نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أمس الثلاثاء بالرباط، يوما دراسيا حول موضوع “التناقل الثقافي والتحولات الاجتماعية”، بمناسبة صدور العدد الرابع عشر من مجلة “أسيناگ”.
وشكل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على هذا الإصدار الموضوعاتي الصادر عن المعهد، والذي يهدف إلى التعريف بأنماط التناقل في الأوساط الأمازيغية بالمغرب، وبحث الدينامية التي تؤثر في قنوات وأنماط هذا التناقل.
وأوضح حمو بلغازي، الباحث في المعهد وعضو لجنة تحرير المجلة، أن هذا الملف الموضوعاتي يتضمن ثماني مساهمات، خمس منها من إعداد باحثين في المعهد.
وأضاف بلغازي أن هذه المساهمات، بمثابة “دراسة استكشافية لحقل لم ينل حظه من الدراسة والبحث”، أي مسألة التناقل الثقافي والتحولات التي تواجهها.
ويتناول الملف النقل من الأمهات إلى البنات ومن جيل إلى جيل في الريف، ونقل اللغة والطقوس في نسج الزربية في الأطلس المتوسط، إلى جانب مسألة القطيعة والتناقل في الأمازيغية في الدار البيضاء.
وتتناول المجلة أيضا موضوع دور التقاليد الشفهية، والشعر على الخصوص، في نقل التاريخ المحلي في غرب الأطلس الصغير.
ومن الموضوعات التي خصها الملف بالتحليل دور المدرسة القرآنية العتيقة (تيمزكيدا) في جنوب غرب المغرب باعتبارها أداة للمحافظة على ثقافة العلماء الذين يؤدون وظائف الموثقين والمحكمين في تسوية النزاعات المحلية.
ولفت بلغازي إلى أن أهمية هذا العدد تكمن في كون كل من المساهمات الواردة فيه “استطاعت فتح مسار أو أكثر من مسارات البحث في حقل التناقل الثقافي” في ضوء التحولات الاجتماعية.
من جهته، اعتبر عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، أنه من الطبيعي، في سياق يتسم بالاضطرابات في هياكل المجتمع والثقافة الأمازيغيين، أن يواجه التناقل بين الأجيال وعبر الأجيال جملة من المشاكل.
واعتبر السيد بوكوس أن “المدرسة والإعلام يتوليان اليوم نقل المعايير الثقافية الجديدة التي تتأثر بنماذج أقوى”، وأن من المهم أن يدرس علماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا واللسانيون هذه المسألة.
وأضاف أن بناء الهوية الثقافية يقوم على إواليات تكوين عريقة، ويتحمور حول عمليتي اكتساب وتناقل العناصر الضرورية للعيش الجماعي وهي اللغة والسلوكات والعادات والتقاليد والأساطير والطقوس والمعارف والمهارات والقيم، وغير ذلك، إذ ت تناقل أغلب هذه العناصر وسط الأسرة، عن طريق الوالدين والجدين.
وسجل عميد المعهد أن نمط التناقل هذا بات يتضاءل وينحسر بفعل الإصلاحات الهيكلية التي أدخلت على المنظومة المجتمعية المغربية في القرن الماضي، والتي أحدثت تغييرات وتحولات مهمة.
وتعتبر “أسيناگ” مجلة علمية وثقافية مغربية مخصصة للمكونات اللغوية والحضارية للأمازيغية. وهي مفتوحة في وجه مساهمات الأوساط العلمية الوطنية والدولية.
قد يهمك ايضا:
العاهل المغربي محمد السادس يهنئ الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون
ظهور معالم اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي لإيجاد حلول اقتصادية في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر