تأثير غلاء المعيشة و ارتفاع التضخم على قيمة العملة في المغرب
آخر تحديث GMT 10:42:36
المغرب اليوم -

تأثير غلاء المعيشة و ارتفاع التضخم على قيمة العملة في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تأثير غلاء المعيشة و ارتفاع التضخم على قيمة العملة في المغرب

الدرهم المغربي
الرباط - كمال العلمي

جدّدت الوثيقة البحثية التي صدرت عن بنك المغرب بعنوان “تقدير النقد غير المتعلق بالمعاملات في المغرب”، في إشارتها إلى أن “الطلب على أعلى ورقة نقدية قيمة، أيْ من فئة 200 درهم، زاد بقوة في السنوات الأخيرة”، (جدد) النقاش بخصوص آثار التضخم وغلاء المعيشة على “مفعول النقد وقيمته”، في العمليات الاستهلاكية اليومية للمواطنين المغاربة، خصوصاً أن العديد من التعليقات تتجه إلى أن “200 درهم لم تعد بقيمتها القديمة”.

ويبدو أن هذه “المقولات العفوية السائدة في المعيش اليومي للمغاربة” صارت مطروحة بشكل دائم كلّما أُثير نقاش “الكاش” الرائج في الأسواق، حتى لو كان جزء كبير من المغاربة يفضلون الدفع عبر الوسائل الرقمية المتاحة، وكذلك إرسال النقود وتداولها بطرق جديدة تكنولوجية. لكن التحليلات الموضوعية تصبّ في اتجاه أن “القيمة النقدية ثابتة”، غير أن “التضخم حاصرها”.

“تضرر حتمي”
مهدي فقير، محلل اقتصادي، قال إن “شعور المواطنين المغاربة بأن أعلى الأوراق النقدية قيمة (200 درهم) لم تعد كافية لسدّ حاجياتهم هو أمر حتمي أمام غلاء الأسعار”، مؤكدا أن “المغرب يعيش تضخما حاليا، ما يعني ارتفاع كلفة المعيشة، وبالتالي ارتفاع الطلب على النقد بصفة عامّة”، وزاد: “جمهور المستهلكين صار يردد هذه المعطيات بكثرة، خصوصاً أن هناك نقدا رقميا رائجا الآن”.

وأورد فقير، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أن “قيمة النقد، وخصوصاً الأوراق، تضررت بسبب ارتفاع كلفة العديد من المشتريات الاعتيادية”، مؤكداً أن “النقد وسيلة وليس غاية، فيما التضخم ظاهرة ظرفية؛ وهذا الغلاء يفترض أيضاً أن يكون ظرفيّا، مثلما حدث في أوروبا وفي العديد من دول العالم؛ وبالتالي فإن تراجعت الأسعار يمكن أن تبدو الأوراق النقدية بقيمتها القديمة في تصور المغاربة لها”.

وسجل المحلل الاقتصادي ذاته أن “المغاربة ذوي الدّخل المتوسط أو الوضعيات الهشّة تخلّوا عن العديد من المشتريات، بسبب عدم القدرة على مسايرة هذا الارتفاع في الأسعار، وبالتالي يجب التذكير بأن التضخّم والغلاء هما السبب في شعور المغاربة بأن 200 درهم لم تعد بتلك القدرة على توفير مجموعة من المشتريات كالسابق”، وأضاف: “نحتاج أن نحقق اكتفاء ذاتيا في الطاقة وفي أشياء إستراتيجية أخرى حتى نستطيع أن نتحمّل هذه التبعات”.

“إنسان عقلاني”
قال المحلل الاقتصادي إدريس الفينة إنه “من الطبيعي أن يشعر المغاربة بأن 200 درهم لم تعد كافية، لأن الأمر رهين بطقوس الاستهلاك ابتداءً”، مضيفاً أن “الظّرفية تحتاج إلى مواطن مغربي عقلاني في الاستهلاك، أي قادر على المحافظة على نفقاته الشّهرية مثل فترة ما قبل التضخم، بمعنى أنه من كان يشتري كيلوغراما من اللحم بقيمة نقدية معينة يمكن أن يشتري القيمة نفسها، ولو أنها لن تقابل الكمية نفسها من المادة التي تم اقتناؤها”.

وسجّل الفينة، ضمن إفادات، أن “القراءات الماكرو-اقتصادية توضع على أساس الإنسان العادي، وبالتالي هناك اليوم من هو قادر على الحفاظ على نمطه الاستهلاكي القديم، لكن بخصوص الإنسان العقلاني فالظرفية تحيل على أنه كلما قلل من النفقات، مع الحفاظ على مستوى العيش السابق، فهو قادر على مسايرة التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تطرأ في محيطه”، مردفا: “كل أسرة لها نقد معين تتداوله”.

وأجمل المتحدث ذاته بأن “هذا لا علاقة له بالتّضخم، لكون الأخير يؤثر على الأسعار، بينما المواطن قادر على استهلاك ما يناسب قدرته الشّرائية”، موضحاً أن “العديد من الأسواق في البوادي والضواحي تتداول ورقة الـ50 درهما بشكل مكثف، لكن وسط المدينة حيث توجد الأبناك تروّج أكثر أوراق الـ200 درهم، لكون العديد من المستهلكين صاروا يشعرون بأن النقد لم يعد كافيا، في حين أن طبيعة الاستهلاك هي التي تطرح خللا، إلّا عند المستهلك العقلاني”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بنك المغرب يُبقي على سعر الفائدة الرئيسي ويتوقع تراجع مستوى التضخم

بنك المغرب يُعزز تدخلاته في السوق النقدية إلى 121,7 مليار درهم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثير غلاء المعيشة و ارتفاع التضخم على قيمة العملة في المغرب تأثير غلاء المعيشة و ارتفاع التضخم على قيمة العملة في المغرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib