العرائش - ياسين العماري
تؤرق ظاهرة تراكم القمامة، وعدم جمعها بشكل منتظم، بال المواطنين في العديد من الأحياء السكنية في مدينة العرائش، الواقعة شمال غرب المغرب. وتنتشر القمامة في الأماكن كلها، وتجبر الكثير منهم على الخروج بين الفينة والأخرى في مظاهرات احتجاجية حاشدة،
للفت انتباه المسؤولين على قطاع النظافة للمعاناة اليومية التي يعيشون فيها.
وتظاهر سكان أحياء الوفاء والكدية وشارع عقبة بن نافع هذا الأسبوع ، للمرة الثانية على التوالي، وقطعوا الطريق العام مانعين أي سيارة من المرور طوال الظهيرة، احتجاجًا على تراكم كميات هائلة من القمامة في حيهم، ولم يفتحوا الطريق العام، إلا بعد قدوم كبار المسؤولين في المنطقة، الذين أرسلوا بشركة النظافة وطالبوها بإحضار شاحنات وجرافات جمعت القمامة على الفور.
وهدأت خواطر المواطنين بعد أن رأوا بأعينهم أن الحي عاد لوضعيته الطبيعية، لكنهم هددوا لـ"للمغرب اليوم"، أنهم سيكررون فعلتهم كلما تقاعست بلدية العرائش وشركة النظافة عن أداء واجبها.
وروى شاب بنبرة غاضبة يدعى إبراهيم، كيف أن المسؤولين حلوا في الحي واكتفوا بالمراقبة وعدم التدخل، إلى حين التحق بهم قائد الملحقة الإدارية، سيدي العربي، ورئيس الدائرة حيث أمروا شركة النظافة بجمع النفايات المتراكمة وتنظيف المنطقة بكاملها، وأحضروا حاويات جديدة للقمامة، ورشوا المنطقة بالمطهرات.
واستغرب شاب آخر، يدعى عثمان، من تحول أحوال مدينة العرائش من سيئ إلى أسوأ، مشيرًا إلى أن منظر القمامة المتراكمة لا يسر الناظرين، ويثير في أنفس جيل الشباب غصة. وندد بالمسؤولين المحليين، موردًا أقوال والده الذي روى له كيف كانت مدينة العرائش في عهد الاستعمار الإسباني، تنظف وتغسل شوارعها بالماء والمطهرات مرتين في اليوم.
وتحدث شاب آخر، صرخ قائلاً "نحن نقوم بأداء الضرائب، ضريبة النظافة، ونؤدي ما بذمتنا للبلدية وللشركة، لكنها في المقابل لا تقوم بواجبها، وتتركنا غارقين في القمامة إلى ساعات متأخرة وفي بعض الأحيان لأيام متتالية". وطالب بتوزيع حاويات القمامة على الأحياء بالتساوي، وعدم وضعها في مكان واحد حتى لا تتراكم.
وتساءل، أين تذهب 13 مليون درهم مغربي وهي الميزانية التي تقد للشركة المكلفة بنظافة المدينة؟، وعبر عن استيائه من خدماتها المتردية. مشددًا على ضرورة أن تأتي الشاحنات في توقيت مناسب ولا في الصباح الباكر ولا في توقيت متأخر من الليل. ودعا كذلك الشركة للقيام بتنظيف المكان جيدًا بعد جمعها للقمامة، وكذا تحديد توقيت معين للسكان لوضع القمامة عبر توعيتهم بمنشورات وحملات توعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر