اكتشاف نوع جديد من بقر البحر عاش في المغرب قبل 40 مليون سنة
آخر تحديث GMT 08:08:44
المغرب اليوم -

اكتشاف نوع جديد من بقر البحر عاش في المغرب قبل 40 مليون سنة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف نوع جديد من بقر البحر عاش في المغرب قبل 40 مليون سنة

المحيط الأطلسي
الرباط - المغرب اليوم

توصل فريق بحثي دولي إلى أن الأنواع الحالية من بقر البحر التي ما تزال تعيش على طول سواحل المحيط الأطلسي وفي أنهارأمريكا اللاتينية وغرب إفريقيا، و في المحيطي الهندي والهادئ، كان لها أجداد يعيشون في سواحل المحيط الأطلنتي، وبالضبط على سواحل المغرب، قبل 35 إلى 40 مليون سنة مضت. وأكد الباحثون، الذين اكتشفوا حفريات لتلك الثدييات جنوب مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، للجزيرة نت، أن هذا الاكتشاف مهم جدا خاصة “لإعادة بناء تاريخ المناخ القديم وعلم البيئة القديمة في هذا الوقت الذي شهد تغيرات مناخية كبيرة والتي يمكن أن تساعدنا على فهم الاضطرابات الحالية في المناخ”.

وحسب نفس المصدر، توصل فريق دولي من علماء إلى اكتشاف حفريات سيرينيا المعروفة أكثر باسم “أبقار البحر” والتي يعود تاريخها إلى العصر الجيولوجي في أواخر العصر “الأيوسين” ( ocene)، أي منذ 35 إلى 40 مليون سنة، جنوب مدينة الداخلة بالصحراء المغربية. شارك في الدراسة علماء الحفريات من كلية علوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومن متحف علم الحفريات التابع لجامعة ميتشغان بالولايات المتحدة وقسم الحفريات بالمملكة العربية السعودية، وتم نشر النتائج في دورية “جورنال أوف أفريكان إيرث ساينس” (Journal of African Earth Sciences) بتاريخ11مارس/آذار الجاري.

يقول سمير زهري عضو فريق البحث من المغرب وهو أستاذ التعليم العالي بقسم الجيولوجيا (علم الحفريات) بجامعة الحسن الثاني للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني “من وجهة نظر علمية، تلقي هذه الدراسة ضوءا جديدا على تطور هذه المجموعة من “أبقار البحر” الذين هم أبناء عمومة الأفيال البعيدة والذين نشأوا في القارة الأفريقية قبل انتشارهم في جميع المناطق ذات المناخ الدافئ والمياه الضحلة العميقة الذين أطلق عليهم “دخلاسيرين ماروكونسيس” Dakhlasiren marocensis” نوع جديد وحسب البلاغ الصحفي غير المنشور للدراسة، والذي حصلت عليه الجزيرة نت من الباحث، فقد مكنت هذه الحفريات المغربية الجديدة علماء الأحافير المغاربة والأميركيين من التعرف على جنس جديد ونوع جديد من السيرينيين الذين أطلقوا عليها اسم “داخلاسيرين ماروكونسيس” لتعليم مكان الاكتشاف وهي مدينة الداخلة في جنوب المغرب، وتصنيف الحيوان (sirene) يقول سمير زهري للجزيرة نت “إنه جنس جديد ونوع جديد من “سيرينين”(sirenian) يقدم معلومات جديدة حول تاريخ تطور هذه المجموعة، حيث أظهرنا أيضا أن هذا النوع كان له سطح مضغ أمامي متخصص بشكل واضح (في مقدمة الفك السفلي) غير موجود في البروتوزيرانيين الآخرين ولا في أبقار البحر المعاصرة، مما يشير إلى طريقة مختلفة للتغذية وربما بيئة معينة.

وحسب سمير زهري فقد تم اكتشاف حفريات هؤلاء السيرينيين بين عامي 2013 و2016 خلال عدة بعثات ميدانية، وتم إعدادها وترميمها في معمل الحفريات التابع لقسم الجيولوجيا في كلية العلوم في عين الشق، حيث بدأت الدراسة الفعلية في الواقع منذ اكتشافهم ببحث ببليوغرافي لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذه المجموعة ولتحديد هذه العظام الأحفورية من وجهة نظر تشريحية وتصنيفية. وكان التحدي الرئيسي لدى فريق البحث هو عدم وجود مجموعات من المقارنات في المغرب مع الحفريات السيرينية المعروفة بالفعل، ويشير الباحث سمير زهري إلى أنه “تم التغلب على هذا العائق أثناء الإقامة في متحف جامعة ميشيغان لعلم الأحافير، والذي يضم واحدة من أغنى مجموعات الحفريات لممثلي هذه المجموعة.

دراسة لتطور تلك الحيوانات ووفقا للبلاغ الصحفي لفريق البحث فإن “أبقار البحر”(Sirenians) هي الثدييات البحرية العاشبة الوحيدة الحالية التي أصبحت مائية بشكل حصري، وتتمتع حيوانات (Sirenians) مثل الحوتيات (Cetac s: Baleines et Dauphins)، باهتمام كبير لدراسة تطور تلك الحيوانات لأنهم ينحدرون من ثدييات أرضية تطورت لتصبح مائية بالكامل. وانتقلت المجموعتان (Sirenians) و”سيتاسون”Cetaceans) ) من التكيف مع الحياة البرية إلى الحياة المائية بشكل مستقل خلال الفترة المبكرة من منتصف العصر الأيوسيني (اي منذ حوالي 50- إلى 30- مليون سنة) وتعتبر “أبقار البحر”(Sirenians) من الثدييات البحرية التي تشمل اليوم “ديغونغ”(Dugong) و”مانتي”(Manatee) التي تعيش في المياه الاستوائية الضحلة، وخاصة في نصف الكرة الجنوبية.

وتعيش الأنواع الثلاثة الحالية من بقر البحر (Manatee) على طول سواحل المحيط الأطلسي وفي أنهار أمريكا اللاتينية وغرب إفريقيا، ويعيش بقر البحر (Dugong) في المحيطي الهندي والهادئ. وهذه الأنواع الحالية هي في الواقع بقايا لترتيب تصنيفي منقرض بلغ ذروته في العصر الميوسيني (24- الى 53 مليون سنة مضت)، وهي فترة مناخ عالمي دافئ يتزامن مع موائل ساحلية دافئة وضحلة واسعة النطاق حسب البلاغ الصحفي. ويوضح سمير زهري أن “أحد الاختلافات المهمة بين الأنواع الحديثة (أبقار البحر وخراف البحر) هو أن هذه الأخيرة لم يعد لديها الأطراف الخلفية التي كانت موجودة في الأشكال القديمة، على الرغم من أن البروتوسرينات والأبقار ومن العصر الأيوسيني لم يعد بإمكانهم استخدام أطرافهم للمشي على الأرض الجافة.

وفرض الانتقال بين البيئة الأرضية والبيئة المائية خلال تاريخها التطوري تعديلات مورفولوجية وفسيولوجية كبيرة، واكتشاف العينات الأحفورية يجعل من الممكن تتبع مراحل هذه العملية التطورية، كما توسع دراسة أحافير بقر البحر المغربي المعرفة فيما يتعلق بـ”بروتسيغندي” (Protosirenidae)، وهي عائلة أسلاف هذه المجموعة التي اختفى أعضاؤها منذ حوالي 30 مليون سنة وفق ما أشار اليه البيان الصحفي. ويضيف زهري “كانت حيوانات (السيرينين)، مثل الحيتان، قد تكيفت تدريجيا مع الحياة المائية، وفي غضون بضعة ملايين من السنين، تكيفت تماما مع الحياة في الماء، وحدثت تغيرات في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وما إلى ذلك، وتعتبر (Sirenians) اليوم هي الثدييات البحرية العاشبة الوحيدة الموجودة والثدييات العاشبة الوحيدة التي أصبحت مائية حصريا” مشروع دراسة الفقاريات البحرية الجدير بالذكر أن هذه الدراسة العلمية هي جزء من مشروع دراسة الحيوانات الفقارية البحرية من العصر الأيوسيني في الصحراء المغربية وعلاقتها بالتغيرات المناخية في ذلك الوقت.

ويختم الباحث المغربي سمير زهري مقابلته مع الجزيرة نت بالقول “يشجعنا هذا الاكتشاف، مثل العديد من الاكتشافات الأخرى التي قمنا بها في المنطقة، على مواصلة التحقيقات، لأن كل هذه الحفريات مفيدة لنا، خاصة لإعادة بناء تاريخ المناخ القديم وعلم البيئة القديمة في هذا الوقت الذي شهد تغيرات مناخية كبيرة والتي يمكن أن تساعدنا على فهم الاضطرابات الحالية في المناخ”

قد يهمك أيضَا :

الكشف عن فوائد تناول لحم البقر يومياً

"جنون البقر" يدفع الصين لحظر إستيراد لحوم الابقار البريطانية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف نوع جديد من بقر البحر عاش في المغرب قبل 40 مليون سنة اكتشاف نوع جديد من بقر البحر عاش في المغرب قبل 40 مليون سنة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:08 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنغام ترد على اتهامها بتدبير الهجوم على شيرين عبد الوهاب
المغرب اليوم - أنغام ترد على اتهامها بتدبير الهجوم على شيرين عبد الوهاب

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني

GMT 11:08 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

أجمل ديكورات غرف نوم أطفال من انستغرام

GMT 09:48 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

فندق "غراند حياة أبوظبي" يفتح أبوابه للنزلاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib