصل على المال الكثير.

طرح الراحل عبد الله العقيل قبل ثلاث سنوات كل ذلك في سيرة سجّل فيها قصة الكفاح والنجاح خلال سنوات طويلة، تخللتها مغامرات عبر محطات بدأت من مجتمع صغير والانتقال إلى مجتمعات أكبر وأعقد وأصعب، واحتكاك بثقافات مختلفة، إلى دخول مجتمع التجار والمال والأعمال من أوسع أبوابه بشعار: «خير المال ما نفع صاحبه ومن حوله»، ليقف عند باب عالم النشر ويرمي «دلوه» الجديد في بئر لا يعلم عن مائها أكان غائراً أم غير ذلك؟، «دلو» زاحم به «دلاء» من سبقه إلى ذلك في المسار ذاته.

استحضر الراحل عبد الله بن عبد الرحمن العقيل، وهو عضو مؤسس لمجموعة جرير، كل ذلك وجمع أفكاراً وذكريات لا يجمعها موضوع مشترك ولا فكرة واحدة. لقد أخذ من كل بستان زهرة، ومن كل زمن موقفاً قاصداً وعارضاً بعضاً من إحدى السِّير وشيئاً من أفكار وذكريات وتجارب ضمّنها في كتاب حمل عنوان «بصمة حياة - سيرة وأفكار وذكريات»، وعلّق عليها بالقول: «قدمت هذا الكتاب من دون تحفظ ليستفيد جيل أمتي الواعد، وإذا كان التاريخ يعيد نفسه والأحداث تتشابه، والأيام تسير بشكل دوائر كان حرياً بنا أن يتعلم كل منا من الآخر، فنحن أجيال متعاقبة يُكمِلُ بعضها بعضاً، وخير لك أن تسأل مرتين من أن تخطئ مرة واحدة، هذا الكتاب خطوة على سبيل النجاح الذي نسعى إليه جميعاً، والذي يقاس بما أعطيت لا بما أخذت، ثم إن الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يحققه أي إنسان من دون أن يبذل أي مجهود، كتابي دعوة للعلم ثم العمل وترك التكاسل، والفائدة ممن جرّب وعاش الواقع لا الخيال».

نصب عينيه تجربة نجاح أسرته، وهو أحد أعمدتها وعضو مؤسس في أحد الكيانات التجارية الكبيرة في بلاده السعودية، التي أخذت لها مساحة في خريطة أقوى 100 شركة في العالم العربي، واشتهرت بحضورها القوي في مجال النشر والتأليف والإصدار والهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي، وتحقيق السبق في المعلوماتية، والأكثر استخداماً للتواصل الاجتماعي، وتطبيق المكتبة الإلكترونية، التي تتيح للمستخدم شراء الكتب وتصفحها من خلال أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وتفرّدت بمنتج أطلقت عليه اسم «قارئ جرير» يعدً من أفضل تجارب القراءة الرقمية؛ إذ إن الخصائص الموجودة في التطبيق، تمكّن المستخدم أو القارئ من البحث داخل الكتب وإدخال الملاحظات والتعليقات والمشاركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما أقرّت خطة لإدراج الكتب باللغات الأخرى غير العربية في البرنامج خلال مراحل مستقبلية.

وبعد كل هذه النجاحات، وضع عبد الله بن عبد الرحمن العقيل متاعب السنوات، فنصب مخيماً في صحراء سدير، ليعيش مع الإبل كأنه يستحضر مشهد الشاعر الجاهلي وصاحب الطرح الفلسفي السابق لأوانه «طرفة بن العبد»، وهو يمتطي ناقته ليمضي همه معها واصفاً هذا المخلوق الخرافي في 40 بيتاً وصفاً لا يعلمه إلا علماء التشريح:
 
قدّم الراحل عبد الله العقيل أعمالاً خيرية وكان نصيراً للفقراء وذي الحاجة، كما أنشأ أوقافاً لخدمة العمل الخيري، وكان الوطن هاجسه وعشقه، يقول الراحل في سيرته: «إنني أقدّم الوطن على ما سواه، فالإنسان بلا وطن يفقد أهم هوية في حياته، فوطنك هو الذي يحتضنك بلا شروط، ويضم من يشكّلون جزءاً من حياتك، وتجد داخله كثيرين ممن يحيطونك بالسعادة والاهتمام، حتى الموت على أرض الوطن مختلف، ففي الغربة مثلاً لا يعزي بموت الغريب إلا قلة قليلة من الناس، فالمرء في الغربة ريشة لا تعرف أين تحط ولا كيف يكون مسارها....».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ارتفاع ارباح "جرير" السعودية إلى 615.7 مليون ريال في أول 9 أشهر

ارتفاع صافي أرباح جرير للتسويق 11% في 2015

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل عبدالله العقيل مؤسس جرير أشهر المكتبات السعودية والعربية رحيل عبدالله العقيل مؤسس جرير أشهر المكتبات السعودية والعربية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib