أصرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما بقوة, الثلاثاء الماضي, على الدفاع عن أجندته الخاصة بحماية المناخ المحلي والدولي وتقليل تداعيات أخطاره داخليًّا وخارجيًّا, عازمًا على التصدي لمحاولات الهجوم على تلك الأجندة، ولكن بالرغم من ذلك فقد دعا الرافضين مرة أخرى إلى الاستجابة, إلا أنه لم يقدم أيّة علامات ملموسة على مبادرات جديدة في الأفق فيما تبقى له من عامين في السلطة.
ويرتكز خطاب حالة الاتحاد الخاص بأوباما على التأكيد بأنَّ الجمهوريين لم يقوموا بإلغاء ما سعى إلى تحقيقه بشأن تغيير المناخ.
وينطبق ذلك بشكل حاسم على الساحة الدولية؛ إذ ألزم أوباما أميركا بالمساعدة في الجهود الرائدة الخاصة بتشكيل اتفاق المناخ الدولي.
وصرَّح أوباما: "لن أدع الكونغرس يعرض صحة أطفالنا للخطر من خلال إعادة الزمن إلى الوراء على جهودنا, وأنا عاقد العزم على التأكيد أنَّ القيادة الأميركية تقوم بدفع العمل الدولي".
واستخدم أوباما سلطته التنفيذية في الـ18 شهر الماضيين, لتقديم القواعد الأولى لإنهاء تلوث الكربون المنبعث من محطات توليد الطاقة, وقامت الولايات المتحدة بعمل اتفاق خفض انبعاثات مشترك مع الصين، وتعهد أوباما بدفع 3 بلايين دولار لصندوق المناخ الدولي للبلدان النامية, ووضع قيود جديدة على انبعاثات غاز الميثان الناتج من صناعة النفط والغاز.
واستغل أوباما خطابه في إعادة التأكيد على أنَّ هناك تغيُّرات تحدث في المناخ, وأعزاها إلى الجمهوريين بسبب رفض المناخ, مما يزيد رصيد أوباما من النقاط مع جماعات حماية البيئة, مشيرًا إلى السنة التي تم تحديدها لتتوج بمحادثات المناخ في باريس.
ومنع أوباما رافضي المناخ ليصبحوا أعضاء في "مجتمع شقة الأرض", في حزيران/ يونيو 2013، عندما طرح خطة عمل المناخ الخاصة به.
وتجاهل أوباما, في خطاب الثلاثاء الماضي, ما توصل إليه الجمهوريون من جديد، مصرحًا: "أنا لست عالمًا, الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على تغير المناخ مع تجنب رفض صريح".
وأعلن أوباما, في واحدة من أفضل سطوره: "لقد سمعت بعض الناس يحاولون تفادي الأدلة بالقول أنهم ليسوا علماء, لأننا لا نملك المعلومات الكافية, حسنًا، أنا لست عالمًا، ولكن أتعرفون؟ أنا أعرف الكثير من علماء وكالة "ناسا" و"ونوا" الجيدين حقًا، وفي جامعاتنا الكبرى".
ولاقت نداءات منكري المناخ شعبية لدى جماعات حماية البيئة, ولكنهم شعروا بالفتور تجاه ملاحظاته المناخية الأخرى.
وأشادت منظمة "السلام الأخضر" بحديث أوباما الحاد ومبادراته الأخيرة, ولكن قيل إنها لم يتم تفعيلها بالشكل الكافي.
وصرَّحت جماعة المناخ في بيان لها: "الرئيس عمل على التصدي لتغيير المناخ في بعض المناطق, ولكن لسوء الحظ طغت انبعاثات غاز الميثان, والدعم المستمر لاستخراج وتصدير الوقود الحفري الذي يلوث المناخ, على تلك التطورات, ومعالجة اضطراب المناخ العالمي يتطلب عمل عالمي فوري".
وصرَّح الصندوق العالمي للحياة البرية: "لا تشير كلمات الليلة فقط إلى أنَّ تغير المناخ هو مسألة تركة رئيس، وإنما يشكل تغير المناخ خطرًا واضحًا على الأمن القومي الأميركي, والآن، لا بد له من مواصلة سعيه للحدّ من التلوث غازات الاحتباس الحراري الخاصة بالولايات المتحدة, والعمل مع الكونغرس لتمويل كامل حصتنا العادلة لصندوق المناخ الأخضر".
واعترض الجمهوريون, كما هو متوقع, على تصريحات أوباما, وصرح الرئيس الجديد للجنة البيئة في مجلس الشيوخ والأشغال العامة في الحزب "الجمهوري", جيم إنهوف, بأنَّ حرب الرئيس على الوقود الحفري والطاقة النووية.
وترجع أجندة الرئيس المناخية إلى تقليل تركيز ثاني أوكسيد الكاربون فقط بأقل من نصف في المئة, وذلك من شأنه أنَّ يقلل من متوسط درجات الحرارة العالمية لنسبة تقل عن2/100 درجة, ويقلل فقط ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 1/100 من شبر واحد أي ما يعادل سمك ثلاث صفحات من الورق.
ولم يشر أوباما إلى كل ماسبق من خطط خاصة بالطاقة, أو يظهر توسعات التنقيب عن الغاز والنفط من خلال تكنولوجيا التكسير, وفي الواقع، أعطى الرئيس اهتمامًا قليلًا نسبيًا للوقود الحفري و الطاقة النظيفة, باستثناء إشارة عابرة لتحويل ضوء الشمس إلى وقود سائل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر