يعتقد الباحثون أن الشمبانزي الأصغر سنًا هم الأكثر احتمالًا لأن يكونوا متعاطفين من كبار السن ، عادة عندما يمر الشمبانزي بالضيق، يجلس بجواره رفيقه ويقبله، أو يعانقه ، ويُلاحظ نفس السلوك في الشمبانزي الصغار.
ووجد الباحثون أن الفروق الفردية في السلوك التعاطفي ظلت متسقة على مدى عمر الشمپانزي، مما يثير تساؤلات حول كيفية تغير سلوكيات التعاطف مع التقدم في السن مع أقرب أقربائنا وأنفسنا.
ورأى الباحثون أن نفس الشمبانزي الذي يتعاطف مع أصحابه عندما كانوا صغارًا يظهر هذا السلوك لاحقًا في حياته ، وشملت الدراسة ملاحظة 44 شمپانزي يقيمون بشكل اجتماعي في مركز البحوث الوطنية للرئيسيات في يركس في أتلانتا، جورجيا، على مدى ثمانية أعوام من 1992-2000.
ولاحظ الباحثون الشمبانزي من الفئات العمرية كافة ، بما في ذلك الرضع في بداية الدراسة ، تم ملاحظة الشمبانزي لمدة تزيد عن 90 دقيقة من جلسات المراقبة، مرة واحدة في الأسبوع، مع مراقبة السلوكيات وتسجيلها بما في ذلك النزاعات ، وفي فترة الـ10 دقائق التي تلت النزاع مباشرة، سجل الباحثون أي تفاعل يحدث بين الخصوم السابقين وغيرهم من الشمبانزي.
وتقول الدكتورة كريستين ويب، الباحثة في جامعة إيموري في أتلانتا والمؤلفة الرئيسية للدراسة ، إن هذه الدراسة كانت أول دليل على أن الشمبانزي لديهم شخصيات متعاطفة.
كما أن الباحثون وجدوا أن صغار السن يظهرون سلوكيات التعاطف أكثر من البالغين، بينما يتعاطف الرضع أكثر من الفئات العمرية كافة .
وأضاف الدكتور فرانس دي وال، الباحث في جامعة إيموري والمؤلف المشارك في الدراسة، أن هذه الملاحظة لا تعني بالضرورة أن الشمبانزي الأكبر سنًا أقل تعاطفًا من الأصغر سنًا ، فإنها قد تصبح أكثر انتقائية في كيفية التعبير عن تعاطفهم.
وتابع فرانس "أنهم يركزون على الأفراد القريبون منهم الذرية أو الأصدقاء ، في حين أن الأصغر سنا يستجيبون لكل شيء عاطفي" ، كما يقول الباحثون إن ملاحظات مماثلة قد أجريت في حيوانات البونوبوس والغوريلا.
غير أن البشر أصبحوا أكثر تعاطفًا خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ، في حين أن هناك بعض الأدلة على أن التعاطف يزيد حتى منتصف العمر ثم ينخفض بعد ذلك، وهذا يعتمد على الاستبيانات.
وأكد كلًا من الدكتور ويب والد الدكتور وال، أن الدراسات السابقة تبين أنه عند البشر والشمپانزي، يزداد التوافق مع التقدم في السن، ولكن ينخفض الانبساط آو الانفتاح.
وعلى هذا النحو، قد تكون التغييرات في سلوكيات التعاطف الملحوظة مرتبطة بحقيقة أن الانبساط ، أي الميل إلى الانخراط بنشاط مع الآخرين ، وينخفض هذا التغيير لا يرتبط بالضرورة إلى انخفاض التعاطف.
وأردف الباحثون في دراستهم "ينبغي للدراسات المستقبلية أن تستكشف الكيفية التي يتناسب بها التعاطف مع هذه الأطر الشخصية الأوسع نطاقًا، ومدى ارتباط التغيرات المرتبطة بالعمر في هذه السمة بمقاييس الفروق الفردية الأخرى".
وشدد الباحثون على أن الدراسة كشفت أن ميل الشمبانزي إلى تقديم التعاطف إلى الرفيق البائس والمفجع يرتبط ارتباطًًا وثيقًا بكفاءته الاجتماعية العامة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر