تأثير التعرض المبكر للتراب على المناعة والوقاية من الحساسية
آخر تحديث GMT 13:51:21
المغرب اليوم -

تأثير التعرض المبكر للتراب على المناعة والوقاية من الحساسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تأثير التعرض المبكر للتراب على المناعة والوقاية من الحساسية

صحة الأطفال
القاهرة ـ المغرب اليوم

تشير العديد من الدراسات إلى أن التعرض المبكر للتراب يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأطفال بالحساسية والحالات المناعية الذاتية. بعبارة أخرى، قد يحمي من الحالات التي يتفاعل فيها الجهاز المناعي بشكل غير مفيد مع المواد المسببة للحساسية أو مع أنسجة الجسم، بحسب ما نشره موقع Live Science.

مع تطور الجهاز المناعي للطفل في السنوات الأولى من الحياة، يتعين على جيش الخلايا الواقية داخل الجسم أن يتعلم كيفية التمييز بين خلايا الجسم والمواد الغريبة التي إما تكون غير ضارة أو مسببة للأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات. يجب أن يتعلم كيفية اكتشاف مسببات الأمراض المسببة لمهاجمتها.

تعزيز جهاز المناعة

قال غراهام روك، أستاذ فخري في علم الأحياء الدقيقة الطبية في جامعة لندن، اتضح أن الإشارات الجزيئية التي تدفع توسع هذا الذراع التنظيمية للجهاز المناعي تأتي بشكل أساسي من الميكروبات الموجودة في الأمعاء. تسمى هذه المجموعة من الميكروبات "ميكروبيوم الأمعاء" وهي ضرورية لصحة الإنسان. على سبيل المثال، تساعد بعض هذه الميكروبات في إنتاج الفيتامينات التي يحتاجها الجسم للعيش، وتساعد في هضم الطعام.

الولادة والرضاعة الطبيعية

السنة الأولى من الحياة حاسمة لتطور الميكروبيوم. يتلقى الأطفال البكتيريا أثناء مرورهم عبر قناة الولادة، إذا في حالات الولادة الطبيعية، ومن الحليب إذا كانوا يرضعون رضاعة طبيعية. مع نمو الأطفال، يتعرضون بشكل مطرد للميكروبات من مجموعة واسعة من المصادر.
"فرضية الأصدقاء القدامى"

تشير نظرية تسمى "فرضية الأصدقاء القدامى" إلى أنه كلما زاد نطاق الميكروبات التي يتعرض لها الجسم في مرحلة الطفولة المبكرة، كانت الميكروبات أكثر تنوعًا أصبح جهاز المناعة أفضل في التعرف على الصديق من العدو. يشير مصطلح "الأصدقاء القدامى" إلى الميكروبات المفيدة أو "المتعايشة" التي تعيش على الجسم وفي داخله دون الإضرار بصحة الإنسان.

تشبه النظرية، التي اقترحها روك في عام 2003، فرضية النظافة الأكثر شهرة، والتي تشير إلى أن الافتقار إلى التعرض المبكر للجراثيم يجعل الأشخاص أكثر عرضة لحالات المناعة.

على سبيل المثال، أظهرت دراسات متعددة وجود صلة بين النشأة في مزرعة أو في منزل به حيوانات أليفة وانخفاض احتمالية إصابة الأطفال بالحساسية، مقارنة بالأطفال في البيئات الحضرية أو الخالية من الحيوانات الأليفة.
تجنب مسببات العدوى

وتؤكد "فرضية الأصدقاء القدامى" على أهمية التعرض للميكروبات المتعايشة في وقت مبكر من الحياة، بدلاً من مسببات الأمراض المعدية.

وتدعم هذه الفكرة الأبحاث، حيث تشير العديد من الدراسات في أوروبا إلى أن التعرض المبكر للجراثيم لا يحمي من تطور الحساسية. ومن الانتقادات الأخرى لفرضية النظافة أنها تقلل من أهمية النظافة الجيدة في الوقاية من الأمراض، وتدفع بفكرة أننا أصبحنا "نظيفين للغاية"، كما زعم روك وزملاؤه في مراجعة علمية عام 2016.

المضادات الحيوية والولادة القيصرية

من ناحية أخرى، يمكن أن تساعد فرضية "الأصدقاء القدامى" في تفسير سبب ارتباط الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة، والذي يمكن أن يقضي على الكثير من ميكروبيوم الأمعاء، والولادات القيصرية، التي لا تعرض الأطفال حديثي الولادة للبكتيريا المهبلية، بزيادة خطر الإصابة بالحساسية.
بكتيريا من التراب

بحثت تجربة في فنلندا ما إذا كان من الممكن تعزيز أجهزة المناعة لدى أطفال المدن بالعشب والتربة المأخوذة من أرض الغابة. واكتشفوا أنه في غضون شهر، كان لدى الأطفال الذين لعبوا في التراب مجموعة أكثر تنوعًا من البكتيريا غير الضارة على جلدهم وخلايا تنظيم المناعة وجزيئات الإشارة في دمائهم أكثر من أولئك الذين لعبوا في ملاعب الحصى.

وتشير النتائج إلى أن التعرض للبكتيريا داخل التراب يمكن أن يساعد الجهاز المناعي على النضوج، مما يقلل نظريًا من فرص فرط نشاطه.
الحيوانات الأليفة

على نحو مماثل، كشفت نتائج دراسة سويدية، نُشرت في عام 2024، أن الأطفال الذين نشأوا في مزارع الألبان أو لديهم حيوانات أليفة لديهم معدلات أقل من الحساسية من باقي الأطفال. كما كان لديهم المزيد من البكتيريا غير الضارة في أمعائهم، لذلك خلص الباحثون إلى أن الظاهرتين قد تكونان مرتبطتين.
الجينات الوراثية

وفي الوقت نفسه، قال دكتور روبرت وود، أستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إنه في حين أن الميكروبيوم مهم، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على خطر إصابة شخص ما بالحساسية، بما يشمل الجينات، مضيفًا أنه كرسالة عامة، يجب تشجيع الأطفال على الخروج واللعب في التراب.

وسائل وقاية

وأوضح دكتور وود أنه لا يمكن دائمًا ترجمة فهم العلماء الحالي لعوامل الخطر للحالات المناعية إلى نصائح عملية، شارحًا أنه، على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما كلب، فربما تكون فرصته في الإصابة بالحساسية أقل إلى حد ما من شخص آخر ليس لديه حيوان أليف - ولكن لا يمكن إخبار الأخير بالحصول على كلب كوسيلة مضمونة لمنع الحساسية.
المناطق شديدة التلوث

وأشار دكتور وود إلى أن الأوساخ في المناطق شديدة التلوث يمكن أن تكون أيضًا غير صحية للأطفال، حيث يمكن أن تحتوي على ملوثات ضارة. من الواضح أنه لن يرغب أحد في أن يتعرض طفله لأتربة أو أوساخ تحتوي على مواد كيمياوية ضارة، مثل الرصاص، فضلاً عن الطفيليات، لذا يجب توخي الحذر لمنع الأطفال من استنشاقها أو تناولها.

قد يهمك ايضا

دراسة تتوصل إلى أن التدخين يغير الجهاز المناعي للشخص مما يجعله عرضة لمزيد من الأمراض

 

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثير التعرض المبكر للتراب على المناعة والوقاية من الحساسية تأثير التعرض المبكر للتراب على المناعة والوقاية من الحساسية



نانسي عجرم بإطلالة راقية وفخّمة بالبدلة البيضاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:04 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
المغرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 22:43 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موعد الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي المغربي

GMT 08:04 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتعافى بعد هبوط مفاجئ في مخزونات الخام الأميركية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

الرجاء يعزز صفوفه بلاعب ثاني من المغرب التطواني

GMT 15:11 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

الدرهم المغربي يرتفع بنسبة 2,31 % مقابل الدولار الأميركي

GMT 09:15 2023 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف سر انفصاله فنيًا عن ياسمين عبد العزيز

GMT 22:11 2023 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

كلوب يعلق على رسالة صلاح عن القضية الفلسطينية

GMT 15:50 2023 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تشيلسى ضيفا ثقيلا على فولهام فى الدوري الإنجليزي الليلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib